بالصور| اضحك الصورة تطلع حلوة.. فنانو مصر في القناة الجديدة
من القاهرة إلى الإسماعلية طريق إلى مشروع قناة السويس الجديدة، وجوه تعلوها الابتسامة وأصوات يملؤها الأمل وقلوب وإن اختلف ما بداخلها فإنها تعشق هذا الوطن، ذهبت لرؤية ذلك المشروع التاريخي للشد على سواعد الرجال لبناء مستقبل وطنه.
جاء عدد من الفنانين لرؤية المشروع العملاق، ومعهم شخصيات عامة، وعند باب المدينة يقف الأتوبيس الذي يقل الزائرين منتظرا إجراءات الدخول، ويتدافع العساكر للتصوير بجوار الفنانين ليتوقف الطريق ويطول وقت الانتظار.
عند مدخل القناة الجديدة، يقف جندي لفحت الشمس وجهه، يرفرف فوق رأسه علم مصر ليحميه، يمسك بسلاحه معلنا الدفاع عن تلك البقعة من الأرض، وبجواره لافتة "جنودنا خير أجناد الأرض.. النصرة أو الشهادة ".. "يد تبني ويد تحمل السلاح".
انشغل الجميع بالضحك والتصوير بجوار الجنود وأدوات البناء، لمجرد تصوير حدث تاريخي قد يحيي ذكرى طيبة في حياتهم. يتدافع الزائرون لالتقاط صورة بجوار الفنانة الشابة أمام عدسات الكاميرات، وبجوارها يقف صبي صغير انشغل عن توزيع أكواب الشاي على الزائرين، وابتسم أمام الكاميرا لالتقاط صورة له بجوارها.
صورة قد تبدو أمام جمهور الفضائيات مغايرة للواقع ليشاهد فنانة تمسك بتراب الأرض المقدسة فتغار منها أخرى فتمسك بزجاجة ممتلئة بالتراب وتتناثر أمام الكاميرات، وحولهما يصطف الزائرون والجنود لينشغلوا عن عمال القناة، فالجميع منشغل بالتصوير على تلك البقعة المهمة في مستقبل مصر.
أوناش معدات سيارت تنتشر في كل شبر من مواقع القناة الجديدة، تتصارع مع الزمن لميلاد المشروع المنتظر، ويقف أمامها الفنانون والابتسامة تعلو الوجوه والكاميرات تقترب وتركوا العامليين في موقع المخاطر دون سؤال.
قوافل الغذاء تأتي من أماكن متفرقة محملة بالخبز والجبن واللحوم والفاكهة، لتقوم سواعد الأبطال، وللإعلان عن فخرهم بما يفعلون من أجل مصر، ولم ينس أهل السويس، المدينة الباسلة، إخوانهم على أرض القناة، فأتوا في سيارات محملة بـ"الفطير الساخن مع الجبن" لتوزيعه على كل من بالموقع، في مشهد يغمره الحب والمشاركة.
بين المارة والجنود يجول أحمد حاملا "أعلام مصر" على كتفه، مانحا البهجة للزائرين ووسط العاملين، فلا تجد شخصا لا يحمل علما بين يديه تعبيرا عن سعادته وهو على أرض تحمل لقب الأرض المقدسة موطن القناة الجديدة.
"الله يكون في عون الناس اللي هنا، مش بيبطلوا شغل ولا دقيقة واحدة، وكل يوم زيارة ليهم لأن فيه مشروع حلو لمصر" هكذا عبر أحمد ذو الـ 13 ربيعا واصفا الحياة على تلك الأرض بأنها سعيدة لا مكان فيها للحزن، رغم الشقاء طوال الوقت. "بائع الأعلام" جاء من القاهرة للبحث عن مصد رزقه، فلم يجد سوى تلك البقعة التي امدت زراعيها له لتساعده على العيش أملا في مستقبل مشرق.
تصطف سيارات الإسعاف جنبا إلى جنب ومعها سيارات العيادات المتنقلة في منطقة أخرى من أرض القناة الجديدة، لتدرك أن هناك خطرا ما قائما لولاه ما وجدت تلك السيارت.
"أربعة حالات أصيبت بلدغ العقارب ونقلت سريعا لمستشفى الإسماعلية العام"، يقول أحمد جودة قائد اتوبيس الجراحة بغرفة العمليات والجراحات المتنقلة، شارحا كيف كانت من أصعب الحالات التي مرت به من أصل 76 حالة في عيادة الجراحات، كما توجد عيادات الباطنة والمسالك البولية والأطباء تعمل لساعات ممتدة وسيارة الإسعاف تنقل الحالات الخطيرة إلى المستشفى العام سريعا.
لم تسلم أرض المشروع العملاق من أزمة انقطاع التيار الكهربائي حتى يتم تشغيل المولدات الكهربائية لحماية الأدوية والمواد الطبية التي تحتاج لثلاجات.
بجوار العيادات المتنقلة، تنتشر الخيام في أنحاء متفرقة على الأرض ليجلس بداخلها العمال وقت راحتهم أو العساكر ومن داخل إحداها يتحدث "عم حامد هارون"، الذي يعمل في إحدى الشركات الغذائية التابعة للجيش، "الواجبات هنا سعرها مدعم من الجيش يصل إلى 13 جنيها لوجبة الأرز والفراخ والسلطة ومعاها فاكهة دا غير القوافل اللي بتوزع أكل دون مقابل". مطالبا رئيس جهاز المدينة بتوفير المياه اللازمة لهم.
وخرج عم حامد من خيمته شامخا برأسه لأعلى بنظرات واثقة: "الناس هنا معندهاش أي مشكلة ولا شكوى حتى لو هتموت لأن مشروع القناة ذي حرب 73".
المشهد انتهي بعد انتهاء تصوير الفنانين المشاهير بموقع القناة الجديدة ليقلع الأتوبيس مرة ثانية عائدا إلى القاهرة دون رؤية عامل واحد.