سمير غانم إمبراطور الضحك وملك الارتجال على خشبة المسرح

سمير غانم إمبراطور الضحك وملك الارتجال على خشبة المسرح
- سمير غانم
- وفاة سمير غانم
- مسرح سمير غانم
- الفنان سمير غانم
- سمير غانم
- وفاة سمير غانم
- مسرح سمير غانم
- الفنان سمير غانم
سمير غانم ليس فقط ملكًا متوجًا على عرش المسرح، لكنه أحد أباطرة فن الارتجال، الذي لا يخلو من الإبداع، الارتجال بالنسبة له لا يقوم فقط على الإفيه الضاحك، لكن قد يكون بإيماءات ونظرات تنزع الابتسامة رغمًا عنك، أو بملابس غريبة وإكسسوارات ونظارات لا يجرؤ عليها أحد سوى «سمورة».
من ينسى تجسيد سمير غانم الذي توفى اليوم بعد صراع مع المرض، لشخصية امرأة ذات شنب ضخم في مسرحية «أخويا هايص وأنا لايص»، وفي مسرحية «المتزوجون» مسعودي الشاب الذي اشترى بدلة جديدة «جيت أظبط البنطلون.. الجاكتة ضربت»، وفي مسرحية «الأستاذ مزيكا» وتجسيده شخصية عبدالسميع ماسح الأحذية العاشق للمزيكا والذي يحمل صندوقًا غريبًا يخطف ضحكات الجمهور بمجرد حمله أو وضعه جانبًا وتزويده بصوت أشبه بـ«كلاكس» السيارات.
مسرحيات سمير غانم 50 عامًا من الضحك والكوميديا
يرى سمير غانم دائمًا، أنه فنان «مسرحجي» حياته ومشواره كله قائم على المسرح الذي وقف على خشبته مدة تزيد على نصف قرن، ورؤيته لضحكات الجمهور، وتفاعلهم معه يشعره بأنه ملك الدنيا وما فيها، باعتباره أحد عشاق كوميديا الموقف والارتجال وتطوير الإفيهات.
الناقد المسرحي أحمد خميس قال لـ«الوطن»: إن أهم ما يميز تاريخ الممثل الكوميدى الكبير سمير غانم، هو استجابته الذكية للفارق الكبير بين عمل يتكئ على الكوميديا الجماعية، وأخر يعتمد بداهة على البطل الفرد.
وتابع: في النوع الأول نراه يستجيب بوعي لأهمية النوع الدرامي الذي يمتاز بتعدد البطولة والمسئولية فنراه يتعاون مع زملاءه لتمرير الطابع الكوميدي الذي يقوم على دراما كوميدية بسيطة مؤثرة وتعد مرحلة تعاونه مع الثنائي الضيف أحمد وجورج سيدهم دليلًا على المرحلة الأولى وإن ظهرت أهميتها أكثر مع عروض مثل موسيقى في الحي الغربي والمتزوجون والواد مزيكا.
ناقد فني عن مسرح سمير غانم: ملئ بالذكاء والتفاعل مع مختلف الأجيال
واستكمل كلامه قائلًا: بينما المسرحيات الجديدة معظمها يقوم على البطل الفرد ومنها أخويا هايص وأنا لايص، دو ري مي فاصوليا وأنا ومراتي ومونيكا، وفارس بنى خيبان أو حتى أخر مسرحياته الزهر لما يلعب، فرغم وجود ممثلين مؤثرين في تلك الأعمال إلا أنها تتمحور بداهة حول شخصية البطل وما يقابله من مواقف وأحداث، فضلًأ عن اقتناعه بأهمية ودور الأغنية الكوميدية للترويج للعمل خاصة في تلك المسرحيات التي تؤسس لوجوده باعتباره نجم العمل.
وأضاف الناقد المسرحي قائلًأ: البداية مع ثلاثي أضواء المسرح والتي تعد تجربة مهمة باتجاه العمل الجماعي حيث جمعت بين ثلاثي يفضل الطابع الكوميدي والاسكتش الخفيف والذى يمكن أن يعتمد على موضوعات متداولة ولكن يتم تطويعها كي تناسب طريقتهم في تقديم الأعمال المسرحية بروح فانتازيا وكانت مسرحية طبيخ الملايكة علامة على هذه المرحلة التي كان يقودها العقل المفكر لفريق العمل الضيف أحمد والذى كان يشارك في الكتابة والإخراج في بعض الأحيان إلى جانب وجوده المتميز كممثل قائد لفلسفة الحكاية المقدمة.
وتابع: في المراحل التالية من مشواره الفني تنبه سمير غانم بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970 إلى أهمية الاعتماد على الموضوع الاجتماعي ذا الطابع الكوميدي والذي يمكن أن يجذب كل أفراد الأسرة وكان إن قدم مع زميله جورج سيدهم مجموعة عروض بارزة من ضمنها أهلا يا دكتور، والمتزوجون وهو العرض المسرحي الكوميدي الذي لقى قبول الجمهور مع مختلف الأجيال.
واستطرد قائلًا: في المراحل التالية لم يسع سمير غانم لفرض سيطرته كنجم كوميدي ولم يحاول اللجوء إلى من يكتب له خصيصًا وكان يعتمد في عروضه الجديدة على نفس قفشاته وطريقته القديمة في إثارة المتلقي وعادة ما كان يصيغ المشاهد الكوميدية الخاصة به معتمدًا على المفارقة الصارخة والغناء المسجل وفي إحدى مسرحياته الأخيرة أنا ومراتي ومونيكا تعاون مع شعبان عبدالرحيم ليكسب أرضا جديدة وجمهور لم يعتاده في مسرحه خصوصًا وأن معظم جمهور سمير غانم عربي خليجي جاء له خصيصًا من كل بقاع الأرض لضمان الضحك والتسلية والمتعة.