رمضان في العزل.. فطار «هيبة» في سيارة الإسعاف وسحور على باب المستشفى

رمضان في العزل.. فطار «هيبة» في سيارة الإسعاف وسحور على باب المستشفى
- العزل
- مستشفى العزل
- كورونا
- فيروس كورونا
- رمضان
- شهر رمضان
- العزل
- مستشفى العزل
- كورونا
- فيروس كورونا
- رمضان
- شهر رمضان
عالمهم مرهون بالسرعة، سيارة تكاد أن تطير من فوق الأرض لإنقاذ روح من الموت، يصدح صوتها عاليًا فيفسح لها الجميع الطريق من أمامها، بالداخل ثمة مشاعر متباينة بين الخوف واللهفة يشقق منها الحجر وتدمع لعظمتها الأعين، هنا مريض كتبت له النجاة في لحظات فارقة ذات يوم، وآخر فارق الحياة على أعتاب المستشفى وبين هذا وذاك حُرم «أحمد هيبة» أحد مسعفي هيئة الإسعاف من لمة الأسرة على مائدتي الفطار والسحور في رمضان ليس فقط في العامين السابقين وإنما على مدار سنوات عمله.
منذ 12 عاما، قادت صدفة بحتة المسعف البالغ من العمر 37 عاما، للانضمام إلى هيئة الإسعاف المصرية، عقب تخرجه في كلية التجارة بجامعة بنها، حيث كانت هيئة الإسعاف المصرية في بداية انطلاقها الرسمي عام 2009، وقعت عيناه في أحد الأيام على إعلان وظائف تابع للهيئة لأصحاب المؤهلات العليا فما كان منه إلا أن تقدم للعمل رغم ابتعاد المهنة عن طبيعة دراسته، ورغم رهبة سيارة الإسعاف بالنسبة له، تحولت مقابلة العمل لمهنة قضى فيها سنوات طوال، يقول «هيبة» في بداية حديثه لـ«الوطن».
فطار في سيارة الإسعاف وسحور على باب المستشفى
الحرمان من لمة الأسرة، معاناة يواجهها المسعفون في عملهم كل يوم، تزداد وطأتها على نفوسهم في شهر رمضان، لخصها «هيبة» بقوله: «ساعات بنعمل الفطار ومنقدرش ناكل لو جالنا حادثة ساعة الفطار، أو نتسحر قدام المستشفى عشان الحالة بتكون محجوزة جواها»، حتى أنهم في بعض الأحيان يعتمدون على موزعي التمر والعصائر قبل أذان المغرب: «أوقات مش بنلحق نجيب فطار وبنفطر على التمر والعصير اللي بيتوزعوا علينا في الشارع».
بدلة العزل ومعاناة الصيام
عدم استطاعة تناول وجبتي الفطار والسحور وسط لمة الأسرة، ليست العقبة الوحيدة التي يواجهها المسعف الثلاثيني وزملاؤه، بل زادت أزمة فيروس كورونا من وطأة المعاناة مع اضطراراهم ارتداء بدلة العزل الواقية في ظل ارتفاع حرارة الجو والصيام، «بتكون صعبة مع الصيام لأنها بتحبس الحرارة في الجسم»، بحسب وصفه.