المذيع عمرو قنديل: بلوغي سن التقاعد لا يعني ابتعادي عن الشاشة (حوار)

كتب: أحمد حسين صوان

المذيع عمرو قنديل: بلوغي سن التقاعد لا يعني ابتعادي عن الشاشة (حوار)

المذيع عمرو قنديل: بلوغي سن التقاعد لا يعني ابتعادي عن الشاشة (حوار)

بلغ عمرو قنديل، المُذيع بالتليفزيون المصري، سن التقاعد، قبل أيام، إذ كانت آخر تجاربه التليفزيونية برنامج «هنا ماسبيرو»، وذلك بعد مسيرة إعلامية طويلة قاربت من الثلاثين عامًا، قدّم من خلالها عشرات البرامج، التي حظيت بنجاحٍ كبير، وإشاداتٍ واسعة من قِبل الجمهور المصري والعربي.

وتُعد بداية الرحلة الإعلامية لـ«قنديل» مُختلفة عن كثيرٍ من زملائه، إذ انطلقت من مجموعة قنوات «art» لينضم بعدها إلى كتيبة مُذيعي التليفزيون المصري.

وتضم مسيرة عمرو قنديل، في التليفزيون المصري، برامج عدّة، لعلّ أبرزها «ممنوع الدخول»، و«زوجة رجل مهم»، و«الفضائية»، و«دنيا ودين»، و«فضفضة»، و«نجوم صاحبة الجلالة»، و«عرب نجوم طرب»، والمسابقة الثقافية «أيوه لأ»، و«المضيفة» و«لحظة صدق» و«مساء الخير يا مصر».

ويتحدث عمرو قنديل، خلال حواره مع «الوطن»، عن رحلته التليفزيونية، التي انطلقت من التسعينيات، والمحطات الناجحة في حياته، وكذلك المواقف الصعبة، وإلى نص الحوار:-

- في البداية دعنا نتحدث عن  تقييمك لرحلتك الإعلامية بشكلٍ عام والتي دامت لنحو 30 عامًا؟

أعتقد أنّ تجربتي في مجموعة «art» كانت رائدة بشكلٍ كبير، كون القنوات الخاصة في فترة التسعينيات لم تكن سائدة في مصر إطلاقًا، فكانت بمثابة طفرة في الإعلام العربي بشكلٍ عام، واكتسبت خبراتٍ عدّة من رؤسائي في العمل، لعلّ أبرزهم سامية صادق، وبانتقالي بعدها إلى التليفزيون المصري، مع سناء منصور، من خلال الفضائية المصرية، كانت هي أستاذتي الحقيقية، وتجربتي هناك كانت ناجحة جدًا، وأتذكر أنّ «الفضائية» كانت الأعلى مُشاهدة في العالم كله، من منتصف التسعينيات وحتى عام 2002 تقريبًا، وكانت كما يُقال «نمر وان»، وفي عام 2003، انتقلت إلى القناة الأولى وعملت مع زينب سويدان، وكانت تلك التجربة مُختلفة بشكلٍ كبير، وتوالت بعدها المحطات الإعلامية داخل أروقة «ماسبيرو».

- وبما تصف رحلتك الإعلامية المُمتدة منذ 3 عقود تقريبًا؟

أرى أنّ رحلتي الإعلامية كان بها نجاحات عدّة لم تكن متوقعة، وتشبع لكن لا يمكنه وصفه إطلاقًا بالاستغناء، وبكلٍ حال سعيد برحلتي الإعلامية بكل ما فيها، لكن لست سعيدًا إطلاقًا بالصراعات والحروب التي قابلتني في بعض الفترات.

- معنى ذلك أننا قد سنراك في تجربة إعلامية جديدة خلال الفترة المُقبلة؟

بالتأكيد لن أعتزال العمل الإعلامي إطلاقًا، فالمذيع ليس لديه سن للتقاعد، لكن لم أستقر على خطوتي الجديدة بعد، وإن كانت هناك فرصة في إحدى المحطات الخاصة بما تتوافق مع معاييري الخاصة، لن أرفضها طبعًا، ومن الوارد اقتحام عالم الديجيتال وتقديم برنامج أون لاين.

- وإذ عُدنا إلى فترة البدايات.. كيف تُحدثنا عن بداية رحلتك الإعلامية؟

لم أفكر يومًا في اقتحام العمل الإعلامي، رغم أن والدي وجدي قنديل، كان رئيس تحرير «آخر ساعة»، وكذلك نائب رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم»، فقد كنت أعمل في مجال البنوك ولدي مشروعي الخاص، وفي يومٍ ما، في بداية التسعينيات، التقيت بالإعلامية سامية صادق، واقترحت عليّا دخول الإعلام وتقديم برنامج تليفزيوني عبر قناة «art»، فرحبت بالأمر من باب التجربة، وطلبت مني إعداد قائمة بشأن تنفيذها في برنامج حواري مع شخصيات بارزة في مجالاتها، واستضافتها في برنامج بعنوان «دعوة على فنجان شاي»، وبالفعل حاورت 10 شخصيات وأعجبت بالمجال، خصوصًا وأنني ألتقي بشخصيات لها تاريخ واكتسب منهم بعض الخبرات، وظللت أقدم هذا البرنامج قرابة الستة أعوام، فقد حقق نجاحًا ضخمًا طوال فترة عرضه، وكنت أحصل 250 جنيهًا في الحلقة الواحدة.

- وماذا عن رد فعل الأسرة بعد دخولك مجال الإعلام؟

أخفيت نبأ دخولي الإعلام، على والدي، طوال عدّة حلقات، وشعر بالضيق بعدما أبلغته، اعتقادًا منه بأنني أعرض نفسي للتشتت ما بين البنك ومشروعي الخاص والإعلام، إلا أنني أقنعته بالمواصلة في الإعلام من إطار التجربة لا أكثر.

- وكيف انتقلت إلى التليفزيون المصري؟

ذات مرة، كان والدي في دعوة عشاء، بحضور صفوت الشريف، والذي كان وزيرًا للإعلام آنذاك، وقال له: «طالما عمرو ابننا غاوي يشتغل في الإعلام، طب ما يجي يشتغل في تليفزيون بلده.. أنا عاوز عمرو معايا في التليفزيون، خصوصًا إنّ عنده كاريزما حلوة على الشاشة»، ووقتها كانت سناء منصور رئيسة الفضائية المصري، عام 1996 تقريبًا، ورحبت بالأمر فقط، وانضممت للتليفزيون المصري، بعدما تقدمت باستقالتي من البنك.

- ولماذا لم تستقر على لون برامجي مُحدد لتقديمه؟

أنا لا أحب التخصص في مجالٍ معين، حتى عندما حظى برنامج «دنيا ودين» بنجاحٍ كبير طوال ستة أعوام تقريبًا، وحصدت بسببه جائزة أحسن مُقدم برنامج ديني على الفضائيات العربية، وأتذكر أنني قل لـ سناء منصور، ذات مرة، «أنا هقدم البرنامج بس مش طموحي أقدمه طول الوقت، أنا عاوز أقدم ألوان برامجية كتير».

- تتذكر أبرز المواقف الصعبة التي تعرضت لها على الهواء؟

أتذكر موقف كوميدي، خلال تقديم سهرة ليلة رأس السنة على الفضائية المصرية، تلقيت اتصالٍ على الهواء من أحد المشاهدين، لكنه وجه السباب بشكلٍ مفاجئ، ولم يكن في وعيه ويبدو أنه مخمورًا، وموقف آخر صعب جدًا عندما فقدت صوتي على الهواء.

- وماذا عن تفاصيل تلك الحادثة الغريبة؟

أصيبت بفيروس نادر من التكييف في الاستديو، عام 2000 تقريبًا، تسبب لي في شلل بالأحبال الصوتية، وذلك خلال تقديمي حلقة من برنامج «أيوا لا» مع ريم الشافعي، على الهواء مباشرة، وفجأة في منتصف الحلقة، فقدت صوتي تمامًا، وسافرت بعدها إلى باريس لمدة 3 شهور تقريبًا للعلاج.

وأتذكر أنّ والدي، لم يُدرك حجم شهرتي، إلا خلال فترة علاجي في باريس، إذ كان برفقتي، وكان قطاع كبير من الجمهور يستوقفني هناك بشأن التقاط بعض الصور التذكارية معي.

- وما هو أهم حوار تليفزيوني في مسيرتك الإعلامية

يُعد حواري مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، من أهم حواراتي التليفزيوني، وذلك على هامش زيارته الأولى لمبنى الإذاعة والتليفزيون، في عيد الإعلاميين عام 1998 تقريبًا، ورؤسائي في القناة أبلغوا مُذيعي الهواء أن يكون كلّ منهم على استعداد لمحاورة الرئيس، «قالوا لنا كله يحضر ويذاكر، بس مش عارفين الرئيس هيقعد في أنهي ستديو، ويعمل حوار مع مين..  المهم إنه دخل استديو برنامج مساء الخير، وقال نقعد بقى، وحاورته أنا وشافكي..  وبدأنا معاه الحوار على الهواء».

- وماذا عن كواليس هذا الحوار؟

كان بمثابة امتحان شديد على الهوا مباشرة، وأتذكر أنّ «مبارك وهو ماشي، كان بيسلم عليا، قال لي أنت ابن وجدي قنديل؟، قلت له: أيوه يا فندم، قالي: أنا عرفت من الصوت، وأشاد بموهبتي وقال لأبويا اللي كان موجود في التليفزيون برضه وقتها، وقال «عمرو كويس وجريء ومش خايف وعمل حوار حلو»، وقال لـ صفوت الشريف: «خد بالك منه يا صفوت»،  صفوت قاله: «ده اكتشافي يا ريس.. ده أنا اللي جايبه من art».

- وماذا عن تأثير ذلك الحوار عليك فيما بعد؟

اتحاربت بجنون من يومها وحتى عام 2011، من بعض قيادات التليفزيون، والذين غضبوا لمحاورتي الرئيس، لكن تعاملت مع تلك الحروب بتجاهل تام، ولم أوجه أي إساءة لأي شخص إطلاقًا.


مواضيع متعلقة