سمير غانم.. وانطفأت ضحكة مصر

كتب: نورهان نصر الله

سمير غانم..  وانطفأت ضحكة مصر

سمير غانم.. وانطفأت ضحكة مصر

انطفاءت الضحكة وخبا الضوء الأخير للأبد، سرى خبر رحيل الفنان الكبير سمير غانم حزيناً بين السماء والأرض، بينما كانت ترتفع أيادى الملايين تضرعاً إلى الله تطلب الشفاء، ولكن الرحيل لم يكن سوى بالجسد، ولكنه باقٍ بيننا، فالأساطير لا تموت أبداً، سيظل خالداً فى آلاف الوجوه التى قدّمها على الشاشة سيظل حياً فى «مسعودى» و«سمورة» و«فطوطة» و«حسن جوليو» و«ميزو» و«جحا» و«عبدالسميع اللميع»، فهو بطل سيرة طويلة أسّس فيها «سمورة» مدرسة متفرّدة من الكوميديا أسعد بها أجيالاً متتالية من الجمهور، دون أى مجهود فى انتزاع الضحكة من القلوب قبل الشفاة.

«العنوان الأثير للارتجال» كان ذلك سر نجاح الفنان الراحل فى الحفاظ على مكانته على عرش الكوميديا التى منحها تفاصيل خاصة، فأصبحت مسجّلة باسمه، فابتعد عن كل ما هو تقليدى ومنح شخصياته أبعاداً متفردة فى اكسسوارات غريبة وأزياء مزركشة، وأصبحت علامة مسجلة باسمه وجعلت من صاحبها وصفة سرية تضيف نكهة وسحراً يجذب الجمهور المتشوق والجائع إلى الفن، فى أى عمل يشارك به، ضمن القائمة الطويلة التى اتسعت لأكثر من 314 عملاً فى رحلة قاربت الـ60 عاماً.

وكما أن الأشجار تموت واقفة كان الرحيل، فطل «ملك الكوميديا» للمرة الأخيرة على جمهوره، فى حملة دعائية لإحدى شبكات المحمول، طوال شهر رمضان وكأنه يودعهم للمرة الأخيرة، ليُردد الجمهور من بعده «عزيزنا سمير هنسأل عنك كل ما نضحك».

314 عملاً فنياً فى مسيرته.. و«ثلاثى أضواء المسرح» انهارت برحيل «جورج والضيف»

مسيرة فنية حافلة للفنان الكبير سمير غانم تخطت حاجز الـ314 عملاً فنياً ما بين السينما والدراما التليفزيونية والمسرح، والتى نجح خلالها فى رسم البسمة على وجوه جمهوره من مختلف الأعمار، واستطاع تقديم كوميديا خالية من الإيحاءات المبتذلة.

وأسس «غانم» مع جورج سيدهم والضيف أحمد فرقة استعراضية غنائية بعنوان «ثلاثى أضواء المسرح» فى ستينات القرن الماضى، حيث قدّموا عدداً من الأعمال الفنية الكوميدية التى لاقت نجاحاً كبيراً فى السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، إلا أنها انهارت مع رحيل أول أضلاعها بوفاة الضيف أحمد عام 1970، وبعده سقط الضلع الثانى برحيل جورج سيدهم عام 2020. وتجاوز سمير غانم أحزانه على فقيد صديقيه بالضحك، حيث لم يكن يعنيه سوى الجمهور، الذى قدم الكثير من أجل إسعادهم، مما تحول لدعاء خلال الأزمة المرضية التى مر بها.

«ندا»: كان من رواد الفن الكوميدي.. ولم يأخذ حقه في التكريم

وكم الحب لم يقتصر فقط على الجمهور، ولكن الحب والاحترام كان أيضاً حديث زملائه، وعلى رأسهم الكاتب فيصل ندا الذى عمل مع سمير غانم بفرقة الثلاثى، وكتب له الكثير من المسرحيات والأفلام كـ«يا رب ولد» مع فريد شوقى و«المتزوجون». وقال «فيصل» إنه تربطه علاقة كبيرة بسمير غانم عندما كانوا شباباً، وإنه كان طموحاً للغاية ويثق فى موهبته الكبيرة، وكان على يقين أنه سيكون من أهم نجوم الكوميديا فى مصر والوطن العربى، مشيراً إلى أنه قدّم معه عشرات الأعمال، سواء فى المسرح أو السينما.

وعن ارتجال سمير غانم على خشبة المسرح، قال إنه يأخذ مساحته فى الارتجال، ولكن فى وقت معين، ومشاهد معينة، ويكون هناك اتفاق مسبق قبلها. وأضاف «فيصل» أن سمير غانم يتمتع بذكاء كبير على خشبة المسرح ويفهم فكر الجمهور الجالس أمامه وإذا قال إيفيه ولاحظ عدم إضحاك الجمهور فلا يقوله مرة أخرى، ويقوم باستبداله بآخر، وبخصوص القضية التى رفعها «فيصل» على سمير وجورج فى مسرحية «أهلاً يا دكتور»، فقال «فيصل» إن ذلك خلاف قديم، وكان بسبب الخروج عن النص بسبب خروج عن الآداب ووقفت المسرحية وعادت بعد التزامهم بالنص. وأضاف «فيصل» أنه رغم التاريخ الكبير الذى قدمه سمير غانم، ولكنه لم يأخذ حقه فى التكريمات فى السينما والتليفزيون، وأنه كان يستحق الكثير من التكريمات لتاريخه الكبير.

«شيرين»: رائد مدرسة الارتجال

وقالت الفنانة شيرين عن سمير غانم لـ«الوطن» إنه من أصعب الفنانين الذين عملت معهم، لأنها لا بد أن تركز بشكل كبير، وهى واقفة أمامه، خاصة على خشبة المسرح، لأن عدم التركيز معه سيؤدى إلى ارتباكها، مشيرة إلى أنه من الفنانين الذين يخلصون لعملهم بشكل كبير، ودائماً يعمل على جوانب الشخصية، ويهتم بها ويحب أن يقتنى الكثير من الأشياء الغريبة من أجل استخدامها فى أعماله، سواء فى المسرح أو الدراما، فهو رائد مدرسة الإرتجال.

«ثروت»: صاحب مدرسة فريدة.. ولا أشعر بالملل من مشاهدة أعماله

ومن الأجيال الجديدة التى عملت مع سمير غانم الفنان محمد ثروت، وقال ثروت إن سمير غانم الأب الروحى له، وإنه علامة من علامات الفن المصرى، وفعل كل شىء فى الفن، فمن يقدر أن ينسى فوازيره وأفلامه ومسلسلاته مثل ميزو. وأضاف أنه رائد مدرسة من مدارس الكوميديا، وهى مدرسة كوميديا الفرص، ولديه قدرة كبيرة على التنوع والاختلاف، كما أننا نحب أن نتعلم منه ونشاهده رغم مرور عدد كبير من السنوات، ونضحك بدرجة كبيرة رغم مرور 50 وأربعين عاماً على مسرحياته.


مواضيع متعلقة