بعد 7 سنوات من حكمه.. ملامح خطاب السيسي للإعلام العالمي والعربي

كتب:   محمد البلاسي

بعد 7 سنوات من حكمه.. ملامح خطاب السيسي للإعلام العالمي والعربي

بعد 7 سنوات من حكمه.. ملامح خطاب السيسي للإعلام العالمي والعربي

خلال 7 سنوات من حكمه، وعقب ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، تعامل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وسائل الإعلام المختلفة، سواء على المستوى العالمي أو العربي، وتناول أهم القضايا، كما رد على ما تردده بعض وسائل الإعلام، ووجه انتقادات للنظرة الأحادية للأمور من جانب بعض السياسيين، واهتم بكسب الرأي العام الخارجي، في ذكاء فطري يعكس أسلوب تعامله السياسي مع الأحداث والآراء المعاصرة، وتجلى ذلك في أسلوب حديثه وردوده الواضحة، بما يدعم العلاقات السياسية، ويعزز مركز قوته وقوة مصر.

وخلال حديثه مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أكد الرئيس أن هناك أفكارا مغلوطة تسىء للإسلام، وهناك من يعتنقها، وهذا ما أدى إلى ما نشاهده الآن.. وهناك البعض من يعتنق الأفكار المغلوطة والخاطئة عن الدين الإسلامي، وأضاف سيادته أن هناك أيديولوجيات يتبناها البعض ونتج عنها ما نراه اليوم في العالم من إرهاب وتطرف، التي تُعتبر قراءة خاطئة للإسلام من جانب المنظمات المتطرفة.

وخلال المقابلة، تحدث الإعلامي شون هانيتي إلى الرئيس السيسي قائلًا: «لم أرَ موقفا أكثر شجاعة مما أقدمتم عليه عندما تحدثتم عن ضرورة تجديد وإحداث ثورة في الخطاب الديني». فأجاب الرئيس قائلًا: «إن التطرف والإرهاب الذي ترتكبه بعض الجماعات هو عبارة عن قراءة خاطئة للدين الإسلامي»، مضيفًا: «أن الحديث عن تصويب الخطاب الديني الهدف منه فهم حقيقة هذا الدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لمن يتبعون الأفكار الخاطئة».

وخلال مقابلة صحفية مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اتهم الرئيس السيسي إدارة أوباما بتجاهل الإرادة الشعبية المصرية، وعدم تقديم دعمٍ كافٍ للدولة المصرية، وسط احتمالات باندلاع حرب أهلية في عام 2013، وقال السيسي موجها حديثه للحكومة الأمريكية: «لقد أدرتم ظهركم للمصريين، ولن ينسوا ذلك»، وقال: «إن أهم إنجاز في حياتي هو تجاوز هذه الظروف لضمان العيش بسلام، والاستمرار في خريطة الطريق الخاصة بنا، دون إراقة قطرة واحدة من دماء المصريين»، مضيفا: «عندما يحبك الناس، هذا هو أهم شيء بالنسبة لي».

وخلال مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس، قال السيسي إنه مستعد لتقديم أي دعم مطلوب في القتال ضد تنظيم داعش، ودعا إلى استراتيجية شاملة لمعالجة جذور التطرف في جميع أنحاء المنطقة، وتابع أن المصريين قد أدركوا خطر جماعات الإسلام السياسي وأنه إذا لم يتحرك لكانت الدولة العربية الأكثر سكانًا قد واجهت حربًا أهلية وسفك دماء مثلما حدث فى العراق وسوريا، وقال «لقد حذرت من الخطر الكبير قبل عام لكنه لم يكن واضحا للآخرين، حتى تحولت الأحداث في العراق واجتاح تنظيم داعش الكثير من الأراضي».

وفي مقابلة الرئيس مع شبكة «سي بي إس» الأمريكية تساءل مقدم البرنامج عن السبب وراء عدم القضاء على المتطرفين في سيناء، رغم تلقي مصر مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة مليار ونصف مليار دولار سنويا، فأجاب السيسي بسؤال قائلا «ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان طوال 17 عاما أنفقت فيها تريليون دولار أمريكي».

وخلال حديثه مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية طالب الرئيس المجتمع الدولي بالتصدى للإرهاب، محذرا من أن التراخي في هذا الأمر يمكن أن يشكل تهديدا بوقوع هجمات حتى في أوروبا، وأن خسارة هذه الحرب تعني دخول المنطقة بالكامل في اضطرابات خلال الخمسين عاما المقبلة، وأضاف أن القرآن الكريم والشريعة منذ 1400 عام هما المرجعية العقائدية الوحيدة، ولكن هناك تفسيرات مختلفة، لافتا إلى ضرورة تحرير الخطاب الديني من المفاهيم الخاطئة، وأنه التقى برجال الأزهر والكنيسة والسياسيين والمفكرين وناقشوا حرية العقيدة وحق المرء في أن يقرر اعتناقه أيا من الديانات بحرية.

وخلال حواره مع قناة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية، وردا على سؤال حول آفاق التعاون العسكري مع فرنسا، شدد على أن مصر لها علاقات تعاون عسكري مع فرنسا من سنوات طويلة وحريصون على استمرار هذه العلاقات.

ولفت إلى أن عقد صفقات جديدة بين البلدين مرتبط بمدى ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر في ظل الظروف الراهنة وتفهمها للمطالب الأمنية لمصر بما يتناسب مع ظروفنا الاقتصادية الحالية، مشيرا إلى مدى استعداد فرنسا لتقديم تسهيلات لنا هو الاعتبار الذي سيحكم إبرام صفقات من عدمه. كما أعرب الرئيس السيسي عن أمنيته بنزع فتيل الأزمة الفلسطينية المتفاقمة منذ سنين طويلة، ونحتاج كلنا كدول محبة للسلام والاستقرار أن نقدم كل الضمانات للدولة الفلسطينية الوليدة، وإذا لم نفعل ذلك يكون دائما التوتر وعدم الاستقرار هو الحاكم.

وسائل الإعلام العربية

ولم يهمل الرئيس عبد الفتاح السيسي وسائل الإعلام العربية، فخلال حديثه لصحيفة «عكاظ» السعودية، شكر الرئيس الشعب المصري على وعيه وحسن تقديره للأمور، وتقبله لعدد من القرارات الصعبة، التي كانت ضرورية لإصلاح الخلل في الاقتصاد المصري، وأشاد بالتفاف الشعب حول الأهداف والمشروعات القومية، مثل مشروع قناة السويس الجديدة.

وفي حديثه لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية، أوضح أن علاقة الإمارات مع مصر ومع غيرها تقوم على مبدأ معاونة الأصدقاء في الأزمات وفي الرخاء، والعلاقات بين الدول لا تقوى بالمساعدات فقط، وإنما بالود والعلاقات الجيدة، وهذا ما تتميز به الإمارات، وبالتالي، فإن سياستها تكون ناجحة، بالإضافة إلى قوة العلاقة بين الشعوب، فهذه العلاقة تقوي العلاقة بين الدول، وهذا ما يميز شعبى مصر والإمارات، حيث يتميزان بقوة أواصر العلاقة والود المتبادل.


مواضيع متعلقة