ليتنى كنت هنديا .. رحلة أم وطفلها في عالم المعرفة
![ليتنى كنت هنديا
.. رحلة أم وطفلها في عالم المعرفة](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/264254_Large_20140831033438_71.jpg)
وجدت صغيري، الذي يبلغ من العمر عشر سنوات يأتينى باكيا، وهو يرتدى ملابس غريبة، وقد رسم وشما باللون الأسود على جبينه يتوسطه نقطة حمراء داكنة، يريد أن يصبح هنديا، يرقص ويلعب ويتحرك شمالا ويمينا، ويقفز ويتسلق الأشجار، ولا مانع من الضحك قليلا والبكاء أيضا، فهو يرى أن الهندى يتصرف بحريته، ويفعل كل ما يحلو له. لا أعرف ماذا أفعل حتى أثنيه عن رغبته وحلمه الكبير في أن يصبح هنديا.
بدأت بإقناعه بأننا لسنا هنودا بل مصريين، ولدنا على أرض مصر وتربينا تحت سمائها، لكنه أخذ يبكى بشدة، لأنه يريد أن يعيش في الهند ويشاهد عجائبها وغرائبها، و قام باحضار لوحات ومجلات تعبر عن السياحة في الهند، لذلك قلت له: إذا كنت تريد أن تعيش بالهند عليك بتعلم لغتها، فمن يريد أن يعيش في مكان، عليه أن يتعلم لغة أهله حتى يستطيع الحياة وسطهم.
أحضرت كتابا لتعيلم اللغة الهندية وبدأنا تعلم الحروف بصعوبة شديدة، وفي نهاية الأسبوع استطاع تعلم حرفين فقط، وكان سعيدا بتعلمه، وفجأة وجدته يخبرنى أنه يريد أن يتقن الإنجليزية حيث اكتشف أن الهنود يتعلمون الإنجليزية باتقان، حتى يستطيعون التعامل مع كل شعوب العالم.
وبالفعل بدأنا أنا وهو كورسات مكثفة في اللغة الإنجليزية، وشعرت بمتعة وأنا وصغيرى نتعلم معا، نقرأ ونتبادل المعرفة وسمحت له أن يعلمنى بطريقته، أكرر حفظ الكلمات الصعبة بكتابتها عدة مرات وقراءتها بصوت مسموع حتى أتقنتها وتخطينا المستوى الأول بنجاح باهر.
كان زوجى يراقبنا دون أن يتدخل ويشجعنا على القراءة وقام بإهدائنا بعض الكتب البسيطة وطلب مني ترجمتها، على أن يساعدنى المترجم الصغير: ابني.