قصر «اندراوس باشا».. شاهد على أشهر جريمة قتل فى الأقصر

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

قصر «اندراوس باشا».. شاهد على أشهر جريمة قتل فى الأقصر

قصر «اندراوس باشا».. شاهد على أشهر جريمة قتل فى الأقصر

على نهر النيل الخالد وداخل حرم معبد الأقصر أو معبد آمون كما كان يطلق عليه الفراعنة، يقبع قصر «أندراوس باشا»، كواحد من أهم وأشهر القصور ليس فى الأقصر فحسب بل فى مصر كلها.

القصر الذى بناه «أندراوس باشا»، فى القرن الثامن عشر، اشتهر بعد بزوغ اسم توفيق باشا أندراوس نائب مجلس الأمة وذلك بعد أن استقبل فيه زعيم الأمة «سعد زغلول»، كما شهد القصر أشهر حادث قتل غامض حتى الآن، وهو مقتل «لوجي وصوفي توفيق اندراوس»، عذراوتي العائلة تاركين خلفهن مئات الفدادين من الأراضي الزراعية، والسبائك الذهبية.

يضم القصر عدد كبير من الكنوز والقطع الأثرية النادرة، فضلا عن أنه يتكون من طابقين بكل طابق العديد من الغرف المبنية على الطراز الإيطالي.

 وبحسب الباحث والمؤرخ عبدالمنعم عبدالعظيم، كان القصر شاهدا على تفاصيل حكاية توفيق باشا مع الزعيم سعد زغلول ففي عام 1921 تحدى توفيق باشا مدير الأمن العام حينئذ، بدر الدين بك عندما صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول ومنعت الباخرة التي يستقلها من أن ترسو على أي شاطيء من شواطيء المدن بحجة المحافظة علي الأمن العام.

وأشار إلى أن الأهالي في جرجا وأسيوط حاولوا استقبال السفينة وفشلوا، إلا أن توفيق باشا لجأ لحيلة شجاعة، على الرغم من قوة بدر الدين بك ومعارضته وتهديداته ورست الباخرة «نوبيا»، أمام قصر توفيق باشا واحتشد الجماهير بالأقصر لتشهد طلة الزعيم المحبوب وخلد اسم الأقصر باعتبارها المدينة الوحيدة التي استطاعت استقبال سعد زغلول.

ويضيف عبدالعظيم، أن القصر شهد تخليد اسم «توفيق»، في سجل الوطنية الجريئة وفي صحف الوطنيين الأبرار عندما وقع اختياره نائبا عن دائرة الأقصر في انتخابات مجلس الأمة وفاز بأغلبية ساحقة وأعيد انتخابه مرات وفاز لمحبة أهل الأقصر له وتقديرهم لشهامته وشجاعته.

كما شهد القصر أيضا وفاة توفيق باشا، عام 1935 وكان حينئذ جنديا مدافعا عن حقوق مصر وأبناء الأقصر فبكاه الأقصريون، الشعراء والعامة والخاصة والزعماء محمود بك محسب، والشاعر محمد موسى الأقصر، ومحمد عبدالباسط الحجاجي، والمجاهد الكبير مكرم عبيد، والشيخ عبد الفتاح البانوبي القاضي الشرعي وفي ذكرى الأربعين حضر الزعيم مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية أنذاك حفل التأبين بالقصر وألقى خطبة عصماء في تأبينه.

 ويؤكد «عبدالعظيم»، أن القصر كان شاهدا أيضا على مجيء الإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي الأول في «1930- 1974»، وطلبه مصاهرة العائلة عبر التقدم لخطبة إحدى بنات توفيق باشا لكن تم رفضه منهن جميعا كما رفضوا الزواج بغيره في وقت كُن فيه بنات الحسب والنسب فالكل كان يتمناهن لجمالهن وحسن تربيتهن وأخلاقهن وذكرى والدهن وعاش الثلاث شقيقات معا في قصرهم البديع ولم يفرقهن إلا الموت.

 ويحكى «عبدالعظيم»، تفاصيل يوم 7 يناير عام 2013 حيث استيقظت الأقصر على أبشع جريمة قتل حينما عثر رجال الأمن على جثتي «لودي وصوفي»، بجوار سلم داخلي بالقصر، بعد قتلهما بضربات على الرأس وهما في العقد الثامن من عمرهما ولم يتم سرقة شيء من القصر وإلى اليوم لم يتم الوصول للجناة ولا الهدف من الجريمة، ليبقي سر مقتل عذراوتي القصر غامضا.


مواضيع متعلقة