علي جمعة: المسجد الأقصى إسلامي النشأة وقبلة المسلمين الأولى

كتب: أحمد البهنساوى

علي جمعة: المسجد الأقصى إسلامي النشأة وقبلة المسلمين الأولى

علي جمعة: المسجد الأقصى إسلامي النشأة وقبلة المسلمين الأولى

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن أصل رسالة كل نبي هو الإسلام، وبالتالي فاللازم لذلك أن المسجد الأقصى إسلامي النشأة؛ والأنبياء أبناء علات، دينهم واحد وقد تختلف شرائعهم، ولا يكتمل إيمان أحد إلا إذا آمن بجميع رسل الله وكتبه، قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ» [البقرة:285].

القبلة الأولى للمسلمين

وأوضح جمعة في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه عزز إسلامية القدس أنها كانت القبلة الأولى للمسلمين؛ فقد استمر الرسول ﷺ وصحبه نحو ستة عشر شهرا يتجهون إلى بيت القدس في صلاتهم؛ حتي جاء الأمر بتحويلها إلى بيت الحرام بقوله تعالى: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» [البقرة:144]، ونقل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة لم يغير مكانة القدس بين المقدسات الإسلامية، إذ ظلت كما هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، بدليل قوله ﷺ: «صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا بألف صلاة، وفي بيت القدس بخمسمائة صلاة»، «مجمع الزوائد 4/7».

أرسل الله الرسل بدين واحد

وواصل قائلا: لا شك في أن القدس إسلامية الأصل؛ فقد أرسل الله عز وجل جميع الأنبياء بدين واحد وهو الإسلام، قال تعالى: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ» [آل عمران:19]؛ فالإسلام هو الدين الأول؛ فإنه لما أرسل الله عز وجل نوحا عليه السلام أرسله بالإسلام دينا خالصا، قال سبحانه على لسان نوح: «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [يونس:72].

وقال أيضا: «وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» [البقرة:132]، وعن لوط عليه السلام قال: «فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [الذاريات:36].

واكد المفتي السابق أن المسجد الأقصى هو أقدم المساجد التي عُمرت لعبادة الله وحده بعد المسجد الحرام؛ وكثر تردد الأنبياء جميعا عليه وصلاتهم فيه؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك، «الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل 1/239».


مواضيع متعلقة