دعاء للميت.. اللهم اغفر له وثبته عند السؤال واجعل قبره مد بصره
دعاء للميت.. اللهم اغفر له وثبته عند السؤال واجعل قبره مد بصره
يبحث الكثير من المسلمين عن دعاء للميت وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال أذا فرغ من دفن الميت «استَغفِرُوا لأَخِيكم وسَلُوا له التَّثبِيتَ؛ فإِنَّه الآنَ يُسأَلُ»، وبالتالي فإنه يعد دعاء اللهم اغفر له وثبته عند السؤال من أفضل الأدعية التي يمكن ترديدها باعتبارها دعاء للميت.
دعاء للميت
وبخصوص موضوع دعاء للميت فهناك أدعية متواترة يتم ترديدها بالرحمة والمغفرة ومنها :
- اللهم هون عليه ضمة القبر.
- اللهم جافي الأرض عن جنبيه
- اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
- اللهم اجعل قبره مد بصره.
- اللهم ظله تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك
- اللهم ادخله الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب
- اللهم إن كان محسنا فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.
حكم الدعاء للميت عند القبر جماعة بصوت عال
ويتواصل الحديث عن موضوع دعاء للميت فقد تلقت دار الإفتاء سؤالا عن حكم الدعاء للميت عند القبر جماعة بصوتٍ عالٍ، وأجابت أمانة الفتوى في دار الإفتاء بأن الدعاء للميت عند القبر سنة متبعة؛ لِمَا رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد، عن عثمان رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَيِّتِ وَقَفَ عليه فقالَ: «استَغفِرُوا لأَخِيكم وسَلُوا له التَّثبِيتَ؛ فإِنَّه الآنَ يُسأَلُ»، ويجوز الدعاء سرًّا وجهرًا، فرادى وجماعات، وهو في الجَمْعِ أرجى للقبول وأيقظُ للقلب وأَجْمَعُ للهمة وأَدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى، خاصةً إذا سبق بموعظة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدُ اللهِ مع الجَماعةِ» رواه الترمذي وحسَّنه والنسائي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما.
الوقوف ساعة بعد دفن الميت
وبعيدا عن موضوع دعاء للميت فقد أكدت دار الإفتاء أنه من السنة أن يقف المشيعون للجنازة عند القبر ساعة بعد دفن الميت والدعاء له؛ لِما رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد عن عثمان رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَيِّتِ وَقَفَ عليه فقالَ: «استَغفِرُوا لأَخِيكم وسَلُوا له التَّثبِيتَ؛ فإِنَّه الآنَ يُسأَلُ»، وروى مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: «إذا دَفَنتُمُونِي فَشُنُّوا عليَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُم أَقِيمُوا حَولَ قَبرِي قَدرَ ما تُنحَرُ جَزُورٌ ويُقسَمُ لَحمُها حتى أَستَأنِسَ بكم وأَنظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي»، وذلك إنما يكون بعد الدفن.
وقالت الدار بخصوص دعاء للميت إنه: لا بأس أن يسبق الدعاء موعظة موجزة تذكر بالموت والدار الآخرة؛ لِما في ذلك مِن ترقيق القلوب وتهيئتها للتضرع إلى الله تعالى وجمع الهمة في الدعاء؛ فعن علي كرم الله وجهه قال: كُنَّا في جَنازةٍ في بَقِيعِ الغَرقَدِ، فأَتانا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فقَعَدَ وقَعَدنا حَولَه، ومَعَه مِخصَرةٌ، فنَكَّسَ، فجَعَلَ يَنكُتُ بمِخصَرَتِه، ثُم قالَ: «ما مِنكم مِن أَحَدٍ، ما مِن نَفسٍ مَنفُوسةٍ إلا كُتِبَ مَكانُها مِنَ الجَنَّةِ والنَّارِ وإلا قد كُتِبَ شَقِيَّةً أو سَعِيدةً»، فقالَ رَجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، أفَلا نَتَّكِلُ على كِتابِنا؟ فقال: «اعمَلُوا؛ فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له» متفق عليه.
ويستمر الحديث عن دعاء للميت فقد أشارت دار الإفتاء أيضا أن الدعاء للميت والذِّكْر عند قبره يكون سرًّا أو جهرًا، وبأي صيغةٍ تشتمل عليه؛ فالأمر في ذلك واسع، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو من البدع المذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا شَرَع اللهُ سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثرَ مِن وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل.
