تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.. الناقل الرسمي لأحلام الشباب
كتبت من قبل عن تلك التجربة التى رأيتها وما زلت أراها تجربة واعدة بمثابة إثراء للحياة السياسية وضخ دماء جديدة وفاعلة فى شرايين الدولة المصرية، هى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين يا سادة، تلك التجربة التى أثبتت أن الصناعة الجيدة تخرج بلا شك منتجاً جيداً، وأن الإعداد الممنهج المدروس بدقة لشباب لديه هذه الطاقة الإيجابية يمثل نقلة نوعية للمشهد السياسى بشكل عام.
الحقيقة أن متابعتى لهذه التجربة منذ بدايتها أكدت لى صحة الرهان على الشباب المصرى المفعم بالأحلام والطموح والطاقة الإيجابية، هؤلاء الشباب الذين احتواهم هذا الكيان الواعد الذى نجح فى دمج هؤلاء الشباب المتباينة أفكارهم وانتماءاتهم الحزبية تحت فكرة جامعة لا تقبل الاختلاف عليها وهى فكرة الدولة الوطنية المصرية التى تذوب تحتها أى أفكار وانتماءات سياسية أدنى، تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أعتبرها وبامتياز الناقل الرسمى لأحلام هؤلاء الشباب إلى واقع يمكنهم من المشاركة الفاعلة فى الفكر الجمعى للدولة من خلال إعدادهم وتمكينهم بمختلف مؤسسات الدولة، فرأينا منهم أعضاء بالبرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ)، ونواباً للوزراء والمحافظين، وأتذكر أننى كتبت هنا محمّلاً الجيل الأول من شباب «التنسيقية» مسئولية القاطرة التى يرتبط نجاحها بزيادة الفرص المتاحة لقرنائهم، وراهنت على تحقيق هذا النجاح.
أستطيع الآن وبعد مضى ثلاث سنوات على ميلاد هذا الكيان أن أقول إن هذا الكيان بشبابه نجحوا فى أن يقدموا سياسة بمفهوم جديد، قوامها العمل الحقيقى على الأرض بأفكار مختلفة معدة بشكل جيد وأداء سياسى راقٍ وتقديم هادئ للمشروع قبل أنفسهم، مؤمنين بأن نجاح الكيان هو فى الحقيقة نجاح لهم جميعاً، كيان واعد يقدم الفريق على الفرد بلا تناحر ولا صراع ولا ألاعيب سياسية مللنا منها.
نجاح الكيان ليس مرتبطاً فقط بهذا العدد من فرص الإتاحة التى منحت لأعضائه منذ انطلاق «التنسيقية» بوجود ٦ نواب محافظين ووجود ١٦ عضواً بمجلس الشيوخ و٣٢ عضواً بمجلس النواب وشباب آخر يشاركون فى مواقع قيادية بمختلف مؤسسات الدولة.
ولكن محور نجاح هذا المشروع يتمثل فى الإيمان الحقيقى بالكيان الذى اجتمع عليه كل أعضائه، وأفخر أن عدداً غير قليل من أعضائه شاركونى فى العمل السياسى وأثق تماماً فى إمكاناتهم وقدرتهم، وأتوقع لهم ولقرنائهم بـ«التنسيقية» مستقبلاً واعداً.
فى تقديرى أن نجاح «التنسيقية» يأتى ليعكس هذه الإرادة السياسية للدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى نادى وتبنى منذ قدومه رئيساً للبلاد ضرورة تمكين الشباب وتدريبه وتأهيله للقيادة فى دولة يشكل فيها الشباب السواد الأعظم من عدد سكانها، وفى كل مناسبة تتجدد مطالبة الرئيس بضرورة ضخ دماء جديدة فى شرايين الجهاز الإدارى للدولة، وأيضاً تمكين الشباب السياسى وإتاحة المناخ المناسب لتنمية الحياة السياسية. أفضل ما فى «التنسيقية» أنها قدمت تجربة جديدة فى ممارسة العمل العام، وفتح قنوات الاتصال المباشرة مع الدولة ومؤسساتها، والتنسيق بين شباب الأحزاب والقيادات السياسية والقواعد، والشباب المستقل والمهتم بالعمل العام. وتعد استجابة الدولة للمبادرة وتواصلها معها بمثابة قناة يسّرت لها الكثير حتى تكون «التنسيقية» من أهم الكيانات المعبرة عن صوت الشباب المصرى والتى تساعد فى تمكينهم.
وتعد «التنسيقية» تجسيداً حقيقياً لاهتمام الدولة بالشباب وتمكينهم سياسياً وإتاحة الفرصة لهم للحوار والمشاركة والتعبير عن رؤيتهم، بل والمشاركة الفاعلة فى إدارة مستقبل هذا الوطن. أرى، ونحن فى بدايات السنة الرابعة لهذا الكيان، ضرورة التفكير فى كيفية تحويل الفكرة لمشروع سياسى كبير قادر على احتواء عدد أكبر من الكوادر الشبابية بمختلف المحافظات، وكذلك دمجهم فى هذا المشروع مع بعض ذوى الخبرة السياسية حتى نضمن هذا التواصل المنشود بين مختلف الأجيال، فلا مستقبل دون حاضر يستند عليه وتاريخ ينطلق منه..