«متوقعتش رد الفعل».. صاحبة «صينية إفطار» حادث قطار بنها تروي التفاصيل

«متوقعتش رد الفعل».. صاحبة «صينية إفطار» حادث قطار بنها تروي التفاصيل
«متوقعتش رد الفعل الكبير هذا».. هكذا وصفت الحاجة هنية طه أحمد، عامله النظافة البسيطة، ابنة قرية كفر الحصة بمركز بنها، التي خرجت أمس تحمل «صينية» إفطار، مصرة على تقديم الطعام لمصابي ومتضرري حادث قطار بنها بالأمس، التي تسبب في وفاة 11 ضحية وإصابة 98 آخرين، مشيرة إلى أنها كانت تبغي وجه الله فقط من كل هذا، ولم تتوقع ماحدث من ضجة حولها.
وأوضحت أنها علمت بالواقعة خلال عودتها من عملها بأحد المراكز الطبيبة بمدينة بنها، مشيرة إلى أن زوجها عامل، ولا تمتلك هاتف محمول، ولا تعرف شيئا عن مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تجد مواصلات وأخذت الطريق إلى قريتها كيلو ونصف سيرا على الأقدام، وبعد أن قدمت زجاجات المياه حملت «صينية الإفطار» التي كانت معدة لإطعام أبنائها، وخرجت لمكان الحادث، وأخذت تنادي على المواطنيين.
هنية: فرحت إن العساكر فطروا من «صنيتي»
وأكدت هنية: «فرحت جدا إن بعض العساكر المتواجدين في المكان لم يتمكنوا من الإفطار وفطروا بالطعام من صنيتها البسيطة، وهذا أسعدني جدا لأني كنت هزعل لو محدش فطر من أكلي وخدت الثواب».
وشددت هنية على أنها كانت في قمة الفرح، وأحست أن كل المتواجدين على الطعام الخاص بها هم أسرتها، مشيرة إلى أن العديد من أهالى قرية الحصة فعلوا ما فعلت، وكانوا فى موقع الحادث لقرب قريتهم منه، منوهة إلى أن نجلها الطالب في كلية التمريض لم يبخل بمجهوده؛ إذ سارع فى إسعاف المصابين، وأدى دوره على أتم وجه، وكذلك شقيقها الأكبر ترك ورشته ومكان عمله وتوجه لموقع الحادث، فضلا عن نقل سيدات وأطفال القرية المياه لإنقاذ المصابين.
السيدة هنية: فوجئت برد الفعل على صورتي
وأشارت السيدة إلى أنها فوجئت في أثناء تأدية صلاة القيام أمس برد فعل واسع من الأهالي على تقديمها الطعام للمصابين، وتداول صورتها وهي تحمل وجبة الإفطار، فكانت فرحتها غامرة، مؤكدة أنها ذهبت ونجلها وعبرت الطريق بالصينية تبغي وجه الله، لافتة إلى أنها ربت أبنائها علي مساعدة الغير وفعل الخير، قائلة: «الخير لا يحتاج مستوى اجتماعي بل النية فقط».
فيما قال ماهر عبدالعزيز، عمدة قرية كفر الحصة، إن ماحدث ليس بغريب على أهل القرية، مشيرا إلى أنهم وأولهم الحاجة هنية، صاحبة صنية الإفطار، أو كما لقبوها سيدة الشهامة، ضربوا أروع الأمثلة في الشهامة والكرم، بعد وقوع الحادث.
وأضاف ماهر أن ما فعله أهالي القرية بالأمس، لم يكن مرتب له، ولم يقم أحد بحث الأهالي على فعل ذلك، مؤكدا أن كل ما قدمه أهالي القرية نابع بتلقائية وعفوية دون أي ترتيب، والأهالي مثلهم مثل كل مواطني مصر، يظهر معدنهم الأصيل وقت الشدائد.
وأوضح العمدة، أنه فور وقوع الحادث خرج أهالى القرية إلى موقع الحادث للمساعدة فى إنقاذ حياة الركاب، وقدموا أروع الأمثلة فى مساعدة ركاب القطار، مشيرا إلى أنه مع اقتراب موعد الإفطار قدم الأهالي كل ما يملكونة من أطعمة، منوها إلى أن ما قدموه غطى كل المتواجدين في موقع الحادث، وكذلك وجبة السحور.
ولفت «عبدالعزيز» إلى أن هناك بطولات كثيرة نفذها الأهالي من نقل المصابين إلى سيارات الإسعاف، وكذلك المساعدة في تمهيد الطريق لدخول السيارات، ومساعدة قوات الإنقاذ.
كانت منطقة كفر الحصة ببنها قد شهدت خروج قطار 949 «القاهرة - المنصورة» عن القضبان، ما أسفر عن وفاة 11 شخصا وإصابة 98 آخرين.