نجلاء بدر: بين السماء والأرض مسلسل للتاريخ و«أنا مش هند رستم»

كتب: أحمد حسين صوان

نجلاء بدر: بين السماء والأرض مسلسل للتاريخ و«أنا مش هند رستم»

نجلاء بدر: بين السماء والأرض مسلسل للتاريخ و«أنا مش هند رستم»

واحدة من أصحاب التميز والبساطة، برعت فى تقديم أدوارٍ قوامها الجاذبية والتلقائية وكذلك التنوع، تخطو بخطوات ثابتة وراسخة نحو النجاح والتألق، لا سيما خلال الخمسة أعوام الأخيرة، فلديها قدرة على انتقاء أعمالها والتعاون مع كبار النجوم أصحاب الخبرات القيّمة، علاوة على أنها صاحبة شخصية مرحة وجذابة، وما زال فى جعبتها العديد من الآمال والطموحات بشأن مسيرتها الفنية التى تجاوزت عشرات الأعمال.

وتتحدث نجلاء بدر، خلال حوارها مع «الوطن» عن مُشاركتها فى الماراثون الدرامى لموسم رمضان 2021، من خلال مُسلسلى «بين السما والأرض» و«نسل الأغراب»، وتعاونها مع المُخرجين ماندو العدل ومحمد سامى، كما تكشف عن حقيقة خلافها مع الفنانة مى عمر، وغيرها من التفاصيل، وإلى نص الحوار:

فى البداية.. دعينا نتحدث عن كيفية وجود 11 مُمثلاً داخل أسانسير «بين السما والأرض» فى ظل أزمة كورونا.

- بالتأكيد كانت هناك إجراءات شديدة، لا سيما فى ظلّ حرصنا وتخوّفنا على الفنانين أحمد بدير وسوسن بدر، من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا خلال التصوير، لذلك المُخرج ماندو العدل، كان يفرض علينا ارتداء الكمامات خلال البروفات، وعدم خلعها إلا مع انطلاق التصوير، كما كانت هناك منافذ تهوية داخل الأسانسير، فكان العمل قائماً بين 3 مصاعد كهربائية، الأول يعمل بشكلٍ طبيعى، وآخر صغير الحجم والثالث عكسه، وكان يُجرى خلع بعض الجوانب بشأن التصوير، إذ إن المكان كان جيد التهوية بشكل كبير.

هل ذلك يعنى أن المكان لم يكن ضيقاً جداً كما ظهر على شاشة التليفزيون؟

- لا إطلاقاً، فذلك كان بمثابة خدعة تصويرية، و«ماندو» استخدم تكنيكاً جديداً علينا خلال التصوير، وأنّ الكاميرا تدور بشكلٍ شبه دائرى، بينما نتواجد نحن فى زاوية واحدة، لذلك يعتقد البعض أن هناك تكدساً أو المكان شديد الضيق، لذلك التصوير كان أقرب للواقعية، كون أغلب المشاهد داخل الأسانسير كانت تُصور بطريقة الـ«وان شوت»، ولم يلجأ إلى التقطيعات باستثناء مشاهد معينة، وأتذكر أننا أجرينا بروفات لمدة 3 أيامٍ كاملة قبل انطلاق التصوير، بشأن التحضير بشكلٍ جيد، وكذلك فهم آلية التصوير الجديدة.

هل سبق لكِ مُشاهدة فيلم «بين السما والأرض» قبل تصوير المُسلسل؟

- لا، لكن سبق وشاهدته منذ سنواتٍ عدّة، وأود التنويه بأنه لا توجد رواية بالاسم ذاته للأديب نجيب محفوظ، بينما هو كتب قصة الفيلم فقط، وعندما قرأت السيناريو أدركت أنه لا يوجد أى تشابه بين الفيلم والمُسلسل باستثناء موقع الحدث فقط وهو الأسانسير، لكن الشخصيات مُختلفة، فأنا وسوسن بدر، على سبيل المثال، لا نُجسد دور هند رستم.

وما مدى صعوبة التحولات النفسية فى شخصيتك بالمسلسل؟

- أعتقد أنّ التحوّل النفسى فى شخصيتى لم يُمثل صعوبة لى، لا سيما عندما يتمكّن المُمثل من الشخصية التى يؤديها ويُحضِّر لها جيداً، كما أننى أعجبت بشخصية «ريهام صدقى المُمثلة» التى أقدمها، وكان شغلى الشاغل هو وصولها للمُشاهد، لا سيما أنها شخصية واقعية موجودة بيننا بالوسط الفنى، فرأيت أنّ ما يُميزها هو أننا ننتقى نماذج حقيقية.

هل هناك ملامح من «ريهام صدقى» موجودة فى شخصية نجلاء بدر الحقيقية؟

- ولا أى شىء، خاصة أننى لا أحب تجسيد شخصيات فنية بها أى ملامح منّى، لذلك ترددت فى البداية عند المُشاركة فى المسلسل، كونى أؤدى شخصية مُمثلة، إلا أن «ماندو» طالبنى بقراءة السيناريو، وبالفعل أعجبت بالنص وأيقنت أنّ الشخصية مُختلفة تماماً، لذلك أضفت بعض التغييرات على شخصية «ريهام صدقى»، وهى ليست مطابقة لى إطلاقاً، لكنها مطابقة لشريحة قليلة داخل الوسط الفنى.

وماذا عن التعاون مع المُخرج ماندو العدل؟

- أرى أنه «مايسترو» وأحد الأبطال الحقيقيين بجانب المُمثلين، وكذلك مدير التصوير، فقد بذل جهوداً ضخمة، لخروج العمل بمستوى احترافى، ونجح فى خلق حالة من الألفة والحميمية بين المُمثلين داخل الـ«لوكيشن»، وعمل حياة داخل الأسانسير، فكان هناك تلاحم نفسى بيننا جميعاً، فلم يكن هناك أى تمييز أو تفرقة بين مُمثل وآخر، وأود الإشارة إلى الفنان هانى سلامة، الذى لا يتعامل بمنطق النجومية فى الكواليس، أو بطل المشروع بمفرده.

هانى سلامة لم يعش بمنطق النجومية داخل «الكواليس».. وماندوالعدل مايسترو حقيقى.. وخفنا على سوسن بدر من إصابتها بـ«كورونا»

مساحة الأدوار لفريق المسلسل متساوية تقريباً.. فما مدى انشغال نجلاء بدر بمساحة الدور؟

- صحيح، مساحة الأدوار فى «بين السما والأرض» متساوية تقريباً، وليست هناك مساحة كبيرة لمُمثل بعينه، وأتبع مدرستين بالنسبة لهذا الأمر، أطبق إحداهما حسب نوع العمل وفريق العمل المُشارك، المدرسة الأولى هو عدم انشغالى بالموضوع إطلاقاً طالما أنه مُميز والوجود وسط فنانين مُميزين، لأن وقتها العمل سيُضيف لى، مثل هذا المسلسل، الذى أراه عملاً للتاريخ وسيُخلد، والمُشاهد لن يمل منه مهما بلغ عدد مرات المُشاهدة، أما المدرسة الأخرى أهتم بمساحة الدور وكذلك عدد المشاهد، لمجرد أن هناك زملاء يتبعون هذا الأمر فى العمل، «وقتها لازم أفكر بطريقتهم علشان لو معملتش كده هتاكل»، وبكل الأحوال لم أحبذ هذا النموذج ولا أحب بيئته، لكن أحياناً الظروف تفرض نفسها، وأحرص على انتقاء الأعمال لأقصى درجة.

وما رأيك فى المسلسلات ذات الـ15 حلقة ومدى نجاحها فى رمضان؟

- سلفاً، كنت مُرتبطة بمسلسلات الـ30 حلقة، لانتهائها بنهاية الشهر كريم، لكن مع التطور الحاصل حالياً وتزايد المنصات الرقمية، أسهمت فى تقديم أعمال مكوّنة من 15 حلقة فقط، كما أنّ الأمر له مزايا عدّة، لعلّ أبرزها هو توفير فرص عمل عديدة، وكذلك انخفاض تكلفة المسلسل الواحد، وأعتقد أن الأعوام المُقبلة ستشهد تزايداً فى عدد هذه النوعية من المسلسلات، كونها حققت نجاحاً كبيراً فى رمضان الجارى.

«نسل الأغراب» عالم افتراضى.. وليست هناك خلافات مع مى عمر.. وشخصية «ريهام صدقى» موجودة بيننا فى الوسط الفنى

بالانتقال إلى «نسل الأغراب».. ماذا عن حقيقة وقوعك فى خلافات مع الفنانة مى عمر؟

- ليس صحيحاً، شائعة لا أعرف هدفها، والدليل على ذلك أننى تعاونت معها فى مسلسل «لؤلؤ» قبل «نسل الأغراب» مباشرة، كما تعاونت معها العام الماضى فى «الفتوة»، كما أنّ محمد سامى لم يكن ليرشحنى للمُسلسل حال وقوع خلافات معها، لذلك لست طرفاً فى هذه الشائعة ولا أشغل بالى بها، خاصة بعد أن قرأت سيناريوهات خيالية عبر «السوشيال ميديا» مُتعلقة بذلك الأمر.

وما تعليقك على انتقادات الجمهور بأن المسلسل يحمل مبالغة إلى حدٍّ ما؟

- «نسل الأغراب»، يُعتبر عملاً افتراضياً ليس موجوداً فى الواقع، صنعه المؤلف والمُخرج محمد سامى، إذ كان ظهور الشخصيات بالشكل الذى يراه وكذلك الأداء والطريقة والتصوير، فلا يُمكن القول بأن العمل يرصد واقعاً حقيقياً مُعاصراً، أو وصفه بعمل تاريخى.

وما رأيك فى موسم دراما 2021؟

- أرى أنّ «المتحدة للخدمات الإعلامية» أضافت للدراما بشكلٍ يليق بمصر، إذ قدّمت موسماً ناجحاً وثقيلاً، به تنوع كبير فى الموضوعات المُتناولة، كما أنها وفرت إمكانياتٍ ضخمة بشأن خروج المسلسلات بشكلٍ مميز، ولم تبخل على أى عمل، وهذا يتضح جيداً من الأعمال المعروضة على الشاشة، كما أنها عملت على إثراء الدراما بشكل عام، من خلال تقديم أعمال قائمة على الثنائيات الفنية، واستقطاب المُحترفين من الكٌتّاب والمُخرجين والمصورين، «الجيم ملعوب حلو وبشكلٍ احترافى».


مواضيع متعلقة