رواده مسلمون وأقباط.. سر قدسية بئر شرب منه الصحابة والطفل يسوع بالمنيا

رواده مسلمون وأقباط.. سر قدسية بئر شرب منه الصحابة والطفل يسوع بالمنيا
- المنيا
- بئر الصحابة
- بئر السحابة
- يسوع الطفل
- صحابة الرسول
- مارية القبطية
- المنيا
- بئر الصحابة
- بئر السحابة
- يسوع الطفل
- صحابة الرسول
- مارية القبطية
بئر مياه بعمق 25 مترا، يقع بطريق المقابر علي أطراف قرية «الشيخ عبادة»، في مركز ملوي، جنوب المنيا، أصبح مقصدا للأهالي اعتقادا منهم أنه يجلب البركة، وهذا الاعتقاد مشترك بين المسلمين والمسيحيين، فالمسلمون يطلقون عليه بئر الصحابة، اعتقادا منهم أن الصحابة شربوا منه أثناء فتح عمرو ابن العاص لمصر، أما المسيحيون فيطلقون عليه بئر السحابة لأن العائلة المقدسة مرت عليه وشرب منه يسوع الطفل، أما البسطاء فيرددون أن البئر حفرها المقدس شمعون والد السيدة مارية القبطية زوجة الرسول، وشربت منه هي وشقيقتها سيرين.
بعض البسطاء يتعاملون مع البئر بطقوس خاصة منها الطواف حوله أو الشرب أو الاستحمام وغسل الوجه منه، حتي الحيوانات بدورها كان لها نصيب في الحصول علي البركة فالماشية المريضة أو قليلة الإنتاج من الألبان يتم الطواف بها حول البئر طمعا في الشفاء أو الحصول علي البركة، حتي الجماد له نصيب فبعض أصحاب السيارات الأجرة ووسائل النقل يقومون برشها من ماء البئر لدفع الشرور والحوادث عنهم.
يقول ناصر محمد، من قرية الشيخ عبادة، إن البئر تدور حوله روايات عديدة لا يعرف أحدا أصلها، لكن ما يشاع بين سكان المنطقة أن العائلة المقدسة مرت عليه أثناء رحلتها إلي مصر، كما أن عدد من صحابة الرسول آتوا ليه وشربوا منه، والبعض يزور البئر من باب العادة المورثة عن الآباء والأجداد، وهذا ما يؤهلهم نفسيا للاقتناع والاطمئنان وقد تلعب المصادفة دورها فيزيد الاعتقاد.
ولعل أقوي المبررات والأسباب في تأصيل العادات واستمرار لصقها بالدين، فالبئر مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين علي حد السواء، فبالنسبة للمسيحيين يروي عياد بشري قصة البئر قائلا: «العائلة المقدسة عندما جاءت من أورشليم إلي مصر هربا من بطش هيروس، مرت بهذا المكان ونجا الطفل يسوع وشرب من البئر، وقد سمي ببئر السحابة لأن سحابة بالسماء ظللت الطفل وأمه في هذا المكان».
ولدى المسلمين راوية أخري يلخصها محمد عبد الحليم قائلا: «الصحابة رضي الله عنهم مروا بالبئر وشربوا منه أثناء الفتح الإسلامي لمصر في عهد عمرو ابن العاص».
وهناك رواية ثالثة تعطي لهذا البئر قدسية أخرى فمن وجهة نظر أحمد فرغلي، يري أن البئر حفر على يد المقدس شمعون والد السيدة مارية القبطية زوجة الرسول صلي الله عليه وسلم، ويتردد أن السيدة مارية كانت تأتي بصحبة شقيقتها سيرين من مدينة «أنصنا»، أقصى جنوب ملوي ليشربا من مياه البئر ويأخذان المياه لأغنام والدهما المقدس شمعون.
كل هذه الراويات ليس لها أصل معلوم وتتردد علي ألسنة العوام وتضاربها يشكك في عدم صحتها فهي لم تسجل كأثر أو رمز ديني حتي لو سلمنا بصحتها فهذا غير مقبول من وجهة نظر رجال دين، فأحد القساوسة يرى أن هذه الروايات عبارة عن خرافات مصطنعة من البشر، وأحد رجال الدين الإسلامي يوافق علي هذا الرأي موضحا أن هذا المعتقد مخالف للعقيدة والشريعة، فهناك معتقدات راسخة في أذهان الناس منذ عصور الجاهلية، فضلا عن بعض الأحداث التي اصطنعها البعض ومازالت موجودة حتي يومنا هذا ومنها تعليق التمائم أو الاعتقاد في بئر قديمة متوارثة تسمي باسماء مختلفة تنسج حولها خيوط الأوهام والمعتقدات.