فاروق جويدة: "فضلت أن أكون الوزير العاشق والمنصب فات آوانه"

فاروق جويدة: "فضلت أن أكون الوزير العاشق والمنصب فات آوانه"
قال الشاعر الكبير فاورق جويدة، إن مائة قصيدة لم ينشرها من أعماله كتبها قبل بلوغه الخامسة والعشرين، معلنًا أنه أوصى أولاده بعدم نشرها بعد وفاته.
وعن مذكرات الراحل موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب، والتى لم ينشرها جويدة، أوضح أنه احتفظ ببعض الكتابات التي ربما تحمل إساءة إليه أو لآخرين، رغم طلب الراحل نشرها جميعًا دون تحفظ، قائلا: "إن الشجاعة تكون فيم يمتلك الإنسان وليس فيم يمتلك الآخرون وليس كل شىء يقال" مشيرًا أنه كتب قصيدة في رثاء عبدالوهاب.
وتابع جويدة: "إن الرئيس عبدالفتاح السيسي لديه ثلاثة جوانب فى شخصيته تشعرني بالارتياح، وهي أنه متدين، ووطني، وأخلاقي" مشيرًا إلى أنه أصر على عدم الكتابة عنه بعد اعتلائه كرسي الرئاسة، رغم تأييده له في مقال له، قبل تنصيبه رسميًا، معللًا ذلك حتى يكون لديه حرية لانتقاده.
واستطرد أنه أول من كتب نشيدًا للجيش بأمر من المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، ولحنه الملحن الراحل كمال الطويل .
وعن علاقته بـ"الإخوان" خلال فترة حكمهم القصيرة لـ"مصر" قال إنه رغم تكوينه الديني وتربيته في بيت رجل دين، إلا أنه ليبرالي إلى أبعد مدى، موضحًا أن صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطني المنحل، ومهدي عاكف، مرشد عام الإخوان المسلمين الأسبق، كانا مستاءين من مقاله ضد الوطني والإخوان قبل الثورة على حد سواء، مشيرًا إلى أنه نصح الرئيس المعزول محمد مرسي باختيار الشارع والناس، لكنه "لم يكن يسمع ويفتقد التركيز" واصفا إياه بـ"الفاشل".
وعن قبوله منصب مستشار الرئيس المعزول، قال إنه قبل أن يكون ضمن مستشاريه أملًا في أن يكون له تأثير، ولكنه شعر بـ"أن الحالة ميئوس منها"، لافتًا إلى أنه اكتئب بسبب إدارة المعزول السيئة للبلاد.
وأوضح أنه رفض منصب وزير الثقافة في أزمنة عدة خاصة خلال عهد حكومة محلب، قائلًا "المنصب فات آوانه وفضلت أن أكون الوزير العاشق".
وأضاف أنه مؤمن بقدرته على الكتابة، باعتبارها أولوية تتجاوز كل الحدود فضلًا أن رأيه في المثقفين سلبي؛ معللًا أنهم تسببوا في كوارث كبرى، ندفع ثمنها الآن من حريق للجامعات، وإهانة للأساتذة، مطالبًا بتمكين شباب المثقفين في المرحلة المقبلة بعد أن شاخت أوساط المثقفين فكريًا.
وعن رياض السنباطى، قال الشاعر الكبير، إنه كان قوي الشخصية، ومعتزًا بنفسه، لافتًا إلى أنه استاء من طلب مستشار الرئيس الراحل أنور السادات غناء أغنية كان يغنيها السادات في معتقله (إله الكون أنا حيران) مجاملة للسادات في حفل تكريمه، فسب السنباطي مستشار السادات بسبب هذا الطلب دون مراعاة لمكانته وشيخوخته.
وأضاف فاروق جويدة عن قصيدة بغداد، والتي غناها الفنان كاظم الساهر أنه رغم موقفه ضد نظام صدام حسين، إلا أنه كتب تلك القصيدة، التي اختارها كاظم الساهر ليغنيها، وقال "إن كاظم كان يتمنى أن يكتب تلك القصيدة شاعر عراقي، ولكنه لم يجد إلا تلك القصيدة والتقطها من الأهرام"، مؤكدًا أن هذا أسعده كثيرًا أن يغنى لبغداد شاعر مصري.
وتحدث فاروق جويدة عن مسرحيته ليلة سقوط بغداد قائلا: "إنها تتحدث عن التطرف والواقع العربي بشكل عام وليس واقع العراق فقط".
وعن قصيدته عودة الأنبياء، قال إنه استحضر عودة موسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام، قائلا: "إنه عانى من الأرق والتردد أثناء كتابتها ولم يعد لها إلا بعد عامين خوفًا من النقد والهجوم عليه".