بروفايل| أبوالعز الحريرى الفارس يرحل

كتب: ولاء نعمة الله

بروفايل| أبوالعز الحريرى الفارس يرحل

بروفايل| أبوالعز الحريرى الفارس يرحل

كالبطل المغوار، ظل المناضل أبوالعز الحريرى راكباً فرسه باحثاً عن الحق، متمسكاً بنصرة المظلوم، ومدافعاً عن حقوق البسطاء والفقراء والعمال فى وطن تناسى جروحهم وآلامهم، لم توقفه تهديدات دولة نظام مبارك، بل وقف ممسكاً باستجوابه الشهير فى برلمان 2000 - 2005، ليكشف عن أهم قضية فساد آنذاك، وهى استيلاء أحمد عز على شركة حديد الدخيلة، فى مشهد ضجت له قاعة مجلس الشعب، لم يكن ذلك هو مشهد الصدام الوحيد مع السلطة والذى تحفظه له قبة البرلمان، تعددت المشاهد منذ عرف «الحريرى» الطريق لمجلس الشعب فى عام 1976 نائباً عن دائرة كرموز بالإسكندرية، رافعاً شعار المعارضة، وحاملاً راية محاربة الفساد، وهى الراية التى أبى «الحريرى» أن يسقطها من يده طوال تلك السنوات، حتى وافته المنية مساء أمس الأول عن عمر يناهز الثامنة والستين. محطات طويلة من العمل الوطنى والنضال بدأها أبوالعز الحريرى، ابن محافظة الإسكندرية، والحاصل على شهادة دبلوم الصنائع، كانت أولى محطات العمل الوطنى هى الانضمام لمنظمة الاتحاد الاشتراكى فى ستينات القرن الماضى، ثم لحزب التجمع أواخر السبعينات، وفى نفس الوقت خاض انتخابات مجلس الشعب لبرلمان 1976 ونجح فى الحصول على أحد المقاعد ليصبح من أصغر النواب داخل البرلمان، هذا قبل أن يحل الرئيس السادات البرلمان غضباً من النواب الذين عارضوا اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ثم يرسل عدداً كبيراً من أولئك النواب، بينهم «الحريرى»، إلى السجون لاحقاً ضمن معتقلى سبتمبر 1981. مرة ثانية عاد «الحريرى» للبرلمان فى عام 1984 على قوائم حزب التجمع الذى صار واحداً من أهم رموزه، وكانت الثالثة فى عام 2000، وفى عام 2005 رفض حزب التجمع المشاركة فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى ذلك العام، رغم اعتراف رئيسه بصلاحية «الحريرى» لخوضها، غير أن «الحريرى» دخل سباق الرئاسة فى عام 2012 عقب ثورة يناير ممثلاً لحزب التحالف الاشتراكى الذى ساهم فى تأسيسه بعد الثورة، ولم يحالفه الحظ. إلى مكتبته الصغيرة التى يمتلكها بشارع محرم بك بالإسكندرية عاد «الحريرى»، من هناك راح يراقب تطور الأحداث من حوله، الإخوان يصعدون بقوة، ورئيسهم يتوحش ويصدر إعلاناً دستورياً يصنع منه فرعوناً جديداً، يعارض «الحريرى»، كما عارضت مصر كلها، تدخله معارضته فى مواجهات دامية مع أعضاء الجماعة فى الإسكندرية، تصل لحد الاعتداء عليه. وظل «الحريرى»، هاجمه المرض وأقعده، ليأمر الفريق صدقى صبحى، وزير الدفاع، بعلاجه على نفقة الجيش، قبل أن توفيه المنية مساء أمس الأول.