تقسيم الشرق الأوسط.. مخطط بدأ مع الحرب العالمية الأولى واستمر حتى الآن
![تقسيم الشرق الأوسط.. مخطط بدأ مع الحرب العالمية الأولى واستمر حتى الآن](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/260866_Large_20140820015019_11.jpg)
الحرب العالمية الأولي، قامت في بادرتها لتقسيم دول عدة، كان أبرزها الدول العربية، والتي أظهرت عددًا من الخرائط القديمة ترجع إلى العقدين الثاني من القرن العشرين، مثل خطة بريطانيا- فرنسا في تشكيل شرق أوسط جديد.
كثيرًا من المخططات السياسية، لم تظهر أسبابها أو عواقبها إلا بعد فترة كبيرة من الحرب، حتي يتبين للناس الأسباب الأساسية لتلك الحرب، وتوابعها وحقيقتها، والتي باتت معظمها كامنة في رحم التاريخ، حتى طفحت بعضها على السطح بعد ما يقرب من قرن كامل على الحرب.
تقسيم الحدود الدولية، كانت أكبر أهداف بريطانيا وفرنسا في تلك المرحلة، وذلك لبسط نفوذ الدولتين على دول عدة خضعت حينها تحت السيطرة البريطانية والفرنسية، ولإضعاف الدول، ظهر مخطط التقسيم، ولذلك اتفق كل من مارك سايكس، ممثلًا عن الحكومة البريطانية، وفرانسوا جورج بيكو، ممثلًا عن الحكومة الفرنسية، في اتفاقهما المبرم عام 1916، والشهير باسم اتفاقية "سايكس- بيكو".
اعتقاد القائدين بأن شعوب المنطقة ستصبح أفضل حالًا تحت حكم الإمبراطوريات الأوروبية، وبعد التقسيم ذلك، جعلت من حلم التقسيم واقعًا مفروضًا على الدول، فيما لا تزال مبادئ الاتفاق الرئيسة، التي تفاوض بشأنها الاثنان وسط اضطرابات الحرب العالمية الأولى، أثرت كثيرًا في المنطقة حتى اليوم، وذلك بعد تقسيم منطقة نفوذ الحكم العثماني منذ بدايات القرن السادس عشر إلى دول جديدة، وضعت تلك الكيانات السياسية تحت نطاقين من النفوذ، أحدهما تحت سيطرة النفوذ البريطاني، والذي تمثل في "العراق، شرق الأردن، فلسطين"، أما نصيب فرنسا، تمثَّل في "سوريا، لبنان".
ولتخفيف إحراج الفرنسيين والبريطانيين بعد كشف الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 لتوضيح نتائج التقسيم بلهجة مخففة، وليبرر أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين، وبعدها أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية، لإرضاء أتاتورك واستكمالًا لمخطط تقسيم وإضعاف سوريا، أعقبها التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا، إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أُعطيت لليونان في معاهدات سابقة.
وأصبحت مصر تحت سيطرة بريطانية، فيما سيطرت فرنسا على دول المغرب.
إلا أن حلم الاستقلال في تلك البلدان لم يتحقق، ولذلك طغت نفوذ القوى الاستعمارية في العشرينيات والثلاثينيات وحتى الأربعينيات على العالم العربي، وظهرت قوة سياسية عربية في شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط، والتي نجحت في بناء أنظمة دستورية ليبرالية، وهو ما حدث في مصر وسوريا والعراق في بداية القرن العشرين، وتحولت هذه القوة إلى قومية حاسمة، والتي ركزت أهدافها على التخلص من الاستعماريين والأنظمة التي تعاونت معهم.
وبعد مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى، استمرت مخططات الغرب لافتعال الصراعات والاضطرابات في المنطقة العربية، من أجل تقسيمها وإضعافها والتدخل في شؤونها.
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/260867_7527558.jpg)
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/260867_7527558.jpg)
مخطط تقسيم الشرق الأوسط
ملف خاص
ملف خاص| ذكريات الدمار والدم في مئوية الحرب العالمية الأولى
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/medium/259919_Large_20140816100609_11.jpg)
ذكريات الدمار والدم
تعد الحرب العالمية الأولى من أقوى الأحداث التي تندرج في التاريخ تحت بند المعارك والحروب للمزيد