حدثُ جامعةِ الإسكندرية وإشكالية علاقة الأستاذ بالطالب (1)
- الأمن والاستقرار
- الخارجين عن القانون
- الدول الصديقة
- العاصمة طرابلس
- المجتمع الدولي
- المجلس الرئاسي
- حماية المدنيين
- أجهزة الأمن
- الأمن والاستقرار
- الخارجين عن القانون
- الدول الصديقة
- العاصمة طرابلس
- المجتمع الدولي
- المجلس الرئاسي
- حماية المدنيين
- أجهزة الأمن
حدثٌ مؤسفٌ شهدته كليةُ العلوم بجامعة الإسكندرية، حيث نشر موقع الكلية أن أستاذاً تمت ترقيته مدرساً بالكلية، وهو خبر تقليدى، لكن لم تمضِ ساعات على نشره حتى انهالت التعليقات الغاضبة على «فيس بوك»، ووصلت أكثرَ من 250 ألف تفاعل، وهو معدل كبير وغير معتاد فى مثل هذه المناسبات التى عادة ما تكون فيها التعليقات ممتلئة بالتهانى، بل قام عدد من زملاء الدكتور الذى تمّت ترقيته بمشاركة الطلاب فى التعبير عن غضبهم، وقرّرت الجامعةُ فتح تحقيق فى ملابسات الموضوع.
والواقعُ أن نموذج الدكتور صاحب الواقعة ليس فريداً، بل لا تخلو منه مدرسة أو جامعة، كما لا تخلو من أساتذة بلغوا الغاية فى النُّبل والعلم والأخلاق، لكن ما حدث يفتح حواراً حول إشكالية العلاقة بين الأستاذ والطالب، بداية من مراحل التعليم الأولى حتى الدراسات العليا، ذلك أن الأستاذ الناجح ليس هو الشخص الذى يُلقى على الطلاب المعلومات، وهو يُفرد عضلاته عليهم، وتكون محاضراته مجموعة من الأوامر والنواهى، ويجعل لكل حلٍ مائة عقدة، لكن الأستاذ الناجح هو الذى يتبنى الطلاب، ويفتح آفاقهم للتفكير والإبداع، ويستفز قواهم الفكرية، ويعاملهم باللين والمرونة والأخوة والأبوة والتقدير.
وإلى حضراتكم هذا الموقف التربوى العظيم الذى حدث فى إحدى المدارس الثانوية بالمنصورة، «مدرسة ذاتُ جمال فائق، حازت بأدبها تقدير المدرسين جميعاً، وكان زميلها المدرس الشاعر فى المصيف، فسمع خبر وفاتها، فنظم فى وداعها شعراً صادقاً أسمعه لزملائه، وفى شعره وصف لجمالها، ثم قام زميل له فى المصيف بإبلاغ زوجها بأن المدرس الفلانى قال قصيدة غزل فى زوجته المتوفاة، فغضب الزوج، وذهب لناظرة المدرسة متعصّباً منتقماً، وقال لها: أريد القصيدة التى قالها المدرس فى زوجتى، فوجئت الناظرة بالأمر، وقالت للزوج: إن المدرس فى إجازة اليوم، ويمكنك الحضور غداً، وما إن انصرف الزوج حتى استدعت المدرس، وطلبت أن يُسمعها القصيدة، وبعد ما سمعتها قالت له: عليك أن تكتب قصيدة جديدة فى الفقيدة، تصف أدبها وسلوكها التربوى، ولا تتناول جمالها، وحين أدعوك غداً تظهر أنك لا تعرف شيئاً، ثم تذهب لتأتى بالقصيدة، وتقرأها من غير اهتمام.
جاء الصباح، وحضر الزوج، واستدعت الناظرةُ المدرسَ الشاعرَ، وقالت له فلان زوج فلانة جاء ليشكرك على اهتمامك برثاء زوجته، ويريد أن يسمع القصيدة، فقال المدرس: القصيدة فى الدرج، سأذهب لإحضارها، وسرعان ما جاء وقرأها أمام الزوج، فنهض الزوج شاكراً مسروراً، وقال للناظرة: ماذا أصنع فى أهل الفتنة الذين جعلونى أظن السوء بالمدرس؟!، أنا الآن سأنتقم ممن قال لى إن القصيدة كانت فى وصف جمال زوجتى!! فابتسمت الناظرةُ، وقالت له: خذ نصيحتى: أغلق هذه الصفحة، لأنك إن فتحتها ستكون سيرة زوجتك المرحومة مجالاً للقيل والقال، وبالفعل استجاب الزوج، وأغلق الموضوع».
قال الدكتور رجب البيومى فى كتابه «طرائف ومسامرات» تعليقاً على الموقف: (إنه موقف كريم من مربية أصيلة، ذات خلق عالٍ، وعقلٍ رصين، وأسلوبٍ تربوى هادئ غير حماسى ولا متهور)، وللحديث بقية إن شاء الله.