إحدى ضحايا القيادات الإخوانية: أزمة انقطاع الكهرباء لن تنتهى قبل «تطهير» الوزارة

إحدى ضحايا القيادات الإخوانية: أزمة انقطاع الكهرباء لن تنتهى قبل «تطهير» الوزارة
كرّمتها دولة السويد بفوزها بالمركز الأول ضمن أبحاث الطاقة الجديدة والمتجددة، وأصدرت شركة كهرباء جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء قراراً باستبعادها من منصبها، الذى كانت تشغل فيه مدير عام لمجرد أنها دخلت حرباً مع بعض القيادات التى تورّطت فى وقائع فساد داخل الشركة، وينتمى البعض منهم إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
تحاور «الوطن» الدكتورة عبلة جادو، مدير عام الجودة سابقاً بشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء، إحدى ضحايا القيادات الإخوانية داخل الشركة، والتى بدأ التنكيل بها بعد سعيها لتكوين فريق عمل لتنفيذ مشروع إنارة للشركة، كشفت على أثره وقائع فساد مثبتة داخل النيابة الإدارية، جنت من ورائها قرارات باستبعادها من منصبها، وتهديدها بالفصل التام من الشركة.
■ بداية ما تقييمك لمدى تأثير وجود عناصر إخوانية بقطاع الكهرباء فى تفاقم الأزمة التى تعيشها مصر؟
- إعلان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة حديثاً عن وجود عاملين ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية، يشير إلى وجود عمال صيانة داخل محطات الكهرباء يتعمدون تعطيل الجدول الزمنى لصيانة الوحدات دون رقيب عليهم أو محاسب لتقصيرهم فى العمل، مما يؤدى إلى وقوع كارثة لم يشهدها قطاع الكهرباء المصرى من قبل وهو الفصل الذى يمتد إلى 20 ساعة داخل الشبكة القومية للكهرباء.
■ ولماذا تعطلت كل هذه المحطات مرة واحدة؟
من غير المعقول أن يخرج عدد كبير من محطات الكهرباء فى وقت واحد، وتتفاقم المشكلة بهذا الشكل الذى لم يشهده القطاع من قبل، وفى ظل غياب الرقابة والمحاسبة ينمو الفساد، خصوصاً مع وجود عناصر تنتمى إلى الجماعة الإرهابية، بل يعمد البعض بدلاً من محاسبة القيادات الإخوانية داخل قطاع الكهرباء، إلى إلقاء تهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان على موظفين آخرين بهدف تصفية الحسابات معهم بعد كشفهم وقائع فساد بالمستندات. وهو ما حدث مع موظف داخل شركة جنوب الدلتا يُسمى «أسامة عفيفى» اتُّهم بأنه ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد كشفه وقائع فساد داخل مركز التحكم التابع للشركة، لوجود وقائع إهدار مال عام داخل المركز تصل إلى 50 مليون جنيه، إلا أن رؤساءه أبلغوا عنه جهات أمنية للقبض عليه بتهمة انتمائه إلى جماعة الإخوان.
■ متى ستنتهى أزمة قطاع الكهرباء من وجهة نظرك؟
- لن تنتهى أزمة قطاع الكهرباء طالما الفساد وتجاهل تطهير القطاع مستمر، مما يجعل هذه العناصر تتعمّد تخريب القطاع وتختار أشخاصاً من أهل الثقة، وليس أهل الخبرة، لإدارة قطاعات فنية حيوية، مما يفاقم من أزمة تعطيل المحطات وخروجها عن الخدمة، رغم أن العمر الافتراضى للمحطة من المفترض أن يصل إلى 20 عاماً، بينما تخرج محطات كهرباء حالياً فى مرحلة التجارب، أى قبل البدء فى تشغيلها الفعلى.
■ لماذا تعتبرين نفسك إحدى ضحايا القيادات الإخوانية داخل قطاع الكهرباء؟
- حاولت خلال العام الماضى، خصوصاً بعد تعيين المهندس الحسينى الفار، رئيس شركة جنوب الدلتا، فى أبريل 2013، من قِبل الوزير السابق أحمد إمام، وقت حكومة الإخوان الساقطة، حاولت كشف مخالفات إدارية ومالية خطيرة تورط فيها قيادات داخل قطاع الكهرباء، كان يقوم البعض منهم بسرقة الكهرباء بالمخالفة للقانون، وقدّمت أوراقاً ومستندات تثبت هذه الوقائع وأثبتتها النيابة العامة وجهات التحقيق، وكان رد الفعل هو محاولة هذه القيادات التى ينتمى البعض منها إلى جماعة الإخوان، محاربتى.
■ متى بدأت الحرب عليك؟ ولماذا؟
ظهرت الحرب العلنية قبل سفرى إلى السويد العام الماضى لتسلم جائزة، لحصول أبحاثى على المركز الأول بالطاقة الشمسية، وقبل السفر بساعات، أُبلغت بأننى مستبعدة من منصبى (مدير عام الجودة)، وتشكيل لجنة لجرد المكتب والحصول على جميع محتوياته، وظلت هذه الحرب لمدة عام، وحتى الآن أعانى منها وأصبحت مهددة بالفصل التام من الشركة.
وبسبب هذه القيادات تحولت بيئة العمل إلى حرب ومجموعة جزاءات يومية ضدى، وبدلاً من التفرُّغ لإنهاء أبحاثى عن الطاقة الشمسية بدأت فى متابعة القضايا التى أرفعها للتظلم ضد هذه القرارات فى المحاكم، وأنفق عليها آلاف الجنيهات. وهو ما ينجح القيادات الإخوانية فى تنفيذه بإثارة الحروب بين العاملين، واستهداف أىٍّ منهم، فى حال محاولته كشف فسادهم.