شوقي علام: الأخلاق عنوان الإسلام.. وصناعة الإنسان «تكليف إلهي»

كتب: محمود البدوي

شوقي علام: الأخلاق عنوان الإسلام.. وصناعة الإنسان «تكليف إلهي»

شوقي علام: الأخلاق عنوان الإسلام.. وصناعة الإنسان «تكليف إلهي»

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، أن قضية صناعة الإنسان هي محور التكليف الإلهي، وهناك مفردات على ألسنة الفقهاء تعطي هذا المعنى وتؤكد أن الإنسان قبل البنيان، والساجد قبل المساجد، مضيفا: «لو لم يكن هناك مكلف ما كان هناك تكليف»، وذلك خلال حواره في برنامج «كُتب عليكم الصيام»، الذي يُقدمه الإعلامي حمدي رزق، على شاشة «صدى البلد».

وأضاف «علام»، أن وظيفة الإنسان في الأرض تتمثل في العبادة والتعمير والسمو بالنفس، مؤكدًا أن الأخلاق عنوان الإسلام، ويجب على المسلم إتقان العمل في رمضان وغير رمضان امتثالا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، موضحًا أن الأمر بالإتقان في العمل نابع من المحبة والتكليف بعمران الكون، والعمل تكليف من الله أولا.

وأشار مفتي الديار المصرية، إلى أن الإتقان في العمل يعني الوصول به إلى الغايات المحققة لأهدافه ويكون نابعا عن حب ورضا قلبي لأنه ينفذ مراد الله عز وجل في قوله تعالى «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ».

وتحدث الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن حوار سيدنا جبريل حينما أتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في صورة رجل.

وقال المفتي: سيدنا عمر رضي الله عنه قال: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»

وأشار إلى أنه من هذا الحديث الجامع المانع تتضح لنا العلاقة بين المظهر والجوهر، الداخل والخارج، فليس هناك فصل بين الإيمان والأخلاق والعمل، حتى يصل الإنسان إلى الرقابة الذاتية.


مواضيع متعلقة