الكلاب الضالة.. المشكلة والحل!
البعض قد يستغرب من تناول هذا الموضوع وقد يراه لا يستحق الكتابة فيه رغم أهميته مع تزايد الشكاوى من الكلاب الضالة، كما أن مواقع التواصل الاجتماعى تنشر يومياً فيديوهات تثير الذعر حول مهاجمة الكلاب الضالة للأطفال والمواطنين، لا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد الكلاب والقطط الضالة فى الشوارع، فهناك من يقول إنها 10 ملايين، وهناك من يراها 20 مليوناً وأكثر، أياً كان الرقم فهو بالملايين، وحتى يعلم الجميع حجم المشكلة، لا بد من عرض نتائجها الكارثية على البلد.
أولاً الدولة تنفق مئات الملايين على علاج المواطنين الذين يتعرّضون يومياً للعقر (العض) من الكلاب الضالة، ربما تصل إلى نصف مليار جنيه سنوياً، بالإضافة إلى الأموال التى ينفقها المواطنون من جيوبهم.
ثانياً هناك وفيات كثيرة بمرض «السعار»، خاصة عند الأطفال الذين يتعرّضون للاعتداء من الكلاب الضالة، ثم يخافون أو يهملون إبلاغ أهاليهم بذلك.
ثالثاً أننا نستورد المصل أو اللقاح المستخدم فى علاج مرض السعار، وإنتاجه أصبح قليلاً وغير متوافر فى الأسواق، ويُقال إن المصانع التى تنتجه حوّلت خطوطها لإنتاج أدوية أخرى، لأن معظم الدول تغلبت على مشكلة الكلاب الضالة، وبالتالى ينخفض الطلب على المصل.
رابعاً انتشار الكلاب الضالة بهذا الشكل المخيف يعكس صورة سيئة عن مصر أمام زائريها الأجانب، سواء كانوا سائحين أو مستثمرين أو مسئولين، ومؤكد أنه يؤثر سلباً على الاستثمار والسياحة.
خامساً الكلاب الضالة منتشرة فى كل المحافظات، بالمدن والقرى والأحياء الراقية والشعبية، حتى مدينة شرم الشيخ تشتكى منها، وهناك نحو 400 ألف شكوى سنوياً من الكلاب الضالة.
سادساً انتشار وتراكم القمامة فى الشوارع أسهم فى زيادة وتكاثر الكلاب والقطط.
بعد عرض المشكلة ما الحل؟
وزارة الزراعة ممثّلة فى هيئة الخدمات البيطرية فى موقف تُحسد عليه، فإذا تحرّكت بناء على استغاثات المواطنين وإنقاذهم من الكلاب الضالة فإنها تتعرّض لهجوم شديد من منظمات المجتمع المدنى المصرية والدولية، وإذا تقاعست الوزارة فى التعامل تتعرّض لانتقاد وهجوم كبير وأشد من المواطنين.
الحل الأمثل للتعامل مع هذه الظاهرة هو تطعيم وتعقيم كل الكلاب الضالة فى الشوارع وتعقيرها، أى أن تصبح عاقراً، حتى لا تتكاثر، وأيضاً تلجيمها، أى وضع قناع على الفم من أجل كبح جماحها حتى لا تؤذى المواطنين وهذه حلول مستحيل تنفيذها مادياً وفنياً.
أيضاً جمع القمامة من المنازل حتى لا تتكدّس فى الشوارع وتتجمع حولها الكلاب، وتسهم فى تكاثرها وزيادتها، كما أن مشهد الكلاب مع القمامة لا يليق مع حضارة مصر وتاريخها ولا مع النهضة التى تشهدها حالياً.
وزارة الزراعة لن تستطيع وحدها مواجهة الكارثة والتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة، ويجب أن تتكاتف معها كل أجهزة الدولة، خاصة وزارات الصحة والتنمية المحلية والبيئة ومنظمات المجتمع المدنى. وأن يكون التعامل اليوم قبل غد، لأن الكلاب الضالة تتكاثر وتتضاعف بشكل رهيب، والـ20 مليون كلب هذا العام تصبح 30 مليوناً العام القادم وهكذا.
الأمر بالفعل جد خطير ويحتاج إلى التحرك السريع، فالخوف من الكلاب الضالة لم يعد مقصوراً على الأطفال فقط، بل أيضاً على الكبار، وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية خطيرة.. والله الموفق والمستعان.