حيلة «إيفر جيفن» لخفض الخسارة: أصحاب الحاويات يشاركون بتكلفة الاسترداد

كتب: مارينا رؤوف

حيلة «إيفر جيفن» لخفض الخسارة: أصحاب الحاويات يشاركون بتكلفة الاسترداد

حيلة «إيفر جيفن» لخفض الخسارة: أصحاب الحاويات يشاركون بتكلفة الاسترداد

تبحث شركة «إيفر جرين مارين» التايوانية، المشغل الملاحي لسفينة «إيفر جيفن»، تفريغ حمولتها التي تضم آلاف الحاويات لسفن أخرى، إذ تواجه شركة «إيفر جرين»، ضغوطًا متزايدة لتوصيل البضائع على متن ناقلة الحاويات العملاقة إلى وجهاتها في أوروبا، بحسب ما نقلت «وول ستريت جورنال».

وتدرس الشركة التايوانية حاليًا هذا الخيار بعدما قررت هيئة قناة السويس الأسبوع الماضي بموجب حكم قضائي احتجاز «إيفر جرين» في البحيرات المرة بقناة السويس، حتى تتوصل إلى اتفاق مع مالك السفينة، شركة «شوي كيسن» اليابانية، على تعويض مناسب لحادث جنوح السفينة الشهر الماضي والذي تسبب في إغلاق القناة لـ6 أيام. 

ومن المحتمل أن ترسل «إيفر جرين» سفنًا فارغة لنقل البضائع أو نقل الحاويات التي توجد على متنها إلى سفن حاويات أخرى عبر قناة السويس إلى أوروبا لإنقاذ الموقف، رغم أن تفريغ الحمولة من سفينة إلى أخرى له في حد ذاته تحديات خاصة.

توقعات بإرسال سفن فارغة لنقل الحاويات والبضائع الموجودة على متن «إيفر جرين»

ولم تتخذ شركة«إيفر جرين» بعد قرارا نهائيًا بشأن مصير الحاويات، في انتظار الوصول إلى تسوية مالية تعويضًا عن توقف الملاحة في قناة السويس لـ6 أيام. 

وقالت شركة الشحن، الأربعاء الماضي، إنَّها تدرس «إمكانية التعامل مع السفينة والحمولة على متنها بشكل منفصل»، فيما يتسائل عدد من العملاء عن موعد تسليم صناديقهم بعد مصادرة السفينة، وإمكانية نقل الحاويات إلى سفن أخرى وتسليمها للعملاء في أوروبا مطروح الآن على الطاولة.

والأمر لن يكون من السهل القيام به، ولكن هناك عدد من الخيارات، فيمكن نشر السفن الفارغة لالتقاط الصناديق ويمكن تحميل بعضها على سفن حاويات أخرى تعبر نفس الطريق إلى أوروبا.

وجنحت السفينة «إيفر جرين» في قناة السويس في 23 مارس، بينما كانت تسحب 18 ألف حاوية محملة، في وحدات مكافئة للحاويات 20 قدمًا، وهو مقياس بحري قياسي من آسيا إلى أوروبا. 

واستطاعت فرق الإنقاذ تحريك السفينة بعد 6 أيام، لكنها لا تزال في منطقة احتجاز في القناة، بينما تطالب هيئة قناة السويس بتعويض قدره 916 مليون دولار ضد مالك السفينة شوي كيسن كيشا المحدودة ومقرها اليابان، بما في ذلك تكلفة الإنقاذ وغيرها من الأضرار.

وقد يمثل نقل البضائع إلى سفينة أخرى تحديًا ماديًا وقد يتطلب نقل السفينة من رسوها في بحيرة «جريت بيتر» بالقناة إلى بورسعيد القريبة من مصر، وأي محاولة لإزالة الشحنات ستكون معقدة بسبب المطالبات القانونية والرسوم المحيطة بالسفينة وعملائها من البضائع.

واستند «شوي كيسن» مالك السفينة، إلى البند القانوني للشحن المعروف باسم «العوارية العامة» الذي يدعو الشركات التي تحمل حمولة على متن سفينة متعثرة إلى المشاركة في تكلفة استرداد السفينة.

وقالت «إيفر جرين»، في بيان، إنَّها تدرس أمر المحكمة المصرية بالسماح باحتجاز السفينة، كما تدرس إمكانية معاملة السفينة والبضائع الموجودة على متنها بشكل منفصل.

وأدى إغلاق قناة السويس إلى زيادة تأخيرات التسليم وارتفاع التكاليف لأصحاب البضائع وزاد من إجهاد صناعة الشحن التي كانت تكافح مع قيود القدرات والازدحام الناجم عن الاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا.

ولم تحدد شركة «إيفر جرين» العملاء الذين يتم شحنهم على Ever Given ، لكن بعض الشركات أشارت إلى التأثير المحتمل في عملياتها.

فيما قال «سوبر ماركت Aldi» الذي يقع مقره في ألمانيا، والذي يدير 10 آلاف متجر في 20 دولة، الشهر الماضي في منشور على فيس بوك، إنَّ مجموعة من المنتجات من الحصير إلى الدراجات وإكسسوارات الركوب التي كان من المفترض أن تصل إلى رفوفها في مارس وأبريل ستتأخر حوالي شهر في المتوسط.

وأعرب عن أسفه للعملاء عن تأخر المنتجات قائلًا: «نحن آسفون  ربما تأخرت المشتريات الخاصة التي تبحث عنها بسبب الأحداث الجارية».

أما شركة تصنيع الأثاث الأمريكية «La-Z-Boy Inc»، ذكرت في مؤتمر للمستثمرين في 24 مارس، إن لديها 5 حاويات على متن السفينة.

كذلك نادي المملكة المتحدة «P&I»، وشركة التأمين التابعة لشركة «إيفر جرين» قالا إنَّ المطالبة البالغة بـ916 مليون دولار كانت «غير مدعومة إلى حد كبير» ودون «تبرير تفصيلي»، مشيرة إلى أنَّه لم ينتج عن «التأريض» - الاتصال الكهربائي- أي تلوث ولم يبلغ عن إصابات، وأنَّ السفينة أعيد تعويمها بعد 6 أيام واستأنفت قناة السويس على الفور عملياتها التجارية.

واعتبر المكتب الأمريكي للشحن البحري أنَّ السفينة آمنة للإبحار، مبينًا أنَّها يمكن أن تنتقل إلى بورسعيد لمزيد من الفحوصات ثم إلى روتردام وجهتها الأصلية.


مواضيع متعلقة