بروفايل| زيد بن رعد.. واجهة الحقوقيين العرب على قمة "مفوضية الأمم"

كتب: دينا عبدالخالق

بروفايل| زيد بن رعد.. واجهة الحقوقيين العرب على قمة "مفوضية الأمم"

بروفايل| زيد بن رعد.. واجهة الحقوقيين العرب على قمة "مفوضية الأمم"

بملامح عربية تشير لعقدها الخمسين، ووجه خالط لفترة طويلة الشعب الأوروبي، في واجهته نظارة طبية تخفي عيونًا أجهدها العمل في مهام عديدة لخدمة شعوب العالم. داخل أروقة الأمم المتحدة، يتحرك كدبلوماسي محنك، وحقوقي متمرس، يتمتع بأخلاق رفيعة ودرجة عالية من النزاهة، ذو فهم للثقافات المتنوعة، ما يلزم لأداء واجباته بحياد وموضوعية وفعالية، كأول مفوض سامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة من القارة الآسيوية والعالم العربي والإسلامي، هو الأمير الأردني زيد بن رعد بن زيد الحسين. وصل الأمير زيد لمنصب لم تصل له أي شخصية عربية من قبل، حيث تولى فقط ثلاثة من السفراء العرب مناصب مهمة في المستوى الثاني في إدارة المفوضية في منصب نائب المفوض السامي، وهما المصريان السفير منير زهران والسفير إبراهيم سلامة، والسفيرة الليبية نجاة علي، في رئاسة العمل بالمفوضية في الاتفاقيات التعاقدية وغير التعاقدية للدول، واستطاع الوصول إلى هذا المنصب من خلال عمله المتميز كدبلوماسي وعضو في قوات حفظ السلام ووسيط دولي أن يطور خبرة فريدة في أكثر قضايا الأمم المتحدة تحديًا في القرن الحادي والعشرين. ساهم المفوض السامي الجديد للأمم المتحدة بدور كبير في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وترأس لمدة سنتين مشاورات معقدة وجديدة من نوعها لوضع أركان للجرائم الفردية التي تندرج في إطار جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وقد اعتبرت المحاكم في مختلف دول العالم تعريفاتها للجرائم ضد الإنسانية من بين أقوى التعريفات القانونية، وانتخب في عام 2002 كأول رئيس لجمعية الدول الأطراف المشرفة على المحكمة الجنائية الدولية، في الوقت الذي لم تكن فيه المحكمة سوى خطة على الورق دون أعضاء رسميين أو موقع، وخلال ثلاث سنوات تولى المشاركة فى الأشراف على بدء مراحل عمل المحكمة. لم يخش الأمير أثناء عمله كمندوب دائم للأردن بالأمم المتحدة عام 1997 بالمطالبة علنا من المنظمة العالمية بأن تعد تقريرًا شاملًا عن مذبحة "سربرنيتشا" التي مثلت في حينه أسوأ الفظائع في أوروبا منذ عام 1945، فقاد حملة واسعة بين الدولة الأعضاء حتى أثمرت جهوده بأن أصدر الأمين العام للأمم المتحدة تقريرًا بشأنها . راكم الأمير زيد بن رعد، خبرة طويلة في العمل داخل عصبة الأمم المتحدة، حيث شغل منصب مندوب الأردن الدائم لديها منذ عام 2000، وترأس عام 2006 اللجنة الاستشارية لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، كما حصل على عضوية اللجنة الاستشارية لمعهد العدالة والمصالحة التاريخية، واختير بعدها عام 2003 كأول سفير من الأمم المتحدة يرأس اللجنة المخصصة لمسألة نطاق الحماية القانونية بموجب الاتفاقية المتعلقة بسلامة موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، كما اختير في 2004 رئيسًا لفريق خبراء الأمم المتحدة للصندوق الاستنمائي لمساعدة الدول على تسوية المنازعات عن طريق محكمة العدل الدولية في مسألة النزاع الحدودي بين بنين والنيجر. وفي نفس العام، عينته الحكومة الأردنية ممثلا لها ورئيسا لوفدها أمام محكمة العدل الدولية في مسألة الجدار الفاصل الذي تقوم إسرائيل ببنائه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتمتع بخبرة واسعة في مجال حفظ السلام في الأمم المتحدة لعمله كمسؤول للشؤون السياسية لقوات الأمم المتحدة للحماية في يوغوسلافيا السابقة في 1994، فيما أصبح مستشارًا للأمين العام للأمم المتحدة حول قضايا الاستغلال والاعتداء الجنسي في عام 2004، وذلك بعد انتشار ادعاءات حول سوء المعاملة التي ارتكبها أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. اختير زيد بن رعد الحسين، بالإجماع من ممثلي الدول بالجمعية العامة للأمم المتحدة خلال شهر يوليو 2014، حيث خصص هذا المنصب هذه المرة لقارة آسيا خلفا للقارة الإفريقية التى حصلت عليه خلال هذه الدورة بتولي نافي بيلاي، على أن يتسلم منصبه في أول سبتمبر المقبل. ولد الأمير زيد بن رعد الحسين يوم 26 يناير 1964 بعمان، وينحدر الأمير الأردني من السلالة الملكية في العراق، كما أنه من أبناء عمومة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وحصل على دكتوراه من جامعة كامبريدج عام 1993، وتزوج عام 2000 من سارة باتلر التي صارت الأميرة سارة ابنة الجيولوجي البريطاني الشهير جودفري باتلر، ولهما ثلاثة أولاد هم الأمير رعد 13 عاما والأميرة هلا 11 عاما والأميرة عزيزة 5 أعوام.