للمرة الأولى في مصر.. تعليم المكفوفين الغطس في الإسكندرية

02:32 م | الأربعاء 19 مايو 2021

في بادرة جديدة من نوعها، بدأ الكابتن «أحمد على الكوري»، مدرب الغوص بالإسكندرية وعضو مجموعة الغواصين المحترفين، أولى تجاربه لتعليم المكفوفين الغطس في المياه، أسوة بما تقوم به الدول الأوروبية.

التجربة التي شهدتها مدينة الإسكندرية، احتاجت إلى أشهر من التحضير من قبل الغواص المحترف لإدراك كافة الجوانب النفسية والحركية للمكفوفين وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى البحث عن متطوع يقوم بالتجربة معه، وهو ما وجده لدى بطل الجمهورية في السباحة من فئة المكفوفين.

إبراهيم حافظ، سباح مصري من المكفوفين، 21 عاما، كان يرغب في تعلم الغوص منذ فترة طويلة، إلا أنه وجد رفضا لمطلبه خلال تواجده في شرم الشيخ والغردقة سابقاً، ومؤخرا تعرف على الغواص المحترف، فوجد كلا منهما مبتغاه في الآخر.

يقول «الكوري»، مدرب الغوص، إنه تواصل مع السباح إبراهيم حافظ، وهو يعد من الفئة الأولى للمكفوفين الذين يستطيعون تمييز الضوء، ومن ثم تم تنظيم جلسات شرح نظري إلى جانب تنفيذ تدريبات في حمام سباحة ووشاطئ الإسكندرية، وأظهر الطالب مهارات تحت الماء بشكل ممتاز.

تدريب الغوص للمكفوفين عن طريق حاسة اللمس

وأضاف الكوري لـ«الوطن»، أنه راعى أن يكون التدريب على المعدات عن طريق حاسة اللمس وبناء صورة في خيال الطالب، حيث شعر الطالب بالأمان والسيطرة أثناء التدريب العملي.

وأكد أنها أول حالة إعاقة بصرية في مصر تقوم بتعلم الغوص، لافتاً إلى أن التدريب استغرق أسبوعا واحدا نتيجة سرعة الإستجابة، حيث تم تقسيم التدريب إلى 3 محاضرات نظري ومثلها عملي، بمجموع 12 ساعة تدريب.

فوائد الغوص للمكفوفين

وأشار إلى أن هدفه من ذلك المشروع الجديد هو إدخال سعادة على قلب إنسان: «فكرت إيه الحاجه اللي أقدر أعملها تفرح حد من مجال شغلي ولأني مارست الغوص مع كذا حالة من الحالات الخاصة سواء صم وبكم أو إعاقات سمعية وحركية فبتكون التدريبات معتمدة على حاسة اللمس».

وأوضح أنه تعامل بذات المنطق مع «إبراهيم»، لافتاً إلى أن المهم أن يثق الكفيف في مدربه، وهو ما وجده في الطالب، مشيراً إلى أن الغوص للمكفوفين بمثابة تجربة فريدة حيث يشعر باختلاف البيئه المحيطة به وطريقة التنفس.

أول غواص مصري من المكفوفين يحلم بالعالمية

من جهته أعرب إبراهيم حافظ، عن سعادته كونه أصبح أول غواص مصري من فئة المكفوفين، لافتاً إلى أنه شعر بفارق كبير ما بين الغوص والسباحة، حيث أن الغوص أعطاه انسيابية أكبر وكأنه حرا طليقا في الفضاء وليس مجرد غواص في المياه.

وأضاف أنه يعتبر تلك التجربة هي البداية لحلم كبير يأمل من خلاله المشاركة في مسابقات الغوص، والارتقاء بمستواه أكثر من ذلك، مؤكداً أمله أن تكون تجربته نواة لمشروع كبير يهدف لتعليم الغوص لفئة المكفوفين.