من سوهاج لإسكندرية.. «السمان» وعائلته ربع قرن في بيع «العوامات»

كتب: كيرلس مجدى

من سوهاج لإسكندرية.. «السمان» وعائلته ربع قرن في بيع «العوامات»

من سوهاج لإسكندرية.. «السمان» وعائلته ربع قرن في بيع «العوامات»

من سوهاج إلى الإسكندرية، رحلة كبرى يتخطاها «عبد الحميد السمان»، 32 سنة، برفقة صغار عائلته، في ذلك التوقيت من كل عام، حيث يأتون للبحث عن رزقهم في المدينة الساحلية، وبالتحديد على شواطئها التي يتكسبون من خلالها قوت يومهم، عبر بيع «العوامات» ومعدات البحر للمصطافين.

الشاب السوهاجي النحيل، الذي يسير متجولاً على شاطئ المندرة المجاني، شرق الإسكندرية، تغطيه العوامات من ظهره وجانبيه، يظهر بينهما بصوته المرتفع: «عوامات.. نظارات.. مسدسات.. فرح الأولاد».

ربع قرن من العمل في بيع العوامات على شواطئ الإسكندرية

ربع قرن من الزمان اعتاد فيها «عبد الحميد» على القدوم إلى الإسكندرية مطلع كل صيف لكسب رزقه، عادة اكتسبها من والده «محمد السمان» ويعض أقاربه، حتى أصبحت أسماؤهم مرتبطة بالشواطئ خلال تلك الفترة، الأمر الذي أكسبه لأبناء أشقائه وشقيقاته، الذين يأتون معه لكسب قوتهم خلال فترة الصيف، كي يعينهم المبلغ المالي على حياتهم ودراستهم الإعدادية والثانوية في سوهاج.

«25 سنة شغال الشغلانة دي أنا وعيلتي، كانت شغلانة حلوة والدنيا رايقة والحاجة رخيصة ومكسبها زين، دلوقتي الحاجة غالية ومكسبها قليل والناس معهاش تشتري»، بتلك الكلمات لخص بائع «العوامات» الشهير قصته على شواطئ الإسكندرية.

قرارات مجلس الوزراء الجديدة تراعي عمالة الشواطئ

وأضاف «السمان» قائلاً لـ«الوطن»، إن قرارات مجلس الوزراء الأخيرة التي شملت فتح الشواطئ، قد أعادت الروح له ولأسرته مجدداً، بعد موسم صفري شهدوه العام الماضي، نتيجة غلق الشواطئ، الأمر الذي تسبب في خسائر كبرى لهم، لافتاً إلى أن قرار مجلس الوزراء يراعي ظروف الباعة، أكثر من رغبة المصطافين في التنزه: «الناس تقدر تعيش من غير بحر سنة، لكن احنا وغيرنا رزقنا من البحر منقدرش نقعد من غير شغل، علشان كدا بأشكر رئيس الوزراء أنه حس بينا».

على الرغم من السعادة التي انتابت «السمان» بفتح الشواطئ وعودة العمل، إلا أن قلة الرزق قد أثارت ضيقته: «بنبيع أصغر عوامة بـ30 جنيه، فيها 5 جنيهات مكسب، وقلة البيع بيخلي اليوم كله مفيهوش 40 جنيه ولا 50 جنيه مكسب، بعد لف اليوم كله في عز الشمس، بس نرجع ونقول نشكر ربنا أحسن من القاعدة».

الشاب السوهاجي الذي بدأ رحلته العملية داخل شواطئ الإسكندرية منذ عامه السابع، يأمل في استمرار فتح الشواطئ حتى نهاية موسم الصيف، أملاً في تحقيق مكسب يعوض خسائرهم، ويغطي تكاليف تواجدهم في الإسكندرية هو ورفاقه العاملين معه في بيع «العوامات».


مواضيع متعلقة