5 يونيو 1975.. عندما مر السادات بأول سفينة من قناة السويس بعد فتحها

كتب: دينا عبدالخالق

5 يونيو 1975.. عندما مر السادات بأول سفينة من قناة السويس بعد فتحها

5 يونيو 1975.. عندما مر السادات بأول سفينة من قناة السويس بعد فتحها

منذ حفرها قبل عدة عقود، بدأت محاولاتها الأولى في عصور ما قبل الميلاد، لحين صدور فرمان الامتياز الأول، على يد فرديناند ديليسبس، في 18 أغسطس 1869، لتبدأ الأعمال لتدشينها بعد حوالي شهر، لتشهد قناة السويس تاريخا حافلا منذ ذلك التاريخ، وتسجل نفسها كواحدة من أهم الممرات المائية بالعالم.

من سنوسرت الثالث إلى عبدالناصر.. تاريخ بأيدي المصريين لقناة السويس

مراحل عديدة شهدتها قناة السويس منذ بداية أعمال الحفر لها بالعصور الأولى، حيث أجمع المؤرخون على أن فرعون مصر سنوسرت الثالث كان أول من فكر في شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، وفقا للموقع الرسمي للقناة، موضحا أن أعمال الحفر شهدت عدة محاولات بداية من فرمان الامتياز الأول، وما تلاه من فرمانات وصولا إلى عملية الحفر التي بدأت في 25 أبريل 1859، حيث ضُربت الفأس الأولى في أعمال قناة السويس في مدينة فرما وهي بورسعيد حاليا، بمشاركة نحو 20 ألف من العمال المصريين الذين أدوا واجبهم في ظروف إنسانية بالغة القسوة.

وتم افتتاح القناة في 17 نوفمبر 1869، لتشهد مجددا مراحل تاريخية وتطورات وأحداثا كبرى كان من أبرزها قرار التأميم على يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي أعاد الحقوق لأصحابها، في 26 يوليو 1956.

السادات يمر بأول سفينة في قناة السويس بعد إغلاقها منذ 47 عاما

تعرضت قناة السويس للإغلاق بسبب حرب عام 1967، والعدوان الإسرائيلي على البلاد، واستمرت لعدة أعوام مغلقة أمام السفن وحركة الملاحة، حتى افتتاحها فى 5 يونيو 1975.

في 29 مارس 1975 أعلن الرئيس الراحل محمد أنور السادات في خطابه التاريخي بمجلس الشعب، إعادة فتح قناة السويس، حيث قال: «إنني لا أريد لشعوب العالم التي تهتم بالقناة معبرا لتجارتها أن تتصور بأن شعب مصر يريد عقابها لذنب لم تقترفه، إنهم جميعا أيدونا ونحن نريد قناتنا كما يريدونها طريقا لازدهارنا، سوف نفتح قناة السويس ونحن قادرون على حمايتها نفس قدرتنا علي حماية مدن القناة التي قمنا ونقوم بتعميرها، فلقد مضي ذلك العهد الذي كانت فيه المسافات حائلا دون العدوان».

وفى 5 يونيو 1975، تم إعادة افتتاح القناة للملاحة العالمية، بحضور السادات، ليعلن في كلمة تاريخية له بها، أن: «ابن هذه الأرض الطيبة الذي شق القناة بعرقه ودموعه، همزة للوصل بين القارات والحضارات، وعبرها بأرواح شهدائه الأبرار، لينشر السلام والأمان على ضفافها، يعيد فتحها اليوم للملاحة من جديد، رافدا للسلام وشريانا للازدهار والتعاون بين البشر».

وعقب خطابه، صعد السادات علي متن السفينة «6 أكتوبر» ليبدأ بها أول رحلة عبر قناة السويس، في مسيرة مشرفة تبدأ بكاسحتي ألغام، ثم المدمرة واليخت «الحرية»، وسفينة القيادة بالأسطول السادس «ليتل روك» والسفينتن المصريتن «سوريا وعايدة»، ثم لنشين عسكريين والقاطرة «مارد» وفي نهاية القافلة، ثلاث سفن حربية والسفينة القطرية «غزل».

سارت القافلة المصرية بقناة السويس في مشهد مشرف ساطع، وعند وصولها إلى الإسماعيلية، توجه الرئيس الراحل السادات إلى مبني الإرشاد لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية بمدخل المبنى 15، إيذانا بعودة العمل في أحد أهم الممرات الملاحية بالعالم.


مواضيع متعلقة