أغاني مهرجانات على الطريقة الصعيدية: «رب الكون رزقنا ببقرة»

أغاني مهرجانات على الطريقة الصعيدية: «رب الكون رزقنا ببقرة»
- المهرجانات
- بنت الجيران
- مهرجان بنت الجيران
- قنا
- القرية
- قرية الخطارة
- إيهاب صبرى
- عبدالحميد حمدي
- التراث
- التراث الشعبي
- العادات والتالقيد
- الصعيد
- اللهجة الصعيدى
- الصعيد جو
- زهرة
- الحرجة
- المهرجانات
- بنت الجيران
- مهرجان بنت الجيران
- قنا
- القرية
- قرية الخطارة
- إيهاب صبرى
- عبدالحميد حمدي
- التراث
- التراث الشعبي
- العادات والتالقيد
- الصعيد
- اللهجة الصعيدى
- الصعيد جو
- زهرة
- الحرجة
بصوت لم يبلغ الحلم بعد، وطاقية أظهرت مقدمة شعره وأذنيه، وشارب مستعار وضعه في وجهة بطريقة ساخرة مع ملامحه المصرية الأصيلة ذات اللون القمحي، وجلباب بلدي، صنع «إيهاب صبري» شخصية مزجت بين الهزل والجدّ، بين الموروث الشعبي والتطور التكنولوجي، لتتناسب مع لون جديد من الغناء اقتبسه من المهرجانات الشعبية، يحاكي به الأوضاع المعيشية في قرية الخطارة بمحافظة قنا، والتغير الذي حدث فيها، واحتفاظها بالكثير من عاداتها وتقاليدها، واستطاع بكل هذا تحويل المشكلات التي يعانون منها، إلى حالة من الضحك والمرح.
«النشاط والبساطة» سمة سكان قرية الخطارة، التي يعمل معظم أهلها بالزراعة وتربية المواشي كوسيلة للرزق، حيث تغطي الأراضي الزراعية جزء كبير منها، ويتناثر حولها عدد قليل من الشقق والمباني الحديثة وكثير من البيوت المبنية من الطوب يتوسطها «فرن بلدي»، الذي يعد أهم مصدر للحصول على رغيف العيش الذي تخبزه سيدات القرية، حيث يبدأ يومهم مبكرا مع ظهور الفجر، يمضي اليوم فرحا وحزنا، ولديهم تراثهم من الأغاني التي ينشدونها في الأفراح ويدندون بها في الحياة العامة، لكن «صبري» يخرج عن طبيعتهم المألوفة بغنائه «مهرجانات صعيدي» تعبر كلماتها عن نمط معيشتهم.
«الحرجة مكان واسع فيه زرع ورعي البهايم، كله شقى وتعب».. بهذه الكلمات تحدّث «صبري» وهو يشير إلى أحد الأماكن في القرية، والذي شهد غناءه أكثر من مرة: «هناك غنيت أغنية (رب الكون رزقنا ببقرة)، وكلامها بيقول (بنعافر فيكي يا حرجة وفي الحصاد علينا شديدة، يا بجاحتك ياللي حاسدني عشان قراريطىي وفدني، مش بجلاليبك ونزاهتك ولا بفلوسك وبهايمك)».
يعمل إيهاب في عدة مهن مختلفة ويجيد التمثيل والغناء
لا يختلف «صبري» الذي ينتمي لأسرة بسيطة مكونة من 6 أفراد، عن شباب القرية في السعي والكفاح للمساعدة في الإنفاق على الأسرة، أو على الأقل تحمل نفقاته الشخصية، فمنذ دخوله الإعدادية وهو يمارس عدة مهن لا تمت لبعضها بصلة، لكنه يكتسب منها خبرة: «اشتغلت تمرجي في عيادة وصنايعي وسباك، وفي الطاحونة».
وبمجرد حصوله على دبلوم الزراعة، سافر «صبري» إلى مرسى مطروح للعمل بالسياحة، لكنه سرعان ما عاد لقريته بعد انتشار فيروس كورونا: «الدنيا فقلت والسياحة وقفت فرجعت اشتغل في العيادة».
يهوى الشاب العشريني التمثيل، فعندما كان في الصف الأول من دبلوم الزراعة، استخدم هاتفه لتصوير فيديوهات هو وصديقه من ذوي الإعاقة، وظهر بأكثر من شخصية، ففي عيد الأم قدّم «اسكتش درامي» يحكي قصة شاب يقدم هدايا لابنة عمه ليتزوجها ويرثها ولا يهدي والدته شيئا، وعندما ظهر مهرجان «بنت الجيران»، كتب له الحميد ابن عمه أغنية بنفس طريقة المهرجان، خلت من الخمور والحشيش وجاء بها كلمات من صميم البيئة الريفية، وتقول كلماتها: «انتي تفاحاية مسقعة، أموت فيكي وانتي مطهبجة، هاتي منجالك وحشّي معايا».
تلقى «صبري» عرضا بتلحين الأغنية بموسيقى تتماشى مع سخريتها، على أن يغنيها دون تكلف أو تغيير في اللهجة: «بمجرد ما رفعناه على يوتيوب، الناس حبتها وصفحات كتير شيرتها».
لم يتوقع «صبري» أن تترك الأغنية كل هذا الأثر، خاصة أنّ فيديوهاته التمثيلية لم تلق رواجا: «الناس كانت بتقول لنا إيه الهبل ده؟، ده عيل فاضي»، لكن الأغنية كانت دافعا له لتأليف المزيد: «من وقتها اتعرفنا، فكل ما تنزل أغنية تريند بنقلدها».
عبدالحميد: استغليت التريند وغيرت المهرجانات لصعيدي عشان أحافظ على اللهجة
أما عبدالحميد حمدي، ورغم كونه صاحب الفكرة والجزء الأهم في هذا اللون الجديد من الغناء، إلا أنّه لم يمارس التأليف والكتابة من قبل، لكن الفكرة راودته فخاض التجربة وارتجل الكلمات، يقول: «المهرجانات كانت واكلة الجو والناس كلها بتسمعها، فكان لازم يكون لينا دور».
قلّد «حمدي» الأغنيات بشكل أشبه لبيئته، قدّم من خلالها صورة من الحياة اليومية لسكان القرية باللغة العامية الدارجة ولهجتهم المعهودة في الحديث، محافظا على الإيجابيات التي تتمتع بها القرية بطريقة محببة للناس، يقول «حمدي»: «أول أغنية لينا كلامها كان على لسان الناس في القرية، ومن بعدها الصعيد كله كان بيتكلم عنها».
يحاول «حمدي» صاحب الـ24 عاما والحاصل على بكالوريوس التمريض، المحافظة على لهجة وتقاليد القرية التي ا يختفى الكثير منها تدريجيا، موضحا أنّ عدد المتعلمين والمباني الحديثة ارتفع، بينما انخفضت معدلات ظاهرة الثأر التي سيطرت لفترات كبيرة على أهالي الصعيد: «كل ده بيغير القرية والناس بتتمدن، وده حاجة جميلة لو حصلت، وإحنا بنحافظ على تراثنا».
تعاني القرية من عدة مشكلات خدمية، حيث لا يوجد بها صرف صحي، فضلا عن الطرق غير الممهدة، وهناك نسبة بسيطة منتشرة من الجهل يتمنى «حمدي» القضاء عليها: «نفسي المسؤولين يهتموا بالقرية، وبتمنى تدخل التطوير قريب ضمن مبادرة (حياة كريمة)».
المهرجانات الصعيدية تستهدف قضايا المجتمع القناوي ومشكلات القرية
تناقش النسخة الترفيهية لأغاني «صبري» قضايا المجتمع القناوي بشكل مرح، تتعالى معه ضحكات المستمعين، حيث يتناول مهرجان «ادلعي يا موزة» الطمع والسعي للزواج من فتاة غنيّة يمتلك والدها أفدنة من الأراضي والمواشي، ليستحوذ على إرثها فيما بعد، فتقول كلماتها: «هجيب لك كوكي عشان هنعزم أبوكي، رني خليه يستنى، جاي أخده بالسوزوكي، هو الخير والبركة وأنتِ وريثته الوحيدة، معه ييجى عشرين بقرة وفدانين في الحرجة»، كما يظهر أنّه جدير بالزواج منها حيث يملك مثلما تملك من الأراضي، متابعا: «وادلعي يلا ارقصي، خلاص هاورث من جدي، ونهد البيت نبنيه مسلح ونسكن أنا وأنتِ».
إيهاب يحول حجرته الخاصة لاستديو غنائي
يتقاسم «صبري» و«حمدي» مهام الفن الجديد، فالأول يغني ويخرج، والثاني يكتب الكلمات ويختار الموسيقى، فكتابة الكلمات كما يقول «حمدي» سهلة، فاللحن الأصلي للمهرجان موجود بالفعل: «مبنكتبش أغاني، إحنا بنختار كلمات مناسبة من بيئتنا، وبنصورها فيديو في وسط الزرع الأخضر، وبتظهر أصوات المواشي من نهيق الحمار وصياح الديك في المقدمة، وبعد كده اللحن والموسيقى».
يقول «حمدي» إنّ سكنه قرب البحر يسهل عليه التصوير، ويستعين بالجرافيك ويستخدم بعض المعدات لتحسين جودة الأغنية: «اشتريت مايك بـ200 جنيه صوته مش حلو، وأخويا جاب لي مايك مهرجانات كويس، وفي جهاز كمبيوتر للمونتاج وأوضة على المحارة عملناها استديو بأبسط الإمكانيات عشان التسجيل يطلع كويس».
أغانيهم الجديدة حقتت ملايين المشاهدات وأمنيتهم أن تتحول فكرتهم لـ«فرقة ثراثية حديثة»
حقتت إحدى أغاني الثنائي مليون مشاهدة، ربحا على أثرها مكافأة 4 آلاف جنيه من يوتيوب، فأصبحا نجوم القرية، يقول «صبري»: «الناس بتقول لنا شوف لنا دور ندخل فيه معاك»، ورغم إغلاق القناة أنشأنا غيرها: «بدأت من جديد ومش فارق معايا الأرباح المهم الحالة اللي عملناها في البلد»، لافتا إلى أنّه يفضّل سماع موسيقى الراب التي يجسدها «كايروكي»، ويستغل المهرجان في المشاهدات التي تجمعها والتريند الذي تحدثه: «لو قعدنا فترة منزلناش حاجة الناس بتسألنا انتوا فين».
يرى والد «صبري» أنّ ما يفعله الشابان لا جدوى له: «قالّي ما تعملش كده تاني»، بينما والدته سيدة بسيطة لم يشغلها الأمر على الإطلاق، يشرح لها الابن ما فعل فترد بهدوء وحنان الأم التي تحب لأبنائها الخير: «ربنا يوفقك يا ولدي»، بينما شقيقه الأكبر يدعمه لتنفيذة الفكرة، التي يتمنى هو وصديقه عبدالحميد أن تتحول إلى فرقة غنائية لها موسيقى خاصة تحيي تراثهم.
جانب من تصوير بعض المشاهد للتحضير للأغاني
- المهرجانات
- بنت الجيران
- مهرجان بنت الجيران
- قنا
- القرية
- قرية الخطارة
- إيهاب صبرى
- عبدالحميد حمدي
- التراث
- التراث الشعبي
- العادات والتالقيد
- الصعيد
- اللهجة الصعيدى
- الصعيد جو
- زهرة
- الحرجة
- المهرجانات
- بنت الجيران
- مهرجان بنت الجيران
- قنا
- القرية
- قرية الخطارة
- إيهاب صبرى
- عبدالحميد حمدي
- التراث
- التراث الشعبي
- العادات والتالقيد
- الصعيد
- اللهجة الصعيدى
- الصعيد جو
- زهرة
- الحرجة