في ذكراه.. قصة البابا متاؤس الثالث الذي أكل المصريين في زمانه «الميتة»
البطريرك رقم 100 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
![غلاف كتاب السنكسار](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/8886613571539766639.jpg)
غلاف كتاب السنكسار
يحيي الأقباط الأرثوذكس، اليوم السبت، ذكرى وفاة البابا متاؤس الثالث، البطريرك رقم 100 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتذكر قصته اليوم خلال قداسات الصلاة داخل الكنائس كما ورد في كتاب السنكسار الكنسي، وهو كتاب يقرأ في صلوات الأقباط ويذكر قصص القديسين ومقسم حسب التقويم القبطي الذي يوافق اليوم 25 من شهر برمهات لعام 1737 قبطي.
ويذكر السنكسار، أن هذا البطريرك وُلِدَ باسم تادرس في قرية طوخ النصارى، إحدى قرى محافظة المنوفية، وترَّهب بدير أبو مقار بوادي النطرون، وهناك تم رسامته قساً ثم قمصاً وأخيراً رئيساً على الدير، ولما توفي البابا يوحنا الخامس عشر، البطريرك الـ99 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اجتمع رأى الأساقفة والأراخنة والشعب على اختياره بطريركاً، فرسموه بطريركاً باسم البابا متاؤس سنة 1631ميلادي.
ويشير السنكسار إلى أن هذا البطرير لما جلس على الكرسي المرقسي شمل الكنيسة هدوء وسلام، إلا أن أحد الأشرار وشى به عند الوالي، فطلب منه الوالي غرامة كبيرة، تعاون معه الشعب في دفعها، وفي زمنه وقع غلاء عظيم في كل أرض مصر، لم يصل مثله قط، حتى وصل ثمن إردب القمح إلى خمسة دنانير ولم يتمكنوا من شرائه. ولم يتيسر الحصول عليه إلا عند القليل من الناس، حتى أكل الأهالي الميتة، ومنهم من أكلوا لحم الدواب فتورموا وماتوا، ومنهم من دقوا العظم وأكلوه، ومنهم من كانوا يبحثون عن الحب في الكيمان ليلتقطه فتسقط عليهم ويموتون ومات خلق كثير لا يحصى عدده.
واستمر هذا الغلاء سنتين، حتى أتى النيل بفيضان عال غمر كل الأراضي وزرعت البلاد واطمأن الناس، وزال كابوس الغلاء، وانخفضت الأسعار
ويوضح السنكسار أن هذا البطريرك أيضا رسم مطراناً لبلاد الحبشة من أهالي أسيوط وقد حلت بهذا المطران أحزان وشدائد كثيرة أثناء وجوده هناك، حتى عزلوه ورسموا بدلا منه.
وتوفي البابا متاؤس الثالث في مدينة طوخ ودُفن بكنيستها في مثل هذا اليوم عام 1362 قبطي الموافق 1646 ميلادي، بعد أن ظل جالسا على الكرسي البابوي لمدة 14 سنة و6 أشهر و23 يوما.