«أحمد» من الدار إلى «المقاولون العرب»: نفسي أحترف زي محمد صلاح

كتب: أسماء زايد

«أحمد» من الدار إلى «المقاولون العرب»: نفسي أحترف زي محمد صلاح

«أحمد» من الدار إلى «المقاولون العرب»: نفسي أحترف زي محمد صلاح

يركض بأقصى سرعته، لمسافة ليست بقليلة، يركل الكرة بمهارة وباحترافية، تمارين مستمرة بشكل شبه يومى، داخل أروقة نادى المقاولون العرب، نظام غذائى، وعادات مأخوذة فى الحسبان، يسير عليها لاعب كرة القدم أحمد أشرف، الذى يبلغ من العمر 21 عاماً.

الخوف من المصير المجهول، ومواجهة المجتمع كان يؤرقنى، أسئلة كثيرة كانت تدور برأسى، هل يتقبلنى المجتمع؟، كيف سيكون حالى لو كنت تربيت وسط أبى وأمى وأهلى كأى طفل فى سنى؟، عبارات كثيرة كانت تدور فى رأس الشاب العشرينى.

 والدي تركني في سن الخامسة أمام مسجد الفتح.. واحتضنتني الدار ووفرت لي مكاناً في النادي

التحقت بـ«مؤسسة دار التربية بمحافظة الجيزة»، منذ أن كان عمرى 5 سنوات، تركنى والدى وحيداً أمام مسجد الفتح بمنطقة رمسيس، بعدما سُجنت أمى، بسبب ضمانها لسيدة أخرى كانت تمضى على شيكات وإيصال أمانة، ولم تسددها، فسجنت معها أمى، فعاقبها والدى بتركى أمام الجامع.. بهذه الكلمات بدأ أحمد أشرف، لاعب كرة القدم بنادى المقاولون، حديثه لـ«الوطن».

يتابع: «اصطحبنى أحد المارة إلى قسم الشرطة الذى حولنى إلى مؤسسة الرعاية، التى نشأت بها منذ صغرى، حاولت أمى البحث عنى، حتى تواصلت معى فيما بعد، وعرفت بعدها أننى من مواليد محافظة الأقصر، وأن لدى إخوة آخرين من الأم فقط»، مشيراً إلى أنه منذ بدايته فى مؤسسة الرعاية بالجيزة كان لعب الكرة شغله الشاغل، كان لا يركز فى أى شىء آخر سوى الكرة، ومتابعة لاعبى كرة القدم، وجميع مباريات كرة القدم المحلية والدولية، وهو ما لفت انتباه المشرفين ومديرى الدار.

وأكد «أحمد» أنه على الرغم من وجود العديد من الورش الفنية داخل دار الرعاية، سواء ميكانيا أو كهرباء وخلافه، فإنه أصر على الاستمرار فى لعب الكرة، لتحقيق حلمه الذى يشغله بأن يصبح لاعباً محترفاً، مشيراً إلى أنه كان يشترك فى كل دورات كرة القدم، ويقابل فرق كرة أخرى من خارج الدار: «حاربت علشان أوصل لحلمى، وحالياً بلعب فى نادى المقاولين، وحلمى الاحتراف والوصول للعالمية، ومش هبطل أحلم»، مؤكداً التزامه بجميع التدريبات الخاصة بالفريق الذى يلعب به، الأمر الذى أدى إلى إشادة المدربين به، منذ التحاقه بالنادى.

وأشار لاعب الكرة إلى أن مثله الأعلى فى الكرة محمد صلاح: «أنا بتعب ونفسى ربنا يكرمنى، وأكيد ربنا هيكرمنى علشان تعبى، والبداية من نادى المقاولين الذى فتح لى أبوابه لتحقيق حلمى، الكرة حلمى وأملى»، موضحاً أن وزارة التضامن من خلال دور الرعاية تقدم جميع السبل للأيتام من مأكل وملبس وتعليم وتنمية مواهب وحتى الاشتراك فى الكورال الفنى، لظهور المواهب من أبناء مؤسسات الرعاية للدور.

وأوضح أن هناك العديد من المواهب بداخل دور الرعاية، ونظرات المجتمع قد تقتل بعضها: «هناك من يترك مستقبله ويصبح غير قادر على مواجهة الظروف، الوزارة آوتنا وألحقتنا بالدار، ووقفتنا على أرجلنا، حتى نستطيع الاعتماد على أنفسنا»، وهذا ما حدث معى بالفعل وبدأت تحقيق حلمى منذ التحاقى بنادى المقاولين، ربنا والدولة مش ناسينا، لكن الناس مش بترحمنا، وهثبت للدنيا كلها إن دار الأيتام فيها موهوبين على عكس نظرتهم لأبناء دور الأيتام».

يروى لاعب كرة القدم أن «المجتمع ينظر لأبناء دور الرعاية كأننا عار، والناس بتقول علينا ولاد الملجأ، ولا أعرف حتى الآن ما أسباب رفضهم لنا، رغم أننا لم نخلق هذه الظروف لأنفسنا»، مؤكداً أنه يسكن حالياً فى منطقة شبين القناطر وحيداً بلا عائلة، رغم أن والدته وإخوته على قيد الحياة.


مواضيع متعلقة