العناصر الغذائية المضادة للأكسدة والمقوية للمناعة
لكى نقدر الضرر البالغ الذى تحدثه الشوارد أو الشقوق الحرة، علينا أن ندرك أن الحامض النووى فى الخلية الواحدة DNA، يتلقى يومياً حوالى عشرة آلاف ضربة توجهها إليه هذه الشوارد الحرة، فإذا علمنا أن الجسم به ما يقرب من 150 - 200 تريليون خلية، لأدركنا مدى ما يحتاج إليه الجسم من مضادات الأكسدة، وعلى الرغم من أن أسلوب الغذاء السليم (فى غياب التلوث) يمكن أن يعادل ويصلح 99% من الأضرار التى تسببها هذه الشوارد الحرة بالجسم والمخ، فإن هذه النسبة الضئيلة التى لا تتجاوز 1% من الشوارد الحرة وما تحدثه من تلف، تتجمع عبر السنين ومع تقدم العمر بشكل تراكمى، ما يسبب شيخوخة الخلية بشكل مبكر، وما يصاحب ذلك من علل وأمراض، لذا ينبغى أن نهتم بتناول مضادات الأكسدة لحماية المخ والذاكرة من الشيخوخة المبكرة، حيث إن المخ من أوائل أعضاء الجسم التى تتأثر بتراكم الشوارد الحرة، لأنه يحتوى على أقل طاقة مضادة للتأكسد، لذا ينبغى أن نوفر له الإمداد الكافى من موانع الأكسدة لمساعدته وحمايته والمحافظة عليه.
أما عن أفضل ما يجب أن نتناوله من الأغذية والمشروبات التى تحتوى على مضادات الأكسدة وفقاً لقدراتها المضادة للأكسدة، فسوف نجد أن الفاكهة والخضراوات الملونة تعد من أهم مصادر موانع الأكسدة، وقد تمكن العلماء من الوصول إلى تحاليل تبين كفاءة وسرعة عمل مضادات الأكسدة من خلال إبطال مفعول الشوارد الحرة مثل الهيدروكسيل، وهذا الاختبار يقيس مستويات كل مضادات الأكسدة التقليدية مثل فيتامينات هـ، ج، أ، والبيتاكاروتين، وغيرها كما يظهر قدرة الطعام بشكل عام كمضاد للأكسدة والتى تعرف بقدرة امتصاص الشارد الأكسجينى «ORAC».وعلى رأس هذه الأطعمة، حسب ما أظهرته القياسات باختبار ORAC، هى: القراصيا، الزبيب، التوت الأسود، العنب الأحمر، الثوم، اللفت، الفراولة، السبانخ، الطماطم، زيت السمك، قشور حبوب القمح، جنين حبة القمح، أما عن الفيتامينات والمعادن وتأثيرها على المناعة فهى كالتالى:
- فيتامين أ A: له دور مهم فى إنتاج هرمون النمو، ويحافظ على الغدة التيموسية التى تنتج الخلايا الليمفاوية التائية، كما يكسب الجسم نوعاً من الوقاية من الأورام السرطانية، والعدوى الفيروسية، وهو من الفيتامينات المهمة، للحفاظ على نضارة الجلد والأغشية المخاطية، وقوة جهاز المناعة وفعاليته، ويوجد فى الأطعمة التالية التى تحتوى على فيتامين أ (أو بيتا كاروتين التى تتحول داخل الجسم إلى فيتامين أ): الكبدة البقرى - الجزر - البطاطا الحلوة - قرع العسل - الشمام - المانجو - المشمش - الفلفل الأصفر - البروكلى - الطماطم - الكرنب - اليوسفى - الخوخ.
وفيتامين أ يمكن أن يكون ساماً بجرعات عالية لأنه يذوب فى دهون الجسم ويتراكم، لذا لا يوصى بإعطاء جرعات أعلى من 10 آلاف وحدة فقط على المدى القصير الذى لا يتجاوز شهراً واحداً ثم يوقف لمدة شهرين.
- فيتامين ج C: وله دور فى غاية الأهمية فى تنشيط مناعة الجسم بشقيها: الخلوى والخلطى، ويوجد فى الجوافة - البرتقال - الليمون - الموالح - الكنتالوب - الطماطم.
- فيتامين E هـ: يحمى الدهون الضرورية التى توجد فى المكسرات والبذور من التزنخ. ويوجد فيتامين هـ فى المكسرات والبذور وجنين القمح والزيوت المستخرجة منها، لكن يجب أن تتأكد من أنها طازجة. ويفضل إعطاء مكمل فيتامين هـ يومياً مع زيادته فى حالات العدوى.
- السلينيوم SELENIUM: وهو معدن معزز للمناعة يعمل أيضاً كمضاد للأكسدة.
وهو يكثر فى أطعمة معينة، لا سيما الأغذية البحرية والبذور (خاصة السمسم).وتجده ضمن مكونات أغلب المكملات المضادة للأكسدة.
- الزنك: هو أهم المعادن المنشطة للمناعة، ويفضل زيادة جرعته عند التعرض لأى عدوى. ولا شك أنه يساعد فى مكافحة حالات العدوى. وتوجد أقراص استحلاب من الزنك لعلاج التهاب الحلق.