انحيازات الرئيس السيسي السبعة

إمام أحمد

إمام أحمد

كاتب صحفي

قبل سبعة أعوام، وتحديداً في 8 يونيو 2014، كان التنصيب الأول للرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ ذلك اليوم، وربما قبله بأشهر قليلة، ظهرت ملامح انحيازات الرجل الذي تولى مسئوليته بإرادة شعبية بعد أن هتف باسمه المصريون في الميادين، ثم عبروا عن إرادتهم في صناديق الانتخاب.

(1)

الانحياز للدولة المصرية في مجملها، وللمؤسسات المصرية وفي القلب منها المؤسسة العسكرية، كان أولى انحيازات الرئيس السيسي الذي عبّر عنه في مرات عديدة، وقال «إن تثبيت أركان الدولة المصرية على رأس الأولويات».

وراء كل هدف انحياز، الهدف الأول وراؤه انحياز أول، الانحياز كان للدولة المصرية، والهدف تحقق بتثبيت أركان هذه الدولة ودعم استقرارها وتحديث وتطوير مؤسساتها ووضع نهاية لمشهد السيولة والفوضى الذي عانت منه مصر طيلة سنوات ثلاث من 2011 إلى 2013.

(2)

الانحياز الثاني للرئيس السيسي كان انحيازًا لهوية هذا البلد الذي اُختلف على هويته في سنوات السيولة والفوضى الثلاث، قضية الهوية ليست رفاهية كما يظن البعض، الهوية جزء من الأمن القومي للبلاد، الشعوب التي تفقد بوصلة هويتها تفقد أمنها بالضرورة.

عملَ الرئيس بدأب لتثبيت هوية مصر الجامعة بأعمدتها المتنوعة بدءًا من مصر الفرعونية إلى مصر الحديثة بروافدها الإسلامية والقبطية والعربية والإفريقية، ولعل اختيار كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» ليكون محورًا في منتدى شباب العالم 2018 كان دلالة على أهمية إعلان هذه الهوية، ثم جاء «حفل المومياوات الملكية» في 2021 لتثبيت هذه الهوية الممتدة عبر التاريخ.

(3)

المرأة المصرية كانت أحد انحيازات الرئيس السيسي الواضحة قبل اليوم الأول لتنصيبه، فرسائله التي نبهت على دور المرأة ومبادراته النسائية على مستويات الصحة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي التي أكدت أهمية هذا الدور، عبّرت بجلاء شديد عن هذا الانحياز؛ حتى أن الرئيس قد خصص عاماً سماه بـ«عام المرأة المصرية» في السنة الثالثة من ولايته الأولى. وشهدت المرأة خلال تلك السنوات وما بعدها دعماً غير مسبوق حصدت معه مواقع هامة في إدارة الدولة المصرية سواء تنفيذياً كوزيرة أو تشريعياً كنائبة.

(4)

الشباب أيضاً مثلوا واحداً من انحيازات الرئيس خلال سنوات حكمه السبع، بدءاً من إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في 2015، ثم تدشين منير الأكاديمة الوطنية للتدريب للإشراف على عملية الإعداد والتأهيل، ثم الانتقال من التدريب للتمكين بالدفع بنماذج من الشباب في مواقع تنفيذية عديدة داخل الحكومة والجهاز الإداري للدولة والمحافظات، فضلاً عن إطلاق مؤتمرات الشباب التي وفرت منصة رسمية للتواصل والمشاركة وإطلاق المبادرات الشبابية.

(5)

سكان المناطق العشوائية كانوا انحيازاً واضحاً للرئيس أيضاً، فبعد سنوات من المعاناة وجدوا الطريق نحو حياة جديدة بحلول جذرية وليست مسكنات كما كان يحدث في حقب سابقة. العديد من المدن الحديثة التي تكلفت المليارات وجه الرئيس بإنشائها لتكون البديل الآمن أمام آلاف الأسر. الأسمرات كانت النموذج الأول، ثم رأينا بشائر الخير بدلاً من غيط العنب، وروضة السيدة بدلاً من تل العقارب، والمحروسة وأهالينا ومدن وأحياء أخرى كثيرة داخل العاصمة وخارجها.

لم يصدق أحد أن الدولة جادة في تسكين أهالي العشوائيات في مدن جديدة، ثم لم يصدق أحد أن وحدات المدن الجديدة سيتمك تسليمها بالمجان، ثم لم يصدق أحد أن هذه الوحدات سيتم تجهيزها بالمجان.. لكن كل هذا قد حدث!

(6)

ليسوا سكان العشوائيات وحدهم، سكان الريف أيضاً، أو بعبارة أدق سكان القرى الأكثر احتياجاً، مثلوا انحيازاً آخراً عبّر عنه الرئيس السيسي عندما وجه بإطلاق المشروع القومي حياة كريمة في يناير 2019، والذي وصلت ميزانية مراحله المختلفة لأكثر من 500 مليار جنيه، وهي ميزانية غير مسبوقة لدعم الريف المصري وتقديم خدمات تشمل مختلف جوانب الحياة.

(7)

الانحياز السابع -في تقديري- لم يكن لفئة أو مؤسسة أو هوية، لكنه كان انحيازاً للمستقبل بحزمة من القرارات الجريئة التي اعتبرها البعض تخصم من شعبية الرئيس، لكنها في الحقيقة أضافت رصيداً جديداً لمستقبل هذا البلد، بدءاً من مشروعات البنية التحتية مروراً بإجراءات الإصلاح الاقتصادي وصولاً إلى المشروعات القومية التي تؤسس لجمهورية جديدة.. هي جمهورية الضرورة وليست جمهورية الرفاهية، لاسيما بعد عقود من عدم التأسيس للمستقبل والانكفاء على الماضي وإدارة البلاد بفلسفة «اليوم بيومه».