من المعاناة لموسوعة جينيس.. عملاقا الشرقية يصلان للعالمية

كتب: نظيمة البحراوي

من المعاناة لموسوعة جينيس.. عملاقا الشرقية يصلان للعالمية

من المعاناة لموسوعة جينيس.. عملاقا الشرقية يصلان للعالمية

سنوات طويلة من المعاناة قضاها «محمد شحاتة عبدالجواد» 34 عامًا، وشقيقته «هدى» 29 عامًا، مقيمان بعزبة «أمين باشا» التابعة لقرية الجمالية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، بعد إصابتهما بمرض «العملقة النخامية»، حيث اكتسبت جبهاتهما حجمًا عريضًا وتغيرت ملامحهما، وأصيبت أطرافهما بالتضخم، وزاد طولهما بشكل أكبر من الحجم المعتاد، حتى لُقبا بـ عمالقة الشرقية.

ولكن تشاء الأقدار وتنقلب معاناة الشقيقين لسعادة وفرح تصل لحد العالمية، اللذين دخلا أمس موسوعة «جينيس»، حيث يمتلك «محمد» يدًا تعد الأكبر على مستوى العالم؛ ليحصد الرقم القياسي العالمي لأعرض مدى ليد رجل على قيد الحياة بواقع 31.3 سنتيمتر عن يده اليسرى، فيما حصل وأخته هدى شحاتة عبدالجواد، بالإضافة إلى تحقيق ذلك الرقم، على أربعة أرقام قياسية أخرى.

معاناة عمالقة الشرقية

بدأت معاناة محمد وشقيقته هدى منذ أن كانا طفلين، فإلى جانب إصابتهما بالعملقة النخامية، يعانيان من العديد من الأمراض الأخرى، منها الكلى والكبد، وهشاشة العظام، ما منعهما من ممارسة حياتهما بشكل طبيعي.

عمالقة الشرقية يعلقان على دخولهما موسوعة جينيس 

ويقول «محمد» إنه شعر وشقيقته بالفرحة بعد حصولهما على أرقام قياسية في موسوعة جينيس، موضحا أنه بعد تداول صور لهما في وسائل الإعلام زارهما أشخاص في موسوعة جينيس، والتقطوا صورًا لهما، وبعد فترة أعلنوا حصولهما على أرقام قياسية بالنسبة للطول والتضخم على مستوى العالم.

التضخم ونمو الطول منذ الطفولة 

«رغم ضخامة حجمنا إلا أن أجسادنا ضعيفة للغاية، وعظامنا هشة، ومنذ طفولتنا ونحن نشعر بأننا عالة على والدتنا التي تحملت مسؤوليتنا منذ الصغر وحتى الآن».. هكذا كشف «محمد» تفاصيل معاناته وشقيقته من المرض، لافتا إلى أنه لا يستطيع العمل ونادرا ما يخرج هو وشقيقته من المنزل.

وأضاف «بدأت أعاني من أعراض زيادة الطول وعمرى 10 سنوات، وبدأ الطول يزداد تدريجيًا، وأثناء دراستي بالمرحلة الإعدادية كان الجميع يعتقد أنني مدرسا بالمدرسة وليس طالبًا»، لافتا إلى أنه كان يتعرض للعديد من التنمر والسخرية من قبل أقرانه وزملائه.

وتابع «أنهيت الـ3 سنوات بالمرحلة الإعدادية بصعوبة بالغة، ثم قررت التوقف عن الدراسة، حتى لا أتعرض لمزيد من السخرية والتجاهل، إلا أن أحد أقاربنا أقنعني بالالتحاق بمعهد قراءات لتعلم وحفظ القرآن الكريم، وبعد أن انتهيت من مرحلة الدراسة بمعهد القراءات، حاولت التقديم عدة مرات للحصول على وظيفة بأى مسجد، ولكن دون جدوى.

عملاق الشرقية: توقفت عن العمل بسبب ضعف جسدي 

وأكمل: توجهت للعمل فى الزراعة كعامل باليومية، وكنت أعمل نحو 12 ساعة يوميًا، تتخللها ساعة للراحة، ولكن مع استمرار طولى في النمو، وتبع ذلك معاناتي من أمراض عديدة، من أبرزها ضعف جسمى وعظمى، وفقدت القدرة على الوقوف أو الانحناء، ما دفعنى لترك العمل، لافتا إلى أن طوله تجاوز مترين و10سم، وعمره 25 عاما.

عدم توافر زي مناسب سبب طردي من أحد المصانع

وأشار إلى أنه بعد فترة توجه للعمل فى أحد المصانع بمدينة العاشر من رمضان، والتحق بوظيفة «فرد أمن»، إلا أنه لم يستمر طويلاً وقرروا الاستغناء عنه بعد أقل من شهر، بدعوى عدم توافر زي له خاص بأفراد الأمن، بسبب ضخامة جسمه، وكذلك عدم توافر حذاء مناسب على مقاس قدميه، بالإضافة إلى ملاحظتهم ضعف قدرته البدنية. مشيرا إلى أنه ليس لديه وظيفة ولا دخل.

الفتاة العملاقة بالشرقية: نجد صعوبة في الحصول على الملابس والأحذية 

من ناحيتها، قالت «هدى»، التى يبلغ طولها مترين و23 سنتيمترا، إنها كانت تحبس نفسها داخل المنزل، تتوارى بعيدًا عن أعين الناس ونظراتهم، التى يصعب عليها تفسيرها بين الشفقة والسخرية، مشيرة إلى أنهما يواجهان صعوبة في استقلال وسائل المواصلات وشراء ملابس وأحذية، خاصة بهما حيث يقومان كل عام بتفصيل ملابس على مقاسهما ثم يضطران بعد فترة لإضافة اأقمشة للملابس؛ نظرا لنمو طولهما بشكل مستمر ما يحملهم كثير من التكلفة.

الفقر يحول دون البحث عن علاج لعمالقة الشرقية 

وقالت والدة الشقيقين «روحية عبدالعزيز عبدالرحمن»، 60 سنة: «نعيش فقط بمعاش زوجى، وقدره 720 جنيهًا"، لافتة إلى أنهم لم ينتبهوا لمرض ابنها وابنتها منذ بدايته وخاصة بعد وفاة زوجها، حيث لم تسمح ظروفهما المعيشية بعلاجهما، مشيرة إلى أنهما بعد أن كبرا توجها إلى عدة مستشفيات للبحث عن علاج لهما ولكن دون جدوى.

وطالب محمد وشقيقته هدى بوسيلة مواصلات تساعدهما على التنقل «سيارة»، وتوفير مصدر دخل لهما. 

دخول عمالقة الشرقية موسوعة جينيس 

وكان موقع جينيس استعان باستشارة الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة إطالة العظام وإصلاح التشوهات بكلية طب عين شمس، بالإضافة إلى أعضاء فريقه الطبي من أخصائيي جراحة العظام وهما الدكتور محمد شوبكي، والدكتور محمد نور، بحثًا عن قياس دقيق لأطراف هذه العائلة المصرية من العمالقة.

وحصلت هدى، 29 عامًا، على ثلاثة أرقام قياسية، وهي: أكبر يد لامرأة على قيد الحياة 24.3 سنتيمتر ليدها اليسرى وأكبر قدم لامرأة على قيد الحياة 33.1 سنتيمتر في قدمها اليمنى، وأوسع مدى لذراعي امرأة على قيد الحياة بـ236.3 سنتيمتر.

واستطاع الأخ الأكبر محمد، 34 عامًا، تحقيق رقمين قياسيين هما: أوسع مدى لذراعي رجل على قيد الحياة بـ250.3 سنتيمتر، وأعرض مدى ليد رجل على قيد الحياة بـ31.3 سنتيمتر عن يده اليسرى.

 


مواضيع متعلقة