«مركب خشب» وسيلة بدائية لأهالي «الهكس» تنتهي بكوبري جديد مع «حياة كريمة»

كتب: سمر صالح

«مركب خشب» وسيلة بدائية لأهالي «الهكس» تنتهي بكوبري جديد مع «حياة كريمة»

«مركب خشب» وسيلة بدائية لأهالي «الهكس» تنتهي بكوبري جديد مع «حياة كريمة»

من بكرة الصباح في كل يوم، تنهض «زينب» أو «أم محمد» كما تحب أن يناديها أهل القرية، في عجالة لتوصيل أطفالها إلى أول الطريق للذهاب إلى منازلهم وقلبها يرتعش خوفًا عليهم من خطورته، ولكن لا حيلة لها، سرعان ما تنشغل  بإحضار «جراكن» المياه النظيف لأسرتها من خزان الماء المفلتر فتخرج في رحلة شاقة لمسافة 2 كيلومتر سيرًا على قديمها، تعبر البر الآخر فتعود وعلى رأسها الكمية التي تكفيهم لهذا اليوم.

الأطفال يقطعون الطريق الدولي السريع للوصول إلى مدارسهم

هكذا اعتادت الأم الثلاثينية وغيرها من نساء ورجال وأطفال قرية «الهكس» التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، قضاء يومهم بين مشقة الانتقال إلى البر الآخر وما عليه من خدمات وحياة المحلات والمستشفى وخزان المياه المفلتر ومسجد القرية، «عشان نشرب مياه نضيفة لازم نطلع كل اليوم الصبح ونملا الجراكن ونرجع بيها كل ده مشي على رجلنا»، تقول لـ«الوطن» بلهجتها ذات الطابع الفلاحي.

المشي مسافة 2 كم للوصول إلى البر الآخر للحصول على المياه النظيفة المفلترة

يقطع أبناء «أم محمد» مسافة طويلة على الطريق الدولي السريع، حسب وصفها، للوصول إلى مدارسهم ما يجعلهم عرضة لحوادث الطريق كل يوم، «حوادث كتير حصلت على الطريق ده للأطفال وهما رايحين مدارسهم بخاف عليهم لكن هعمل ايه لازم يتعلموا».

ليست المدارس فقط هي التي يحتاج الطلاب قطع الطريق الدولي السريع للوصول إليها بعد أن انعدمت أي وسيلة آخرى للوصول إلى البر الآخر، فالمحلات التجارية والمستشفى المركزي الوحيد بالمركز تحتاج من الأهالي قطع المسافة نفسها للوصول إلى أهدافهم فما كان منهم إلا أن لجأوا إلى المراكب الصغير كحل أسرع لعبور البر الثاني.

مراكب خشبية للوصول إلى البر الآخر

بعد أن فك العقدة المربوطة بجذع الشجرة، أبحر الحاج أحمد عبدالسلام وجاره بقارب خشبي صغير خصصوه لنلقهم إلى البر الآخر من القرية للوصول إلى المسجد للصلاة أو شراء احتياجات المنزل، «منقدرش نمشي المسافة دي كلها والمركب ده بيسهل علينا المسافة»، بحسب تعبيرهم لـ«الوطن».

مبادرة «حياة كريمة» تتدخل لإنهاء معاناة أهالي قرية الهكس

ارتفعت شكاوى أهل القرية سنوات طوال للمطالبة ببناء كوبري يرحمهم من عبء المسافة اليومية ويربطهم بالبر الآخر الذي يشمل كل مناحي الحياة، أكثر من ثلاثين عاما لم يستمع أحد إليهم حتى وصل قطار مبادرة حياة كريمة إلى قريتهم البعيدة وبدأ العمال والمهندسون وضع حجر الأساس لبناء كوبري يربط البر الأيمن بالأيسر ويسهل على الأهالي معيشتهم.

انطلقت أعمال الحفر في موقع «كوبري الهكس» منذ شهر تقريبًا، ولايزال العمال منشغلون بوضع أسس البناء والأعمدة الخرسانية على مدار اليوم لسرعة الانتهاء من تنفيذ الكوبري قبل حلول فصل الشتاء، «نفسنا يخلصوه قبل الشتا ما يجي عشان المطرة بتزود المعاناة علينا وإحنا بنمشي المسافة دي كلها»، بحسب قول الحاج أحمد.

«كان حلم بقاله سنين وقرب يتحقق»، يستكمل الحاج الستيني حديثه عن كوبري الهكس الذي بدأت مبادرة حياة كريمة في تنفيذه، معبرًا عن فرحتهم ببدء العمل في تنفيذ الكوبري الذي وصفه بـ«شريان الحياة» بالنسبة لأهل القرية.


مواضيع متعلقة