خالد منتصر يحلل شخصية «مؤنس» في «لعبة نيوتن»: رُسمت بدقة وتفرد وتميز

خالد منتصر يحلل شخصية «مؤنس» في «لعبة نيوتن»: رُسمت بدقة وتفرد وتميز
حلل الدكتور خالد منتصر، الكاتب والمفكر، شخصية الشيخ مؤنس في مسلسل «لعبة نيوتن»، واصفا إياها بأنها أفضل شخصية مرسومة بدقة وتفرد وتميز في دراما رمضان لهذا العام، وقد أداها بعبقرية وإحساس «موزون بميزان الذهب» فالشخصية، التي أداها الممثل الموهوب محمد فراج، ليست زاعقة ولا صارخة، هو ناعم كجلد الحية الذي يتغير كل فترة، «لزج لزوجة العسل الذي انتهت صلاحيته فصار ثقيلاً مسموما».
وأضاف منتصر، عن الدور أنه «ذكي ذكاء الشر المدمر كزلزال مباغت، هادئ هدوء ما قبل العاصفة والبركان، لحيته مهذبة، يرتدى أفخم البراندات والسينيهات، يتعطر بأغلى العطور، لا يرتدي الجلباب الأفغاني ولا يمسك بالسواك وليست في جبهته زبيبة بارزة، إخوانى سلفي أمريكاني».
وأضاف «منتصر»، خلال تدوينه له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أننا قابلنا هذا النمط كثيرا في حياتنا وتعاملاتنا، وما زالت أمريكا تستقبلهم حتى اليوم، بل وتسهّل لهم دخول «هارفارد» التي لا يستطيع إلا مليارديرات أمريكا الاقتراب من مدرجاتها، ويوفرون لهم المناصب ويفتحون لهم الأبواب، لكن العبقرية فى أن المسلسل حوّل هذا الشخص إلى لحم ودم وليس إلى نمط سابق التجهيز، لخّص البيت الذي شكّله في ربع ساعة خانقة، لخّصه بدقة أشعة مقطعية أغنتنا عن مجلدات تشرح لنا حالة البيت الإخواني أو السلفي بالمصطلحات المعقدة، بداية من الملابس وطريقة دخول البيت وأسماء الأطفال الصحراوية المهجورة.
وتابع: «يكفى أننا وجدنا زوجا لم يصادف وجه أخت زوجته ولا يعرفها إن رآها في الشارع، شاهدنا انسحاق المرأة تحت تأثير تزييف الوعي الممنهج، كل هذا هو الذي أفرز تلك الحالة المؤنساوية التي شوهت هوية مصر وغيّرت الـ«دى إن إيه» الوراثي الذي تناقلته الأجيال عبر السنين، يعرض المساعدة وفي نيته خطف الفريسة، يستعيذ بالله من الخطأ ويرتكب الخطيئة، يتسلم الأمانة من زوج «هنا» ويُخفي خطاب الحب والاعتذار عنها ليكمل خطته، يصرخ: «أنا لا أطيق الانتظار على حقوقى الشرعية ويسمح لها بتأجيل الدخلة التي بدأها بتناول التمر واللبن حتى يطبق الشرع، يترك لها حرية الاختيار حتى ترتدي الساعة في يدها اليمنى وتتحجب بالخمار الأسود! يكذب في المحكمة بل ويقسم ويحنث بالقسم لأنها دولة كافرة حلال فيها التقية والكذب، يخدّر زوجته الأولى بمعسول الكلام الشرعي حتى تصل إلى حالة الانسحاق وقبول المهانة واستعذاب الخيانة، فتطلب من «هنا» أن تسرع بالزواج من زوجها!!».
وأوضح أنه «لا تستطيع أن تقبض عليه باتهام واضح وجسيم، ولكنه كالسرطان يباغتك بدون إنذار بعد أن يسرى فى الدم والخلايا، ما حدث من تفاعل وحيرة تجاه تلك الشخصية يثبت أن صنّاع العمل يفهمون الدراما حق الفهم، ويضبطون الإيقاع كأوركسترا محترف، لا يبدأ فى عزف الكونشيرتو حتى تتوازن وتتناغم كل الآلات، لنا مع هذا المسلسل جولات وجولات، فقد أثبت بالفعل أنه الأفضل لهذا العام، وربما منذ أعوام لم نشاهد مثل هذا الإيقاع المنضبط لمسلسل اجتماعى، لنا مع معانيه العميقة التى تحت هذا السطح وخلف تلك الحكاية التى تتجاوز حيرة امرأة اسمها «هنا» بين زوجين، إنها بلد بين مؤنساوي وحازماوي».