بروفايل| خيري شلبي.. في ذكرى "حكواتي" الأدب المصري

كتب: نبيلة مجدي

بروفايل| خيري شلبي.. في ذكرى "حكواتي" الأدب المصري

بروفايل| خيري شلبي.. في ذكرى "حكواتي" الأدب المصري

"ما أنا إلا حكواتي سريح، شرير ومجنون، ولو كنت عاقل مكنتش هأبقى خيري شلبي"، هكذا عرَّف الكاتب الراحل نفسه ببساطته المعتادة، التي ربما اكتسبها من عشقه لكل روح مشت على الأرض أو دبت عليها أو من فرط انغماسه في تفاصيل خلق الله، الذين استمد منهم أبطال حكاياته. ما إن تفتح أيًا من كتبه حتى تنتقل إلى عالم خاص به، يديره بسن قلمه، يشبع وصفه جميع حواسك حين ترى "لحمًا ودمًا" يجيئون ويرحلون في سطوره، يرسم لك أسباب فرحهم البسيطة، ويضع يديك على مواضع ألمهم ببلاغة مفرطة لا يملكها إلا من آلف الناس وعاش لهم ومعهم وبهم، ولا عجب في ذلك، وهو الذي لم يمتهن الكتابة وإنما طوعها لتنقل إلى قرائه معايشته لبني البشر بألوان طيفهم المختلفة. ولد شلبي في قرية تابعة لمحافظة كفرالشيخ، عام 1938، عمل كمساريًا وقهوجيًا وعامل تراحيل، في بداية حياته، وهو ما أثرى رؤيته، فكان أحسن من كتب عن البسطاء والفقراء وأبناء القرى. ألَّف شلبي ما يزيد عن 70 كتابًا، كان آخرهم سيرته الذاتية التي عنونها بـ"أنس الحبايب"، والذي سكنه الأشخاص الأكثر تأثيرًا في حياته بأسمائهم، وقصصهم ومواقفهم معه، وكأن لقاءه بهم كان "دينًا" لن يسدده عنه سوى كتاب يخلدون فيه، واستحقت أعمال شلبي عدة جوائز من بينها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981، ومن أشهر مؤلفاته "وكالة عطية" التي نال عنها جائزة أفضل رواية عربية عام 1993، وجائزة نجيب محفوظ عام 1994، كما حازت روايته "صهاريج اللؤلؤ" على جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عام 2002، يضاف إلى سجل روايته الأكثر قراءة "الوتد"، التي استلهم شخصيتها الرئيسية "فاطمة تعلبة" من زوجة عمه، التي تأثر بها كثيرًا ولها اسم بطلة الرواية، و"زهرة الخشخاش"، و"الشطار"، والأوباش" و"نعناع الجناين" و"السنيورة"، و"موال البيات والنوم"، وثلاثية الأمالى (أولنا ولد - وثانينا الكومى - وثالثنا الورق)، و"منامات عم أحمد السماك"، و"بطن البقرة"، و"صالح هيصة"، وأسطاسية". لم يكتفِ شلبي بالبشر كمادة خام يصيغ منها أبطاله ولكنه استوحى من الحيوانات والطيور وكل المخلوقات قصصه، ففي روايته "الشطار"، سلَّم قارئه لكلب يصطحبه في رحلة من 500 صفحة، يرى العالم بعينيه، لتضاف بذلك أمارة أخرى على تفرد ذلك الكاتب وتميزه. وكان للقصص نصيب كبير من اهتمام شلبي، من أبرزها "سارق الفرح"، و"صاحب السعادة"، و"صياد اللولي"، و"المنحنى الخطر"، وعمل أيضًا رئيسًا لتحرير مجلة الشعر لعدة سنوات، كما كتب عدة مقالات، وكرَّس بعضًا من وقته للبحث في التراث الشعبي والفنون المسرحية، ولكنه تخصص في فن "البورتريه" وأنتج 250 شخصية، وكتب عدة سيناريوهات وقدَّم برامج إذاعية، واختتم مسيرته بالعمل رئيسًا لتحرير سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. لم تكن علاقة شلبي بالموت شائكة، لم يهبه، ولم ينتظره ليكتب نهايته، ذهب إلى موت في عقر داره، وسكن المقابر، وكأنه يعترف لنفسه بأن ما ترك وراءه لم يكن ليُمحى لمجرد انتقاله إلى جوار هؤلاء الراقدين تحت أقدامه، حتى استقبلوه إلى جوارهم في سن الـ73، عام 2011، بعد وفاته بأزمة قلبية حادة، ليترك على وجه الأرض أربعة ظلال له هم زين العابدين، وإسلام وريم وإيمان. ملف خاص حاتم حافظ يكتب: خيري شلبي.. وأنا
حاتم حافظ
حتى عام 1991 ـ عام التحاقي بكلية التربية ـ لم أكن أعرف خيري شلبي، كنت قد قرأت له عملًا أو عملين في زحمة قراءات الصبا ولم أنتبه له... للمزيد أشرف العشماوي : شلبي كان سفيرًا للمهمشين في مصر
أشرف العشماوي
أكد الروائي أشرف العشماوي أنه فخور كونه أحد قراء الكاتب الكبير خيري شلبي، ويعتبر نفسه "محظوظا" بأنه التقاه قبل وفاته بعام... للمزيد القعيد: شلبي لم يحظ بالتقدير الكافي من الدولة.. وأعماله ندرة في الأسواق
يوسف القعيد
أكد القعيد أن خيري شلبي يستحق تكريم وتقدير أكثر من الذي قدمته الدولة له... للمزيد الأبنودي في ذكرى رحيل "شلبي": إنسان وكاتب لن يكرر
الأبنودي
أكد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، أن خيري شلبي أحد الصروح الكبيرة في عالمنا الأدبي، فهو روائي من طراز خاص عاش الحياة كما لم يعشها أحد... للمزيد أحمد أبو العلا: الأدب الشعبي كان حاضرا بقوة في روايات خيري شلبي
خيري شلبى
أشار أبو العلا إلى أن خيري شلبي كان حافظًا جيدًا للشعر العامي المصري، فقد حفظ قصائد كاملة لفؤاد حداد وصلاح جاهين وبيرم التونسي... للمزيد "بورتريهات".. في ذكرى خيري شلبي "كاتب الوجوه"
أسرة خيري شلبي
تتحول الوجوه في كتاباته إلى أوطان، والكلمات إلى لوحات، فيعرف دائمًا كيف يصل بقلمه داخل النفس البشرية يتناولها بمشرط الطبيب، ليغوص داخل أعماقها... للمزيد إسلام خيري شلبي: كان متحفظا في إظهار الثناء والفرحة
خيري شلبي وزوجته
أبي لم يكن يحب عيشة الرفاهية، كان يعتقد أن الرفاهية تفسد الإنسان، ولم يقبل عضوية نادي المعادي برغم أنه عرض عليه بالمجان كعضو شرفي... للمزيد زين خيري شلبي: أمي كانت قارئه الأول
زين خيري شلبي
أبي انتصر لقضيتين في منتهى الخطورة، أولا المرأة، كان دائما يراها إنسانا قويا ومستقلا وقياديا وكان يحترمها ويعترف بفضلها ويراعي مشاعرها... للمزيد إيمان خيرى شلبي: كان أبي "موسوعيا" في حفظ النكات ومثقفا في الموسيقى
إيمان خيرى شلبي
خيري شلبي صديقي الذي لا يعرفه أحد، كان أبي صديقا جيد الاستماع لي ولا يبخل عليّ بالنصيحة وقت أن أطلبها منه، ويعطيني الثقة في قراراتي... للمزيد ريم خيري شلبي: كان يقول دائما إن أبناءه أهم إنجاز في حياته
ريم خيري شلبي
كنت أخجل من نفسي وأنا أراه يدخل حجرتي ليلًا ليطمئن عليّ.. يرتب كتبي وأوراقي على المكتب، ويفرد ثنايا الورق ويغلق القلم بـ«اللبيسة» فأخبئ رأسي في الغطاء خجلًا منه... للمزيد