«قطة» يتحدى البطالة بـ«قِدرة فول»: ورثتها عن جدي.. وأمي واقفة في ضهري

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«قطة» يتحدى البطالة بـ«قِدرة فول»: ورثتها عن جدي.. وأمي واقفة في ضهري

«قطة» يتحدى البطالة بـ«قِدرة فول»: ورثتها عن جدي.. وأمي واقفة في ضهري

سنوات عديدة قضاها محمد علي، الشهير بـ«قطة»، في رحاب جده، الذي كان يقوم ببيع الفول والطعمية لزبائن منطقة الدرب الأحمر، مستخدما في ذلك أدوات بدائية بسيطة، حيث لم يكن متاحا لديه تلك الآلات التي تستخدم الآن في تجهيز خامات الطعمية، حيث كان هناك حجر يعمل بشكل يدوي، حينها كانت جدته تقوم بتحريكه كي تتمكن من تجهيز الفول تمهيدا لخلطه مع باقي مكونات الطعمية. 

50 عاما في صناعة فول وطعمية 

تاريخ عريق للعائلة في تجهيز الأكلة المفضلة لدى المصريين منذ القدم، الأمر الذي كان سببا في شهرتهم الواسعة، تلك التي اكتسبوها خلال خمسين عاما، هي مدة عملهم في المأكولات الشعبية: «جدي كان شغال في المهنة دي، وأبويا ورثها عنه، وكنت بروح معاه وأنا صغير، وهو واقف مع جدي، لحد ما حبيت الشغلانة واتعلمتها، وملقتش أفضل منها، بديلا للوظيفة، خصوصا إني دلوقتي عندي خبرة كبيرة في تجهيز الفول البلدي، وبطعم بيعجب الزباين». 

«جدتي كانت بتساعد جدي وأمي واقفة في ضهري» 

مع التطور، قرر «قطة» استخدام الآلات حديثة بدلا من تلك التي كانت تعمل بشكل يدوي، حتى يضمن تجهيز عجينة الطعمية بشكل سريع، إلى جانب سهولة استخدامها: «دلوقتي بشتغل بحجر فيه ماتور، عكس زمان وده سهل عليا الشغل بشكل كبير». 

لا يعمل «قطة» بمفرده بل تشاركه العمل والدته، والتي كرست حياتها لخدمته والسهر على تجهيز الخامات التي يستخدمها «قطة» والذي يعتبر نجلها الوحيد: «ملهاش غيري، أنا ابنها الوحيد، بتقف معايا تجهز الأكل، رغم أني قبل وفاة أبويا طلبت منها تريح ومتنزلش شغل، لكن هي صممت لأنها كانت متعودة تساعد أبويا، ولما توفي فضلت معايا وفي ضهري». 

منذ الصباح الباكر تستيقظ مديحة كامل والده «قطة»، حتى تنتهي من شراء كل الخامات التي يحتاجها نجلها تمهيدا لفتح المحل، تقاوم النعاس وكذلك المرض، تتغلب عليهما في سبيل الوقوف إلى جوار نجلها الوحيد: «مبتسبنيش لحظة واحدة، دايما واقفة معايا، ومستحيل تمشي قبل ما أخلص شغل». 

براعته في تجهيز طبق الفول أكسبته ثقة كبيرة، وحببت السياح إليه، الذين دائما ما يأتون إليه عند زيارة حديقة الأزهر القريبة منه: «أنا معروف بـ قطة علشان السياح صعب عليهم ينطقوا كلمة قطب، فكانوا بيقولوا قطة، ومن وقتها اتشهرت بالاسم ده».

يحلم «قطة» بتوسعة المطعم الخاص به حتى يتسع لأكبر عدد ممكن من الزبائن. 


مواضيع متعلقة