مصر (الجديدة) والقضية الفلسطينية
- الأجهزة الأمنية
- الأسلحة نارية
- الإدارة العامة
- اللواء إبراهيم
- اللواء محمد عبد التواب
- المباحث الجنائية
- بدون ترخيص
- الأجهزة الأمنية
- الأسلحة نارية
- الإدارة العامة
- اللواء إبراهيم
- اللواء محمد عبد التواب
- المباحث الجنائية
- بدون ترخيص
ما لا شك فيه أن الدولة المصرية تاريخياً ومنذ بداية العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية عام ١٩٤٨، تعتبر القضية الفلسطينية على رأس أجندتها وتقدم لها كافة أوجه الدعم والمساندة من منطلق مسئوليتها القومية للدفاع عن الأراضى العربية الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية، ورغم ما عانت منه مصر لفترات طويلة من تصرفات غير مسئولة من بعض قادة حماس، فإن ذلك لم يغير من موقف الدولة المصرية من القضية الفلسطينية التى لم تساوم أو تتراجع عنها ولو يوماً واحداً.
الحقيقة أن الجميع كان ينتظر ويتوجس لرد فعل مصر وقيادتها جراء العدوان الإسرائيلى والاعتداءات التى بدأت فى الثامن من مايو الحالى على الفلسطينيين واندلاع الاشتباكات فى منطقة الحرم الشريف وحى الشيخ جراح فى القدس، حيث تنفذ إسرائيل إجراءات لطرد عائلات فلسطينية من منازلهم بعد هدمها واستشهاد شباب وأطفال فلسطينيين.
سؤال طرحه الجميع دولاً ومواطنين ماذا ستفعل مصر هل ستنتظر، أم ستفعل كما فعل غيرها بأن تشجب وتندد بهذه الاعتداءات؟ إلا أن مصر (الجديدة) بإرادتها ورئيسها السيسى تحركت تحركاً أستطيع أن أصفه بالمنهج الجديد والقوى غير الناعمة التى تستطيع أن تترجم تحركها لفعل يتجاوز كل ما مللناه من شجب وتنديد لا يسمن ولا يغنى من جوع ولا يساوى حتى ثمن الورقات التى تكتب عليه هذه البيانات..
فمصر منذ الساعات الأولى لهذه الاعتداءات البربرية للعدو الصهيونى، قامت بالعديد من التحركات الثنائية مع الجانب الإسرائيلى والفلسطينى وكذلك على المستويين الإقليمى والدولى، بهدف تهدئة الأزمة المتصاعدة، وجاءت تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى قوية بقوة مصر ورئيسها، التى أكد فيها أن الإخوة الفلسطينيين يخوضون معركة وجود دفاعاً عن مقدساتهم وبيوتهم فى وجه هجمات إسرائيلية جديدة تستهدف حقوقهم فى الأرض التى ولدوا عليها، كما أشار إلى أن المحاولات المستمرة لتغيير هوية القدس وحرمان أهلها العرب من حقوقهم لم تكن لتمر مرور الكرام، ولم يكن مُستغرباً ما رأيناه من أهل القدس الذين يخوضون معركة دفاع عن الهوية والوجود يتردد صداها فى كل جنبات العالم الحر، ووصف ما يقوم به الفلسطينيون بأنه مدعاة للفخر والاعتزاز من كل عربى، وأوضح أن الاهتمام العربى شعبياً ورسمياً بما يحدث فى القدس، أكبر رسالة تؤكد أن فلسطين كانت وستظل هى قضية العرب المركزية، كما أكد رفض مصر التام واستنكارها لتلك الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، وأنها تعتبرها انتهاكاً للقانون الدولى، وتابع أن مصر لم تكن لتقف صامتة إزاء كل هذه الانتهاكات..
لم تكتف مصر بهذه التصريحات التى صدرت على لسان وزير خارجيتها لتعبر عن موقفها الرسمى، بل دعت كل الدول العربية إلى مواصلة الاصطفاف والتكاتف لمواجهة أى نوايا أو مخططات لتغيير الوضع القائم فى مدينة القدس، كما حذرت مصر من الأزمة مستقبلاً مؤكدة أن القضية لم تحل من الأساس ولن تختفى بمجرد تجاهلها، وسوف تتكرر.
هذا إلى جانب عدد من الإجراءات السريعة لدعم إخوتنا الفلسطينيين وتمثل بعضها فى التالى:
صدرت تعليمات من القيادة السياسية بنقل الإصابات الحرجة من غزة للعلاج بالقاهرة.
وزارة الصحة كلفت أطباء بالعمل فى مستشفيات سيناء لاستقبال مصابى غزة.
أعلنت مصر فتح معبر رفح لاستقبال المصابين من قطاع غزة وسائر الفلسطينيين.
الهلال الأحمر المصرى أرسل مواد إغاثية وطبية لشمال سيناء لاستقبال مصابى غزة.
سمحت مصر فى خطبة الجمعة الرسمية بالحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية والمطالبة بتوحيد الصف العربى لمواجهتها.
الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر أطلق حملة بكل لغات العالم لدعم القضية الفلسطينية.
رد الفعل المصرى هذه المرة جاء مختلفاً ومعبراً عن دولة مصر الجديدة القوية القادرة على الحسم والردع فى كل القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لدرجة أنه لأول مرة يأتى الرد والتحرك الرسمى الدولة على قدر تطلعات الشعب المصرى الذى بدا متفاخراً برد فعل مصر ورئيسها القائد الوطنى عبدالفتاح السيسى الذى تثبت الأيام فى دورتها أنه حارس أمين على مقدرات دولة بحجم مصر.