متى يتعافى المريض من أعراض ما بعد كورونا؟

كتب: إيمان مرجان

متى يتعافى المريض من أعراض ما بعد كورونا؟

متى يتعافى المريض من أعراض ما بعد كورونا؟

«مبروك.. المسحة سلبية»، جملة يظن بعدها مريض كورونا أنّ الأمور ستعود إلى طبيعتها، وأنّه سيستأنف حياته بعد التعافي وكأن شيئا لم يكن، لكنه يفاجأ أنّ بانتظاره مرحلة أخرى عنوانها: «أعراض ما بعد كورونا»، التي تستمر مع بعض المرضي شهورا طويلة، يعانون فيها من الإرهاق وخفقان في القلب وضيق في التنفس، ورغبة في الانعزال عن الجميع، ما يدفع المتعافي من كورونا للتساؤل «متى تنتهي الرحلة الشاقة مع كوفيد - 19»، ومتى تعود الأمور إلى طبيعتها ويمارس المريض حياته بشكل طبيعي؟.

«أعراض ما بعد كورونا جزء منها متعلق بالأدوية التي تعاطها المريض أثناء مرضه، وتعامل المناعة معها، وجزء أخر نفسي».. هكذا فسّر الدكتور طارق يوسف، مدير مستشفى الدمرداش الباطني لـ«الوطن» استمرار أعراض ما بعد كورونا مع كثير من المرضى حتى بعد التعافي.

أعراض ما بعد التعافي غير مقلقة إلا في هذه الحالة

يقول الدكتور طارق يوسف إنّ أعراض ما بعد كورونا أمر طبيعي ويحدث لكثير من المرضى بعد التعافي، وغير مقلقة إلا في حالة واحدة، كأن يشعر بأعراض عضوية كالتهاب في الأعصاب أو العضلات أو تنميل في اليدين والقدمين: «باقي الأعراض زي الإرهاق والدوخة وضيق النفس بتكون واضحة وسهل تشخيصها وعلاجها والتعامل معاها».

أسباب ظهور أعراض ما بعد كورونا

أرجع مدير مستشفى الدمرداش الباطني، أسباب ظهور أعراض ما بعد كورونا على معظم المرضى بعد التعافي، إلى الأدوية التي تعاطاها المريض أثناء رحلته العلاجية: «الكورتيزون من أكثر الأشياء التي تؤثر على مناعة المرضى، وتضعف جهازهم المناعي في مواجهة الأمراض، ما يتسبب في مشكلات أكبر، كالإصابة بمرض الفطر الأسود».

كورونا «معركة شرسة».. وأعراض ما بعد التعافي قد تستمر لشهور

ووجّه الطبيب نصيحتين للمتعافين من كورونا، الأولى الاهتمام بالفيتامينات والطعام الصحي والتهوية الجيدة، والابتعاد عن الإرهاق خاصة في الفترة الأولى التي تلي التعافي من المرض، فالجهاز المناعي للمريض يخوض معركة منهكة وشرسة أثناء المرض، وقد تستمر أعراض ما بعد التعافي لفترة، أما الثانية فتتمثل في الذهاب لطبيب للكشف وعمل رسم قلب للتأكد من أنّ الأمور تسير على ما يرام: «إذا وجد المريض أنّ القلب سليم فقد تكون معاناته ناتجة عن أسباب أخرى، كالأنيميا أو انخفاض أو ارتفاع الضغط، أو الإرهاق الزائد، أو الحساسية الشعبية التي تظهر في صورة نهجان أو قصر في النفس، وهي الأعراض الشائعة بين معظم المرضى، وتتطلب الذهاب إلى طبيب والمتابعة حتى التعافي التام، وهو أمر قد يستغرق شهورا عدة ليعود المريض إلى طبيعته، حسب مناعته وسنه وتاريخه المرضي».

«الاكتئاب» وكورونا

قد يتعرض بعض المتعافين من كورونا للإصابة بالاكتئاب أثناء المرض أو بعد التعافي، فالمريض يجد نفسه عاجزا عن فعل أبسط الأشياء لنفسه كالحركة أو الدخول إلى دورة المياه، فضلا عن خوفه من المرض نفسه ومن الحالة العامة التي سببها المرض في العالم كله، بحسب الدكتور طارق يوسف: «الفيروس بيأثر على الحالة المزاجية للمريض، وده بيخلي الاكتئاب حالة شائعة بين المرضى، عشان كده ديما نقول للأطباء توصف للمريض علاج بسيط ضد الاكتئاب عشان يخرج سريعا من الحالة دي».

الحل في اللقاح

الحل الوحيد لكسر دائرة كوفيد وتبعاته هو التطعيم ضد كورونا، حسب ما أكد مدير مستشفى الدمرداش الباطني، إضافة إلى الحفاظ على الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي والكمامة: «اللي جاله كورونا ياخد اللقاح بعد شهر لـ3 شهور من الإصابة، وأصحاب الأمراض المزمنة ياخدوا اللقاح عادي لكن لازم يستشيروا الطبيب المعالج، وهو اللي يحدد اللقاح والوقت الأنسب للتطعيم حسب الحالة الصحية».

الدراسات جارية لتحديد الآثار المترتبة على الإصابة بكورونا

الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم الباطنة والمناعة بكلية طب جامعة عين شمس، قال من جانبه إنّ الوقت الذي تزول فيه أعراض ما بعد كورونا ما زالت محل البحث، والطب حتى الآن لم يجزم بشيء معين في هذا الأمر: «الدراسات مستمرة حتى الآن للبحث عن الأسباب الرئيسية والآثار المترتبة على الإصابة بالفيروس، لتحديد الأعراض التي قد تستمر، والأعراض التي تحتاج إلى وقت للتعافي».

المتابعة مع الطبيب

وأضاف رئيس قسم الباطنة والمناعة بكلية طب جامعة عين شمس لـ«الوطن»، أنّ المرضى الذين ما زالوا يعانون من أعراض ما بعد التعافي، عليهم المتابعة مع الأطباء المختصين للتأكد من سلامة الأعضاء التي يشكون منها، والتأكد من حالتهم الصحية عموما.


مواضيع متعلقة