ما بعد «سلبية العينة».. متعافو كورونا يشكون أعراضاً بالجملة ومضاعفات عديدة

كتب: سمر صالح

ما بعد «سلبية العينة».. متعافو كورونا يشكون أعراضاً بالجملة ومضاعفات عديدة

ما بعد «سلبية العينة».. متعافو كورونا يشكون أعراضاً بالجملة ومضاعفات عديدة

متاهات من الحيرة والخوف الدائمين، دخلها الملايين من ضحايا فيروس كورونا منذ بداية الأزمة فى ديسمبر 2019، استسلم البعض أمام ضراوته، ونجا منه من نجا تاركاً مضاعفات عدة، باتوا يتلمسون الطريق لفهم الكم الهائل من المشكلات الصحية التى دفعتهم لزيارة عيادات الأطباء رغم إعلان التعافى، حتى وجدوا ضالتهم فى سلاح المناعة والتغذية السليمة والالتزام بتوصيات الأطباء، وعادت حياتهم إلى عهدها السابق. «الوطن» رصدت فى مبادرة منها للاطمئنان على عينات عشوائية متفاوتة الأعمار من المتعافين فى الموجة الثانية مع بدايات الموجة الثالثة من الوباء، رحلتهم من الإصابة إلى التعافى بما فيها من محطات صعبة تطرح الكثير من التساؤلات حول توابع الإصابة بالفيروس المستجد، يجيب عنها طبيب متخصص، مؤكداً ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج بعد التعافى.

رحلة «منى عادل» مع كورونا بدأت فى منتصف نوفمبر الماضى، واستمرت نحو 3 أسابيع حتى انتصرت عليه وتعافت منه تماماً بعد معاناة مع أعراضه التى تمثلت فى تكسير فى الجسم وارتفاع شديد فى الحرارة، إلا أنه ترك آثاراً ومضاعفات استمرت معها شهوراً طويلة، كان أكثرها حدة الشعور الدائم بالإرهاق وتساقط خصيلات شعرها بشكل ملحوظ: «كنت باصحى من النوم ألاقى خصل من شعرى واقعة على المخدة لوحدها»، تقول الفتاة البالغة من العمر 33 عاماً فى بداية حديثها لـ«الوطن»، عن المضاعفات التى عانت منها بعد تعافيها من فيروس كورونا واستمرت معها بعد التعافى لفترة بلغت نحو شهرين كاملين. وجدت الفتاة الثلاثينية ضالتها أخيراً فى نصائح أطباء التغذية والمناعة، وباتت مناعتها السبيل الوحيد أمامها للنجاة من مضاعفات كورونا، وبحسب روايتها، التعافى من آثار الفيروس يحتاج التزاماً تاماً بتعليمات طبيب التغذية والمناعة والمتابعة المستمرة بشكل دورى.

«منى» أصيبت بتساقط خصيلات الشعر بكثافة بعد الشفاء من الفيروس.. و«الحل فى التغذية»

ليست «منى عادل» هى الوحيدة التى عانت من تساقط الشعر بعد التعافى من كورونا، الشكوى نفسها أيضاً أكدتها «بسنت عماد»، التى عانت أيضاً من شعور مستمر بالإرهاق والإعياء من أقل مجهود، إلى جانب تساقط ملحوظ ومستمر لشعرها: «كنت بلاقى شعرى واقع على هدومى، أو أصحى من النوم ألاقى خصل من شعرى واقعة، دلوقتى شعرى بقى خفيف عن الأول ودى مش طبيعته» تقول الفتاة العشرينية التى أصيبت بفيروس كورونا فى منتصف ديسمبر الماضى وتعافت منه فى منتصف يناير الماضى، فى بداية حديثها لـ«الوطن».

 «نور» عانت من الإجهاد وتعافت بتناول «الفيتامينات»

نهجان مستمر وضيق فى التنفس على فترات متفاوتة، وضربات القلب السريعة، مضاعفات عانتها الفتاة البالغة من العمر 29 عاماً خلال فترة الإصابة، تصف المعاناة فى حديثها لـ«الوطن» بقولها: «من أقل حركة أو مسافة مشى قصيرة كنت باتعب وبانهج، ماكنتش كده الأول» تتفادى حدة ذلك بتناول الفيتامينات المقوية للمناعة، حسبما أفادها الطبيب المعالج لها: «عشت أيام صعبة كتير، مشوارى للحمام بس كان مرهق بالنسبة ليا»، بصوت لا يزال يبدو عليه آثار النهجان إثر الإصابة بفيروس كورونا، بدأت آلاء على تروى لـ«الوطن» رحلة تعافيها من فيروس كورونا الذى شاء أن يداهم جسدها وهى فى الغربة بعيداً عن أسرتها لظروف عملها بالخارج.

فى نهاية أكتوبر الماضى كانت «آلاء» البالغة من العمر 32 عاماً على موعد مع الضيف الثقيل «كورونا» بعد تأكدها من إيجابية المسحة، أسبوعان كاملان قضتهما بمفردها فى غرفتها التى تقيم بها بأحد شوارع العاصمة الألمانية برلين، تستشير أحد الأطباء المتطوعين بالرد على رسائل تطبيق «واتساب» من مصر: «تكسير شديد فى جسمى وطول اليوم نايمة ودايخة ماكنتش باقوم غير للحمام بس».

تعافت الشابة المغتربة بعد ثبوت سلبية المسحة، وظنت أنها نهاية المعاناة مع «كورونا»، ولكن للفيروس توابع ظلت باقية فى جسدها، «فضلت شهر كامل بعد التعافى بانهج لو مشيت جوا الشقة ومن أقل حركة أحس بضيق فى الصدر»، لم يخرجها من تلك المعاناة إلا اتباع الإرشادات الطبية بضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج وإجراء التحاليل والفحوصات الطبية بعد سلبية المسحة، بحسب وصفها.

 «سلمى»: الهزال والدوخة قلّت كتير عن الأول بتنفيذ تعليمات الأطباء

على غير سابق إنذار أصيبت «سلمى محمود» وكل أفراد أسرتها دفعة واحدة بالفيروس المستجد فى يناير الماضى مع ذروة الموجة الثانية من الوباء، تعافت منه بعد شهر ونصف تقريباً، ولكن آثاره ظلت تلاحقها كلما همت بالخروج لأى مكان، «طول الوقت كان عندى شعور بالتعب من أقل مجهود وبقيت أخاف أخرج من البيت»، تقول الفتاة العشرينية فى بداية حديثها لـ«الوطن». زيارات عدة لأطباء المناعة والصدر أجرتها «سلمى» للتعافى من مضاعفات كورونا انتهت بـ«روشتات» طبية بالعديد من الفيتامينات لتقوية المناعة، مع الالتزام بممارسة الرياضة الخفيفة، وبحسب وصفها «الهزال والدوخة قلّت كتير عن الأول، والالتزام بالكمامة والتباعد مهم رغم التعافى لأن ده مايمنعش الإصابة تانى».

رغم كونه من أفراد الجيش الأبيض لم ينجُ الصيدلى الأربعينى (ع. ف) من الإصابة بفيروس كورونا فى ذروة الموجة الثانية فى نهاية مارس الماضى، داهمته الأعراض الشائعة للفيروس حتى أكدت المسحة إصابته، «بدأت أتابع مع دكتورى أونلاين كل خطوة وقضيت فترة العلاج كلها فى البيت»، يقول فى بداية حديثه لـ«الوطن»، موصياً الجميع بعدم التعجل والذهاب إلى مستشفيات العزل إذا لم تستدعِ الحالة الصحية.

الأيام العشرة الأولى مرت بشكل طبيعى على الرجل الأربعينى حتى قلت نسبة الأكسجين فى جسده إلى تحت الـ90 ما تطلب خضوعه إلى جلسات أكسجين صناعى، بعد استشارة الطبيب المتابع لحالته أيضاً، «تابعت معاه والتزمت بالتعليمات وحالياً فى مرحلة أخيرة من التعافى من غير ما أحتاج لمستشفى»، بحسب وصفه. توصيات عدة يوصى بها (ع. ف) جميع المصابين بفيروس كورونا لتجاوز فترة الإصابة دون ضرر، أولها الالتزام بتناول الغذاء الصحى الذى يتضمن بروتينات وخضراوات وفاكهة تحتوى على فيتامين «سى» وتجنب المقليات والأكل الدسم، حسبما أوصاه طبيبه المعالج، إلى جانب الإكثار من تناول السوائل وخاصة المياه بكثرة.

«شريف» التزم بتوصيات الطبيب بممارسة الرياضة الخفيفة لتقوية المناعة

معاناة «شريف الجبالى» مع فيروس كورونا تبدو غريبة عن غيره، داهمته أعراض الفيروس فى بداية يناير عام 2020 قبل أن تعلن مصر رسمياً اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا، «كنت تعبان جداً جسمى مكسر وزورى واجعنى ومش قادر أتحرك لدرجة اتعلق لى محاليل، وأنا أول مرة يجيلى برد شديد للدرجة دى ماكنتش أعرف وقتها إنه كورونا»، وشخَّصه الأطباء بنزلة برد حادة حينها وتم التعامل معه بالأدوية اللازمة وبعد أيام قليلة تحسنت حالته الصحية.

الأعراض السابقة داهمت الأب الثلاثينى بعدها بعام كامل، أى فى ذروة الموجة الثانية من فيروس كورونا فى يناير الماضى، حينها شخصه الأطباء بإصابة بفيروس كورونا، وبحسب روايته لـ«الوطن» التزم العزل المنزلى وتلقى العلاج اللازم حتى تعافى. آثار جانبية ترافق «شريف» بعد التعافى لا يزال يتابع مع طبيب القلب من أجل الخلاص منها، تمثلت فى ارتفاع فى ضغط الدم على غير العادى، دوخة مستمرة وسرعة فى ضربات القلب، إلى جانب ارتفاع فى نسبة الدهون الثلاثية بالجسم، «الدكاترة نصحونى بممارسة الرياضة وتقوية المناعة بجانب أدوية لضبط الضغط وتقليل نسب الدهون الثلاثية». من رحم المعاناة ينصح الرجل الثلاثينى جميع المصابين بفيروس كورونا بضرورة الالتزام بالتغذية الجيدة والابتعاد عن الأطعمة الدسمة وممارسة الرياضة الخفيفة، والمتابعة الدورية مع الطبيب خوفاً من أن يترك الفيروس مضاعفات طويلة الأجل، بحسب وصفه.

استعدادات مصر لمواجهة الموجة الثالثة

11 مليار جنيه تم ضخها لدعم القطاع الطبى وتلبية الاحتياجات الملحة.

2.8 مليار جنيه تم تخصيصها لزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75%.

340 مستشفى عاماً ومركزياً لتقديم الخدمة الطبية لمصابى كورونا.

77 مستشفى حميات وصدر تم تحويلها إلى مستشفيات عزل.

5013 إجراءات ومبادرات فاعلة ومؤثرة اتخذتها دول العالم لمواجهة كورونا

وحدة رعاية مخصصة لتوزيع العلاج ومتابعة المخالطين والحالات الإيجابية فى العزل المنزلى.

إطلاق القوافل الطبية لتوزيع أدوية العزل المنزلى.

إطلاق تطبيق «صحة مصر» لتوعية المواطنين حول كيفية الوقاية من فيروس كورونا.

تطبيق إجراءات للدخول والخروج من الجامعات على دفعات بينها فواصل زمنية لتجنب الزحام.

تشكيل لجنة بكل مدرسة تختص بتطبيق ومتابعة الإجراءات الوقائية والاحترازية.


مواضيع متعلقة