«أحمد»: ساعدت فى توصيل طعام مجانى للأسر الفقيرة يومياً لمواجهة «كورونا» دون مقابل
محمد أحمد
ذاع صيته خلال الموجة الأولى لفيروس كورونا، مع تطبيق حظر التجول فى إيطاليا يوم 15 مارس 2020، بعد أن كرّس الشاب المصرى محمد أحمد، الذى يعيش هناك منذ 13 عاماً، جهده ووقته لمساعدة الإيطاليين، وراح ينطلق يومياً بدراجته الصغيرة، ويشترى كميات من الخضار والفاكهة لتوزيعها على الأسر المحتاجة دون أى مقابل.
نشاط الشاب الثلاثينى انتشر فى كافة أنحاء إيطاليا حتى ذاع صيته هناك ووصل صداه لوسائل الإعلام الإيطالية واستحق عضوية الانضمام إلى الصليب الأحمر الإيطالى دون اجتياز أى اختبارات كما يجرى العرف هناك، «الوطن» حاورت الشاب المصرى للتعرف على رحلته فى إيطاليا وانضمامه لـ«الصليب الأحمر».. إلى نص الحوار
«الملاك المصري» في إيطاليا: أنا من أبناء كفر الشيخ.. وحالياً أمتلك محل حلاقة رجالي فى «فلورانسا»
ما مهنتك؟
- أنا من أبناء محافظة كفر الشيخ وأعمل فى مجال الحلاقة منذ سنوات طوال قبل المجىء لإيطاليا، والآن أمتلك محلاً للحلاقة الرجالى فى أحد شوارع مدينة فلورانسا.
كيف بدأت تجربتك فى مساعدة الإيطاليين خلال الحظر الكلى فى موجة كورونا الأولى؟
- كانت الشوارع خالية من المارة تماماً، وبطبيعة عملى لا أحب الجلوس فى البيت فترات طويلة دون عمل، وسمعت من العائلات القريبة منى عن وجود بعض الأسر المحتاجة للطعام والشراب، لأن لديهم أطفالاً وكبار سن لايستطيعون الخروج من المنزل خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا، فقررت استغلال وقتى لمساعدتهم، فانطلقت بدراجتى الصغيرة لأحد الأسواق واشتريت كمية من الخضار والفاكهة وقمت بتعبئتها فى أكياس لتوزيعها على الأسر المحتاجة دون أى مقابل، ونجحت فى توزيع 60 كيساً فى أول يوم.
تحركي أثناء حظر التجول وضعني في دائرة شك الشرطة.. وحصلت علي عضوية استثنائية بـ«الصليب الأحمر»
كيف استطعت التجول بين المنازل وقت تطبيق الحظر الكلى؟
- كل مرة كانت تستوقفنى الشرطة الإيطالية وتحرر ضدى محضراً وإنذاراً بعدم اختراق قرار حظر التجول، دون محاولتى تبرير موقفى أمامهم، وبعد أن تكرر مشهد خروجى يومياً إلى السوق ومشهد التجول بين المنازل حاملاً أكياساً، أثار الأمر الريبة فى نفوس رجال الشرطة حتى قرروا تتبعى فى أحد الأيام.
وهل اتخذت الشرطة إجراء ضدك؟
- مع تكرار تحرير المحاضر ضدى خشيت من تعرضى للحبس فقررت الاتصال بالصليب الأحمر الإيطالى لمساعدتى فى توصيل الطعام إلى الأسر المحتاجة، وأخدوا منى أول مرة 30 وجبة وقاموا بتوزيعها، ورغم زيارة رجال الصليب الأحمر لمنزلى استوقفتنى سيارة شرطة ذات يوم تسألنى عن اسمى كاملاً والبيانات الشخصية الخاصة بى لوضعى تحت الملاحظة.
ماذا فعل معك الصليب الأحمر بعد ذلك؟
- تم منحى تصريح عضوية مؤقتة طوال فترة الأزمة الحالية لفيروس كورونا، دون اجتياز الاختبارات المقررة على من يريد الانضمام إليهم، وأصبحت أول عربى يحصل على شهادة وتصريح من الصليب الأحمر الإيطالى للعمل معهم.
تحت الملاحظة
فى صباح أحد الأيام فوجئت بدقات متتالية على باب منزلى، ووجدت بالخارج عدداً من الرجال، بينهم محقق لمعاينة البيت ومصور يحمل كاميرا وصحفى يسألنى ويتحقق من الأمر، وهنا اضطررت لرواية حكايتى كاملة، فبدأت حديثى بما يحثنا عليه دين الإسلام من فعل الخير وأكدت لهم أنى لم أحصل على أى تبرعات ولم أحصل على أموال من الصليب الأحمر.
وفى صباح اليوم التالى، خرجت لتوزيع الوجبات على البيوت بصحبة أحد جيرانى الإيطاليين، واطلعت على الصحف الإيطالية لهذا اليوم، وفور توجهى إلى بائع الجرائد فوجئت بصورتى على صفحات أكبر صحف إيطاليا.