صلاح جودة: «كل مولود يكلف الموازنة 8 ملايين جنيه حتى تخرجه فى الجامعة»

كتب: شيماء جلهوم

صلاح جودة: «كل مولود يكلف الموازنة 8 ملايين جنيه حتى تخرجه فى الجامعة»

صلاح جودة: «كل مولود يكلف الموازنة 8 ملايين جنيه حتى تخرجه فى الجامعة»

30 عاماً قضاها المصريون تحت رزح حديث واحد لا يتغير بتغير المناسبات الرئاسية «الزيادة السكانية»، العبء الذى حمّله مبارك للمصريين على مدار ثلاثة عقود، كان فيها لا يقدم حلاً جذرياً لهذه المشكلة التى تركها تتفاقم حتى تكون سبباً وتبريراً لفشله، هذا ما لخصه د.صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، للزيادة السكانية المطردة خلال الأعوام القليلة الماضية، تحليل خاص للرقم الذى أعلنته الساعة السكانية مساء الثلاثاء والذى تطور فى أسبوع واحد من 87 مليوناً إلى 87039836 نسمة. «39836» مقدار الزيادة السكانية فى أسبوع واحد، لم يزد خلال الفترة نفسها أى من موارد الدولة، فلا مستشفى تم افتتاحه، ولا مدرسة أضيفت للعملية التعليمية، ولا مصنع حسَّن أوضاعه واستقبل عماله، يؤكد «جودة» أنها أمور قد تدور فى ذهن المواطن المصرى، لكن الزيادة السكانية لا تُحسب بهذه الطريقة، بل بطريقة التكلفة الكلية، وتحمل الاقتصاد لهذه التكلفة وقدرته على مواكبة هذه الزيادة، فالمولود الواحد يحمل الدولة عبء 8 ملايين جنيه ميزانية «تعليم وصحة ومأكل»، وهى تكلفته المدعمة وغير المدعمة حتى إنهاء مراحله التعليمية ليبدأ بعدها مرحلة البحث عن وظيفة وسكن خاص، ويبدأ فى إنجاب مزيد من الأطفال هو الآخر، الخبير الاقتصادى يؤكد أن معدل الزيادة السنوية فى مصر والبالغ مليونى طفل يحتاج على الأقل 20 ملياراً سنوياً زيادة فى موازنة الدولة. المقارنة بين معدلات النمو الاقتصادى فى مصر ومثيلاتها السكانية يراها «جودة» أنها تميل بشكل كبير لصالح معدل النمو السكانى «مصر فيها معدل نمو اقتصادى بلغ 2.1%، بينما معدل النمو السكانى 2.2% «وهذا الفارق يؤكد أن هناك أزمة قريباً ما ستخنق الجميع». حل الأزمة المتفاقمة يراه «جودة» متمثلاً فى التجربة الهندية والصينية التى استغلت الكثافة السكانية وخلقت بها قوة فاعلة فى التنمية البشرية، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن الساعة السكانية غير دقيقة على الإطلاق فهى تحسب المصريين بالداخل فقط ولا تعتد لمصريى الخارج الذين يبلغ عددهم 9 ملايين نسمة «يعنى بحسب تعداد 2012 مصر زادت فى سنتين بمعدل 5 ملايين نسمة.. أى بلد فى العالم قادر على استيعاب هذه الزيادة؟!». التحذير الدائم من خطر الزيادة السكانية لم يعد مجدياً فى الأيام المقبلة بحسب «جودة»، الذى أكد أن هذه النغمة لم تعد صالحة للاستعمال، ولن يقتنع بها الشعب الذى أصبح عالماً بما يدور حوله فى دول العالم، ويحمل حكومته عبء توفير العمل كى يعمل هو وينجز.. «أطفال الشوارع» تلك القنبلة الموقوتة يعتبرها الخبير الاقتصادى من أهم أذرع تنمية الاقتصاد فى مصر: «دى ناس مش محتاجة غير سكن وتأهيل وفرصة حياة كريمة وهتلاقيها بتشتغل بجد فى أى مجال، خصوصاً الحرف والصناعات، وهذا من الممكن أن يتم من خلال القوات المسلحة، وهى الفكرة التى تم إعلانها من فترة وتوقفت بلا أسباب، على الرغم من أنها قدمت حلاً جذرياً لهذه المشكلة». بالإضافة لأطفال الشوارع يرى «جودة» وجوب الاستعانة بغير المتعلمين «الأميين» بعد التدريب الجاد والجيد فى جميع الحرف، وبذلك تتم الاستفادة من هذه العمالة، كما يمكن تصدير العمالة الجيدة منهم إلى الدول الأوروبية، خاصة أن مصر قامت بالتوقيع على اتفاقيات مع دول الاتحاد الأوروبى، خاصة إيطاليا، منذ عام 2008 على توفير 7500 فرصة عمل مؤهلة سنوياً لأبناء مصر للعمل بإيطاليا والاتحاد الأوروبى، ولكن للأسف الشديد وبسبب نقص الخبرات والكوادر والتدريب نجد أن مصر خلال 5 سنوات، أى منذ توقيع الاتفاقية، وحتى الآن، لم تستطع توفير سوى 700 فرصة عمل مؤهلة لأبناء مصر.