مصر تسابق الزمن لتصنيع مستحضرات الأورام ومثبطات المناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المضادات الحيوية

كتب:  إسراء سليمان ومريم الخطرى

مصر تسابق الزمن لتصنيع مستحضرات الأورام ومثبطات المناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المضادات الحيوية

مصر تسابق الزمن لتصنيع مستحضرات الأورام ومثبطات المناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المضادات الحيوية

دخلت الدولة سباقاً مع الزمن لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوطين صناعة أدوية الأورام والمناعة فى مصر، وبدأت أجهزة الدولة فى إعداد الدراسات الخاصة بتحقيق الاكتفاء الذاتى بهذا النوع من الأدوية الحيوية، فيما انتهت الدولة من إنشاء وتشغيل 3 خطوط إنتاج جديدة للمضادات الحيوية الحديثة.

ووجَّه الرئيس السيسى الحكومة، خلال افتتاح مدينة الدواء الجديدة، بتوطين صناعة أدوية الأورام فى مصر، متابعاً: «قولوا لنا المسار إيه، سواء بتشجيع شركات القطاع الخاص فى مصر على ذلك أو شركات قطاع الأعمال»، مؤكداً أن جائحة فيروس كورونا أعطتنا دروساً كبيرة.

من جانبه ثمَّن الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، افتتاح مدينة الدواء، مؤكداً أنها تحتوى على جانب مهم يرتبط باكتشاف أنواع جديدة من الأدوية التى سيجرى تصنيعها فى مصر الفترة المقبلة.

«تاج الدين»: المدينة الجديدة تتيح الفرصة لإنتاج أدوية بمواصفات عالية وتمكّن مصر من التحالف الدولي لتطوير الصناعة

وتابع عوض تاج الدين لـ«الوطن» أن تصنيع الدواء فى مصر أمر فى غاية الأهمية، مشيراً إلى أن التصنيع المحلى للدواء لا يعتمد على توفير الأدوية بأسعار منخفضة فحسب، ولكن الأمر يتعلق بتوفير الأدوية التى تحتاجها الدولة فى الأوقات الصعبة مثل جائحة كورونا التى علمتنا دروساً غالية، حسب تأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح مدينة الدواء.

وأوضح مستشار الرئيس للشئون الصحية أن مدينة الدواء ستتيح الفرصة لإنتاج أدوية ذات مواصفات عالية وستمكّن مصر من التحالف الدولى لتطوير صناعة الدواء، مشيراً إلى أن مصر دولة كبيرة وبوابة كبيرة للدول العربية والأفريقية وتمتلك كوادر بشرية كبيرة ذات صفات عالية من المهارة، لذلك فإن التحالف أو التعاون مع مصر من قبَل الدول أمر حتمى. وأشار «تاج الدين» إلى بدء الدراسات بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى مباشرة بصناعة البلازما ومستحضرات الأورام ومثبطات المناعة وصناعة الأنسولين ومستحضرات الهرمونات التى تهدف إلى تصنيع الخامات الدولية لأدوية الأورام فى مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتى، موضحاً أن منتجات البلازما 45% منها تحتوى على الدم، وتحتوى على مواد حيوية لها الدور الأكبر فى إنقاذ حياة العديد من المرضى.

كان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قال خلال كلمته التى ألقاها فى افتتاح مدينة الدواء، إن مصر كان لديها خط واحد لإنتاج مستحضرات الأورام ومثبطات المناعة، مشيراً إلى الانتهاء من خط خلال الأشهر القادمة، وكان لدينا أيضاً خط واحد للمستحضرات الحيوية، وهناك 4 مشروعات تنتهى فى نفس الوقت، وتم إنشاء وتشغيل 3 خطوط إنتاج جديدة للمضادات الحيوية الحديثة.

«النحاس»: 20 مركزاً لإنشاء مشتقات البلازما وتوفير مقابل استيرادها

وقالت الدكتورة نيفين النحاس، مدير المشروع القومى لتصنيع البلازما بوزارة الصحة والسكان، إن مصر لم يكن بها تصنيع أدوية بلازما من قبل، موضحة أن مشتقات البلازما موجودة فى العديد من الأدوية مثل أدوية القلب وسرطان الدم وأدوية أمراض الأعصاب وأدوية الكبد، وكل هذه الأدوية يحتاجها العديد من المواطنين.

وتابعت مدير المشروع القومى لتصنيع البلازما بوزارة الصحة أنه كان يوجد نقص فى هذه الأدوية على مستوى العالم، لذلك كان يتم اللجوء إلى أكياس بلازما بدلاً من مشتقات البلازما كتعويض، مشيرة إلى أن مشروع مشتقات البلازما يعتمد على أكثر من محور، فى مقدمتها مراكز التجميع، وتختلف هذه المراكز فى القيمة الإنشائية، حيث يختلف مركز عن آخر، وتصل تكلفة إنشاء الواحد منها إلى ٣٠ مليون جنيه ومصر تسعى إلى إنشاء ٢٠ مركزاً.

وأضافت أن مدينة الدواء ستعمل على توفير استيراد البلازما من الخارج ولأول مرة سيتم تصنيع البلازما فى مصر، مشيرة إلى قيام مصر فى كثير من الأحيان باستيراد مشتقات البلازما من الخارج، وكان العالم يعانى من نقصها فكنا نضطر لاستيراد نسبة بسيطة منها رغم الحاجة إليها.

«الشيخ»: المدينة ستوفر 15% من الأدوية الحيوية

من جانبه قال الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، عضو مجلس الشيوخ، إن مدينة الدواء التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الخانكة ستساهم بشكل كبير فى حل أزمة نقص أدوية الأمراض المزمنة وفيروس سى والأورام، وسترحم معاناتهم التى كانت تحدث بسبب نقص الأدوية، خاصة بعد افتتاح الأقسام الخاصة بتصنيع أدوية الأورام وأدوية فيروس سى والأمراض المزمنة.

«أبودومة»: ستعود بآثار إيجابية على سوق الدواء المصري

وأكد أن مصانع مدينة الدواء ستراعى أعلى مستوى من حيث التصنيع والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، الذى يمكّن مصر من فتح آفاق كبيرة وتحقيق الصدارة فى تصدير الأدوية للخارج بمنتجات ذات جودة مرتفعة، مشيراً إلى أن مصر ستصبح صاحبة القرار فى الدواء المصرى، وستوفر نسبة 15% من الأدوية الحيوية التى تبلغ قيمتها آلاف الجنيهات للعبوة الواحدة، ومنها أدوية الأورام والمناعة وأدوية الهرمونات والأدوية البيولوجية.

وأوضح أن المدينة ستدعم التوسع فى حجم تصدير الأدوية المصرية للخارج، لا سيما أن حجم التصدير للخارج حوالى 0.50% فقط سواء للدول العربية أو الأفريقية، مؤكداً أن الإعلان عن إنشاء مدينة للدواء بمواصفات عالمية بغرض التصدير نقلة نوعية كبيرة.

من جانبه قال الدكتور أحمد طلعت أبودومة، عضو مجلس نقابة صيادلة مصر، إن افتتاح مدينة للدواء بالخانكة حدث فريد سيعود بالآثار الإيجابية على سوق الدواء المصرى، مؤكداً أن هذا الكم من المصانع سيساهم فى توفير العديد من الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة التى يحتاجها المريض المصرى، وأدوية الأورام والهرمونات وفيروس سى التى كانت تشهد احتكاراً وارتفاعاً فى الأسعار.

وأضاف «أبودومة» أن مدينة الدواء ستنقل مصر مرحلة متقدمة جداً فى صناعة الدواء وحماية البلد من نقص الأدوية واحتكارها وهى حماية للصناعة الوطنية والمريض المصرى الذى سيحصل على الدواء بسهولة وأسعار منافسة.


مواضيع متعلقة