«أوجعت القلوب».. قصة طفلة تحدت الأمواج لإنقاذ شقيقها من الغرق فماتا معا

«أوجعت القلوب».. قصة طفلة تحدت الأمواج لإنقاذ شقيقها من الغرق فماتا معا
«إيمان محمد عبدالعزيز» طفلة لم يتجاوز عمرها الـ 14 عاما ابنة عزبة عبدالقادر محمود بمحافظة الشرقية، لكنها ضربت مثالا للتضحية وقوة رابط الإخوة، فمجرد أن شعرت بتعرض شقيقها الأصغر للخطر بعدما انزلقت قدماه وسقط في الترعة المارة أمام قريتهم، هرعت لإنقاذه رغم أنها لا تجيد السباحة، وشاء القدر أن تجمع بينهما نظرات الوداع الأبدي، ويرحلا سويا تاركين آلام الفراق لأسرتهم.
غرق الطفل
بدأت الواقعة بخروج الطفل أدهم 6 سنوات، يلعب ويلهو في أول أيام عيد الفطر فارحا بهذه المناسبة السعيدة، وتوجه إلى شجرة توت امتدت جذورها على شاطئ الترعة بناحية العزبة التابعة لقرية شلشلمون بمركز منيا القمح، منذ سنوات طويلة، واعتاد الأطفال على التردد عليها ليتناولون التوت بين الحين والآخر، ويلهون أسفل ظلالها إلا أن الطفل انزلقت قدماه وسقط في الترعة، وما أن رأته شقيقته تعالى صوتها بالصراخ، مرددة «يا حبيبي يا أخويا.. ألحقوا أدهم».
محاولة الطفلة إنقاذ شقيقها من الغرق
ابنة الـ 14 عاما خلال ثوان معدودة، تناست أنها طفلة لا تجيد السباحة وقادتها عاطفة المحبة والإخوة للهرولة باتجاه شقيقها، لمحاولة إنقاذه وتلقي بنفسها خلفه ساعية لإنقاذه، إلا أن أمنيتها تحطمت على صخرة الأمواج التي ابتلعتهما داخلها، فيما تجمع الأهالي وحاول بعضهم السباحة، للبحث عنهما دون جدوى فيما وصلت قوات الإنقاذ النهري التي انتشرت على مسافات طويلة للبحث عنهما وتمكنت من انتشالهما.
الأم تتلقى فاجعة غرق طفليها
الواقعة كانت أشد ألما وتأثيرا على أسرة الطفلة وشقيقها، خاصة والدتهما التي سارعت بالتوجه إلى الشاطئ، وتسابق دقات قلبها أقدامها المتعثرة التي لا تكاد تحملها من هول الفاجعة بمجرد أن أخبرها أحد الأهالي بالحادث، قائلا: «إيمان وأدهم غرقوا».
استخراج جثمان الطفل والبحث عن الطفلة
الأم المكلومة التي قضت آخر يوم في شهر رمضان تجهز الملابس الجديدة لطفلها وطفلتها وسط حالة من الفرحة، يتبادلان الضحك والتهنئة بعيد الفطر والأمنيات بالعمر، وجدت نفسها تتجرع مأساة فقدناهما معا، لتنهار باكية على الشاطئ تنادي عليهما وسط حلم بعيد يراودها بأنهما مازلا على قيد الحياة، ولكن سرعان ما أدركت أنهما رحلا للأبد وبقلب مؤمن وصبر شديد احتسبتهما عند الله في جنات الخلد، وظلت أبصارها تتعلق بمياه الترعة تترجى الأمواج أن تقذفهما إليها، وما أن تمكنت قوات الإنقاذ النهري من استخراج جثمان الطفل، تقدمت المشيعين لدفنه بمقابر الأسرة وعادت إلى الشاطئ تنتظر جثمان ابنتها التي تمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال جثمانها في وقت لاحق.
وقال وائل عامر محامي وقريب الطفلين: إن الحادث كان بمثابة الفاجعة التي ألمت بجميع أهالي القرية، مشيرًا إلى أن الطفلة حاولت إنقاذ شقيقها إلا إنهما توفيا معا، لافتا إلى أنهم ينتميان إلى أسرة بسيطة ولديهما شقيقان غيرهما أحدهما عمره 9 سنوات والآخر 17 عاما، واختتم حديثه قائلا: «نحن نؤمن بالله وبقدره.. وإنا لله وإنا إليه راجعون».
بلاغ بغرق الطفل وشقيقته
كان اللواء إبراهيم عبدالغفار مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا يفيد تلقي مركز شرطة منيا القمح بلاغا بـ غرق «أدهم محمد عبدالعزيز 5 سنوات، وشقيقته إيمان 14 عاما»، في ترعة أبو الأخضر المارة أمام قرية كفر شلشلمون التابعة لمركز منيا القمح.
فرق الإنقاذ تواصل البحث عن الطفلة
على الفور انتقلت قوة من الإنقاذ النهري بإشراف اللواء محمد عدلي مدير الحماية المدنية بالشرقية، لمباشرة الواقعة وتمكنت القوات من استخراج جثمان الطفل، وفي وقت لاحق تمكنت من انتشال جثمان الطفلة.
وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت نيابة منيا القمح التي تولت التحقيقات بإشراف المحامي العام الأول لنيابات جنوب الشرقية.