جوامعنا.. مسجد «جلال السيوطى».. قبلة المريدين وأقدم مساجد أسيوط

09:31 ص | الثلاثاء 27 أبريل 2021

يقع مسجد «سيدى جلال السيوطى»، بمنطقة القيسارية، ميدان المجذوب بحي غرب مدينة مدينة أسيوط، ويحوطه عدد كبير من الأبنية الأثرية، والمسجد عبارة عن قبة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مدون عليها آيات قرآنية، وبداخل القبة مقام الشيخ الجليل.

يحتفل المريدون بمولد سيدى جلال الدين السيوطى، كل عام، وتجتمع الأطياف فى هذه الساحة الإيمانية وتعقد حلقات العلم والذكر، كما تحرص مديرية أوقاف أسيوط، على تنظيم الندوات الدينية والعلمية وحلقات الذكر والقرآن، احتفاءً بذكرى مولد السيوطى.

ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقا وانسجاما، ويرجع بناء المسجد إلي عام 766 هجرية وينتسب للإمام والشيخ الجليل والعارف بالله جلال الدين الأسيوطي.

ولد «عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين الخضيري الأسيوطي»، فى غرة رجب من سنة849هـ، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، وختم القرآن وكان في سن الثامنة وكانت أسرته تشتهر بالعلم والتدين، فأبوه من العلماء ذوي المكانة الرفيعة التي جعلت بعض أبناء الوجهاء يتلقون العلم على يديه ورحل «السيوطي»،الى بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب، ودَّرس فى رحلاته علم الحديث، ثم تفرغ للعبادة والتأليف عندما بلغ سن الأربعين.

عاصر السيوطي 13 سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم.

يذكر المؤرخون أن الإمام الأسيوطي سافر وتجول في بلاد كثيرة من الحجاز للشام لليمن للمغرب الإسلامى مسجلا ومؤرخا لمشاهداته هناك، حتى إنه وصل للهند لتحصيل العلم ودراسة الحديث، قبل أن يتفرغ للعبادة وتأليف الكتب في سن الأربعين.

وألف العارف بالله عددا كبيرا من الكتب بلغت 600 مصنفا في التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب فأثري بها العلم.

وفى عام 2010 قرر اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط تشكيل لجنة لتطوير مسجد سيدي جلال الدين السيوطي، كما قرر دعم المسجد بأجهزة صوتية جديدة من صندوق إعمار المساجد وإنشاء مظلة جديدة وتطوير وصيانة دورات المياه.

وأكد المحافظ ضرورة إنشاء مكتبة بالمسجد تضم جميع مؤلفات العارف بالله جلال الدين السيوطي، كما قرر تشكيل لجنة من نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط ووكيل وزارة الأوقاف وأساتذة جامعتي الأزهر وأسيوط لتجمع تراث وأفكار جلال الدين السيوطي بغرض ضمها للمكتبة.