والدة الشهيد ضياء بعد الاختيار 2: زغرطت في المشرحة وبكيت بعد الحلقة

كتب: سمر صالح

والدة الشهيد ضياء بعد الاختيار 2: زغرطت في المشرحة وبكيت بعد الحلقة

والدة الشهيد ضياء بعد الاختيار 2: زغرطت في المشرحة وبكيت بعد الحلقة

 في مساء يوم السادس من يناير 2015، وبينما كانت كعادتها تتابع عناوين الأخبار عبر شاشة التلفزيون، وقع بصر السيدة «نجاة الجافي» على أخبار عاجلة تفيد بحادث تفجير إرهابي أمام قسم شرطة الطالبية التابع لحي الهرم، حيث يؤدي ابنها الشهيد «الرائد ضياء فتوح» مهام عمله، انتفضت من مكانها واستبدلت ملابسها دون أن تدري ماذا تفعل وأخبرت الجميع بذهابها إلى قسم الشرطة السالف ذكره للاطمئنان على ابنها الوحيد، «قولتلهم سيبوني أروح أطمن على ابني كنت متأكدة إنه استشهد»، تقول الأم الملكومة في بداية حديثها لـ«الوطن» عن كواليس تلك الليلة العصيبة.

«قسم الطالبية»، هكذا جاء اسم الحلقة السابعة عشر من مسلسل «الاختيار 2»، والذي ينقل بطولات رجال الشرطة المصرية ويفضح الفكر الإرهابي المتطرف لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث عرضت الحلقة واقعة انفجار قنبلة زرعها عناصر تنظيم «أجناد مصر» الإرهابي، أمام قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم، وانتقلت إليها قوة من إدارة المفرقعات، تضم الشهيد الرائد ضياء فتحي فتوح، وبينما بدأ التعامل مع القنبلة لإبطال مفعولها انفجرت فيه واستشهد على الفور، فيما أصيب عامل بمحطة وقود نتيجة الانفجار، وجسد الفنان حازم القاضي دور الشهيد ضياء في المسلسل.

متابعة أحداث حلقة الاختيار 2.. سيل دعوات بالرحمة على روح الشهيد

لظروف انشغالها لم تتمكن والدة الشهيد ضياء فتوح من متابعة أحداث الحلقة 17 من الاختيار 2 في نفس موعد عرضها، وفوجئت بسيل من الدعوات لابنها الشهيد ولها بالصبر والسلوان ومكالمات هاتفية متتالية من أصدقاء ابنها والمقربين منهم يواسونها في إعادة نشر الحدث، «اتفاجئت بكمية دعوات لابني وبكيت بعد الحلقة من شدة حب الناس ليه وفتحت التلفزيون أتفرج على الإعادة بعدها على طول».

قبل عرض أولى حلقات «الاختيار 2» كانت والدة ضياء، شهيد أحداث قسم الطالبية على علم بظهور ابنها ضمن أحداث المسلسل، «مأمور قسم الطالبية قالي إنهم جم صوروا عند القسم وحادثة ضياء هتطلع في الاختيار بس مكنتش عارفة أنهي حلقة بالظبط» بحسب وصفها.

كثيرا ما اعتادت والدة الشهيد ضياء فتوح رؤيته في منامها وهي تبحث عنه وكأنه مفقود، كثيرا ما كان يراودها حدسها بخسارته في عمر صغير، «كنت عارفة إنه ابن موت لإنه كان زي الملاك وطفل هادي وكتير كنت بحلم إني بدور عليه وكنت بتمنى ربنا يصبرني لو حصله حاجة».

اللقاء الأخير

اللقاء الأخير الذي جمعها ابنها الشهيد كان صباح يوم استشهاده، حين مر عليها مبكرًا ليترك لها قيمة الجمعية، «عدى عليا حطلي فلوس الجمعية قولتله طب استنى أعملك فطار ويومها كنت قاعدة حاسة إن هيحصله حاجة» حتى فوجئت بخبر الحادث عبر التلفزيون.

ذهبت إلى قسم الطالبية للاطمئنان عليه ورأت بعينيها بدلته الميري ممزقة من أثر انفجار القنبلة، «البدلة وهي متفرتكة كانت حاجة صعبة بس وقتها جاتلي قوة معرفش منين وروحت في المشرحة بقيت أكلمه وأقوله انت سامعني طب رد عليا ومتزعلش يا ضياء إنت خدت نصيبك في الدنيا»،  فأدهشت الجميع من حولها بشدة ثباتها وصبرها، «قعدت أزغرط في المشرحة قولتلهم أن بزف ابني للملايكة ولحد ما وصل للقبر مخلتش حد يصوت عليه»، بحسب روايتها لما حدث في يوم استشهاده.

رحل الشهيد ضياء تاركًا طفلة في عمر الخمسة أشهر حينها، حتى شاء القدر ورُزقت إحدى إخوتيه البنات بطفل أسمته «ضياء» على اسم شقيقها الشهيد، وبحسب وصف والدة شهيد قسم الطالبية «ربنا عوضني بضياء تاني وابني في الجنة».

 


مواضيع متعلقة