سفير إندونيسيا: تشابه كبير بين الشعبين المصري والإندونيسي (صور)

كتب: إلهام زيدان

سفير إندونيسيا: تشابه كبير بين الشعبين المصري والإندونيسي (صور)

سفير إندونيسيا: تشابه كبير بين الشعبين المصري والإندونيسي (صور)

نظم المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، برئاسة صبرى سعيد، الأمسية الثالثة عشر ضمن سلسلة أمسيات مبادرة «علاقات ثقافية»، تحت عنوان: «مصر وإندونيسيا: علاقات ثقافية: الاحتفال برمضان»، وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان، واحتفاءً بالعلاقات الثقافية المصرية الإندونيسية.

افتتح الأمسية وأدارها الدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وتضمنت كلمة لسفير جمهورية إندونيسيا بالقاهرة، لطفي رؤوف، والسفير رضا الطايفي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقًا، وبحضور الدكتورة غادة طوسون، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس، وبمشاركة لفيف من الأكاديميين المتخصصين فى مختلف اتجاهات الثقافة المصرية الإندونيسية، وعدد من علماء الدين الإسلامى والباحثين بالأزهر الشريف.

تضمنت الأمسية، التي جرت وسط إجراءات احترازية مشددة، عرض فيلم قصير حول استقبال الشعب الإندونيسى لشهر رمضان، وأبرز احتفال الشعب الإندونيسى بهذا الشهر الفضيل من خلال عدة جوانب، أهمها الفنون الشعبية الإندونيسية، وتم بث فعالياتها مباشرةً عبر صفحة المجلس الأعلى للثقافة على موقع «فيسبوك».

وأكد عزمي أهمية مبادرة «علاقات ثقافية»، والتي نظمت 13 أمسية، تطرقت للعلاقات الثقافية بين مصر وعدد من الدول من مختلف القارات، وبطبيعة الحال كان من أهم أهداف هذه الأمسيات، هو الكشف عن المشترك بين مصر وهذه الدول الصديقة.

وأشار إلى أن الأمسيات السابقة نجحت فى إبراز العديد من الجوانب المهمة الخفية عن الكثيرين، لعل أبرزها هو الدور المهم للثقافة والفنون فى دعم العلاقات بين الدول، حيث أن دور هذه المبادرة الأهم والأسمى يتمثل في تطوير العلاقات الثقافية بين مصر وتلك الدول الصديقة، بغية تعميق الصداقة وأواصر التعاون بينها.

وتابع بأن العلاقات المصرية الإندونيسية تمثل نموذجاً يحتذى به من جهة عمقها وقوتها، تلك العلاقات التى بدأت بقوة منذ أربعينيات القرن الماضى، حينما جاءت الزيارة الأولى للرئيس عبد الناصر، والتي أضحت الآن وثيقة وممتدة، وأوضح أن تميز العلاقات المصرية الإندونيسية لم يأت من فراغ، حيث أن مصر كانت أولى دول العالم اعترافاً باستقلال إندونيسيا.

كما أكد أمين المجلس الأعلى للثقافة أنه تحل على مصر ذكرى يوم عظيم، ذكرى انتصار أعاد العزة والكرامة إلى مصر، وليست مصر وحدها، بل لأمة العرب بأسرها، موجهاً التحية لكل يدٍ طاهره حملت السلاح ظهيرة يوم العاشر من رمضان، دفاعاً عن الأرض والعرض، ودفاعاً عن العزة والكرامة، كما وجه التحية لكل شهيد ارتوت أرض سيناء بدمائه.

ومن جانبه، أكد السفير الإندونيسي بالقاهرة على أهمية تعميق علاقات بلاده مع مصر، والتواصل المستمر بين الشعبين الصديقين، ومواصلة تبادل التعاون المشترك في جميع المجالات، ومن أهمها المجال الثقافي.

كما أشار السفير لطفي رؤوف إلى التشابه الكبير بين الشعبين الإندونيسي والمصري، قائلاً إن مسجد «الاستقلال»، وهو المسجد الوطني في جاكرتا، تم افتتاحه في 22 فبراير 1978، وهو أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا، حيث يتسع لنحو 200 ألف مصلي، من تصميم مهندس مسيحي من محافظة سومطرة، شمال إندونيسيا، يُدعى فريدريش سیلابان، مما يبرز الترابط الوطني بين طوائف الشعب الأندونيسي، تماماً مثل مصر.

كما أشار إلى أنه تم في هذا الصدد، يجري حالياً إنشاء نفق «الصداقة»، بطول حوالي 34 متراً، بهدف التقريب بين اثنين من أكبر دور العبادة في إندونيسيا، وهما مسجد «الاستقلال» وكتدرائية جاكرتا.

وعن العلاقات الثقافية بين إندونيسيا ومصر، قال إن العلاقات بين إندونيسيا ومصر نشأت منذ فترة بعيدة، وخاصةً العلاقات الثقافية، وذلك قبل وجود علاقات دبلوماسية بينهما بوقت طويل، مشيراً إلى أن الإندونيسيين عرفوا الإسلام منذ البداية، وما زالوا يتعلمون من العلماء ويدرسون كتبهم، حيث يعرف الإندونيسيون الإمام الشافعي جيداً، وآرائه تمثل مدرسة مهمة لمعظم أفراد المجتع الإندونيسي.

وبالنسبة لدخول الإسلام إلى إندونيسيا، أشار إلى أن هناك عدة نظريات، وأقواها تقول إن الإسلام دخل إلى إندونيسيا منذ القرن السابع الميلادي، أو القرن الأول هجرياً، إلا أن الإسلام بات أكثر انتشاراً في إندونيسيا في القرن الـ12 الميلادي، وبناءً على هذه النظرية، فقد دخل الإسلام إلى إندونيسيا على يد تجار من العرب، عبر ولاية غوجارات الهندية، ولفت إلى أن هناك من يقول أن الإسلام فى إندونيسيا جاء من مصر، بسبب تشابه المدرسة الفكرية الشافعية.

وعن كيفية تحسين العلاقة بين إندونيسيا ومصر، أضاف «رؤوف» أنه «مع وجود العديد من أوجه التشابه بين البلدين، فهناك العديد من الفرص لتحسين علاقاتنا الثنائية، فيمكننا إقامة المزيد من أنشطة التبادل الثقافى مستقبلاً، لاسيما من خلال التواصل، سواء من خلال التعاون التعليمي والزيارات المتبادلة، وبين الدعاة والمثقفين والفنانين بالبلدين».

واعتبر أنه «في الوقت الحالي، مع التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات، ومع انتشار جائحة كورونا، يمكننا التعرف على بعضنا بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، ومن خلال المؤثرين بالبلدين، لفتح فرص أوسع لتعزيز التقارب»، وفي ختام كلمته أكد أن التواجد الكبير للطلاب الإندونيسيين في مصر، يُعد عنصراً مهماً يعزز العلاقات ويعمقها بين الجانبين.

الطايفى: زيارة الرئيس السيسي نقطة تحول بارزة في علاقات البلدين

ومن جانبه، أكد أشار السفير رضا الطايفي عمق العلاقات التاريخية بين مصر وإندونيسيا، حيث كانت مصر أول دولة اعترفت باستقلال إندونيسيا عن هولندا عام 1947، لذا فإن العلاقات بين البلدين ممتدة ومتجذرة، وأوضح أن تعداد إندونيسيا يبلغ 274 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها الكلية حوالى مليوني كيلومتر مربع، ولهذا يطلق عليها الدولة القارة، كما تعد أكبر دولة إسلامية، استناداً إلى تعداد السكان، كما أنها رابع أكبر دولة تعداداً على مستوى العالم أيضاً، بعد الصين والهند والولايات المتحدة.

وأوضح «الطايفي» أنه بجانب دين الإسلام فى إندونيسيا، تتواجد ديانات ومعتقدات أخرى، مثل المسيحية والهندوسية والبوذية، مشيراً إلى العلاقات بين مصر وإندونيسيا ترسخت كثيراً إبان حكم الرئيسين عبد الناصر وسوكارنو، حينما شاركت مصر وإندونيسيا فى تأسيس حركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث لعبت الدولتان أدواراً محورية فى المنظمتين.

وأضاف أن العلاقات بين البلدين شهدت طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإندونيسيا يومي 4 و5 سبتمبر 2015، لإجراء مباحثات سياسية شاملة مع نظيره الإندونيسي، جوكو ويدودو، حيث شكلت الزيارة نقطة تحول بارزة فى علاقات البلدين.

أكد أن مكانة الأزهر الشريف المميزة عند الشعب الأندونيسي تولدت بسبب فكره الوسطي المعتدل، الملائم لطبيعة الشعب الإندونيسي، وأشاد بافتتاح الأزهر الشريف مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في العاصمة جاكرتا، في شهر يوليو 2019، وذلك في إطار اتفاقيه للتعاون الثقافي الموقعة بين البلدين في شهر يونيو من عام 1955.


مواضيع متعلقة