سر اختفاء «مائدة قريش» للعام الثاني في الكويت
سر اختفاء «مائدة قريش» للعام الثاني في الكويت
يمتلك الشعب الكويتي موروثا ثقافيا وشعبيا خاصا به في استقبال شهر رمضان المبارك، والذي يبدأ من الأساس في آخر أيام شهر شعبان، ويأتي في مقدمة عادات الشعب الكويتي لاستقبال الشهر الكريم «مائدة قريش» والتي تختفي من الكويت لثاني رمضان على التوالي كغيرها من العادات الرمضانية التي اعتادها الشعب الكويتي كالقرقيعان والغبقات الرمضانية.
مائدة قريش.. أبرز ملامح التراث الشعبي الكويتي
ومائدة قريش أو يوم قريش كان من أهم وأبرز ملامح استقبال الكويتيين لشهر رمضان الكريم في الموروث الشعبي الكويتي، حيث يوافق اليوم الأخير من شهر شعبان والذي يشهد كرنفالات شعبية احتفالا بقدوم الشهر الكريم.
والأصل في يوم قريش أو مائدة قريش هي أن الأقارب يجتمعون على مائدة واحدة لتناول الطعام نهارا سواء في الإفطار أو في الغداء، وهي تجمع عائلي لتوديع تناول الطعام نهارا، وإيذانا بالاستعداد للصيام، حيث يتم وضع مجموعة من الأطعمة الشعبية التراثية الكويتية كالمجبوس والهريس والمرق.
أصل تسمية مائدة قريش
أما عن أصول تسمية هذا اليوم بيوم قريش أو مائدة قريش، فرغم اختلاف آراء المؤرخين حول سبب التسمية، فإنها لا ترتبط بقبيلة قريش العربية المعروفة، وإنما يرى البعض أنها تعود إلى قرقشة النقود المعدنية خلال التسوق في هذا اليوم الأخير من شهر شعبان، وربما تعود التسمية كذلك إلى كلمة قرش وهي القطع المعدنية من النقود وتكون كلمة قريش تصغيرا لكلمة قرش، بينما ذهبت بعض الروايات إلى أنها تعود إلى أهازيج كانت تقوم بها النساء عندما كن يطلن من ميسوري الحال والتجار بعض المواد الغذائية.
مائدة قريش تنتقل من الأسر والعائلات إلى المؤسسات الحكومية والعامة
وقال تقرير سابق لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه رغم تطور المجتمعات والانتقال إلى زمن الحداثة، إلا أن الكويتيين لم يتنازلوا عن الاحتفال بـ«يوم قريش»، أو «مائدة قريش»، بل إنها انتقلت من البيوت إلى المؤسسات، سواء الحكومية أو الخاصة.
وأضاف التقرير: «حيث تحرص الشركات الكبرى، والبنوك على سبيل المثال، على تنظيم مائدة قريش لموظفيها خلال الأيام الخمسة الأخيرة من شهر شعبان، كنوع من الترابط بين الموظفين من جانب، والتمسك بالعادات المجتمعية من جانب آخر».
سبب اختفاء مائدة قريش في الكويت
ويعود اختفاء مائدة قريش لثاني رمضان على التوالي إلى انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث كان العام الماضي أول مرة تختفي تلك العادة في ظل الإجراءات الاحترازية تجاه الفيروس.
وربما لم يكن لدى الكويتيين ارتياحا العام الماضي لإلغاء مائدة قريش، لكن حسب وسائل إعلام عدة فإن اختفاء مائدة قريش للعام الثاني على التوالي كان أقل وطأة مقارنة بالعام الماضي.
