لتوفير اليومية.. الأطفال يزاحمون الكبار في حصاد الذهب الأبيض بالفيوم

لتوفير اليومية.. الأطفال يزاحمون الكبار في حصاد الذهب الأبيض بالفيوم
- القطن
- الذهب الأبيض
- نورت يا قطن النيل
- القطن طويل التيلة
- القمح
- الذرة
- كورونا
- القطن
- الذهب الأبيض
- نورت يا قطن النيل
- القطن طويل التيلة
- القمح
- الذرة
- كورونا
على وقع كلمات أغنية «نورت يا قطن النيل، يا حلاوة عليك يا جميل»، انتشر المئات من أهالي قرى مركز سنورس، في محافظة الفيوم، في الحقول الشاسعة التي يزينها الذهب الأبيض، للعمل في جمع القطن، مع بدء موسم جني المحصول، الذي طالما كان مصدر رزق لكثير من العائلات.
ومع فجر كل يوم، تنتشر على الطرق الزراعية وعلى جانبي الترع مركبات «التروسيكل» والسيارات الربع نقل، التي تنقل عشرات الأطفال والفتيات من مختلف القرى إلى حقول القطن، ليعملوا في جمع القطن، حيث يعتمد أصحاب الأراضي على الأطفال في جني المحصول، بدلاً من الكبار، من أجل توفير فارق اليومية، حيث تتراوح يومية الشخص الكبير بين 100 و125 جنيهاً، بينما تتراوح يومية الطفل بين 40 و50 جنيهاً.
وعبر أصحاب الأراضي المزورعة بالقطن عن فرحتهم الشديدة، بسبب عودة زراعة القطن طويل التيلة مرة أخرى، والذي كانوا يعتمدون عليه في كافة أمور حياتهم، حيث كانت ترتبط كافة مصالحهم بموسم جني القطن، فمن يريد تزويج أحد أبنائه، يكون في موسم القطن، وكذلك من يريد أن يبني منزله، أو يذهب في رحلة حج، نظراً لتوفير القطن عائد مالي كبير لهم.
«سيد صميدة»، 63 سنة، مزارع، قال إنّه يزرع القطن طويل التيلة للعام الثاني على التوالي، بعدما غاب لأكثر من 20 سنة، مؤكداً أنّه حقق أرباحاً طائلة بسبب زراعة هذه النوعية من القطن العام الماضي، مشيراً إلى أن متوسط إنتاج الفدان يبلغ حوالي 6 قناطير، ويتراوح سعر القنطار الواحد بين 2700 و3 آلاف جنيه.
وأضاف «صميدة»، في تصريحات لـ«الوطن»، أنّ الفدان الواحد يحتاج إلى نحو 100 عامل «نفر»، لجني محصول القطن، يتم تقسيمهم على مدار 10 أيام، بواقع 10 «أنفار» في كل يوم، مشيراً إلى أن كثيراً من المزارعين يعتمدون على الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و18 سنة، لأنّ يوميتهم قليلة مقارنة بالكبار، بالإضافة إلى 50 جنيهاً يومياً يدفعها المزارع إلى «السمسار»، الذي يقوم بجمع الأطفال وإحضارهم إلى الحقل يومياً.
كما أوضح «صميدة» أنّ انخفاض درجة الحرارة هذا العام، ساعد كثيراً في أن يكون إنتاج أرضه جيداً، مُبيناً أنّ الشمس عندما تزداد حرارتها، تتسبب في حرق القطن.
وأشار إلى أنّ القطن أفضل من باقي المحاصيل التقليدية، مثل القمح والذرة، فيما يتعلق بالإنتاج والأسعار، لذلك فهو المحصول الأفضل لمن يريد أن يحصل على دخل جيد من أرضه الزراعية، موضحاً أنه ينتظر الانتهاء من جني القطن وبيعه، لتزويج ابنه بالمقابل المادي الذي سيوفره من بيع المحصول.
ولفت «صميدة» إلى أنّ مديرية الزراعة ساعدته ووقفت إلى جانبه كثيراً، ليتمكن من إنتاج محصول أفضل وبكميات أعلى، حيث أن الإدارة الزراعية بسنورس كانت تتابعه باستمرار، لافتاً إلى أنّهم أعطوه علب بلاستيكية تحوي محلولاً، وضعها على مسافات محددة وسط القطن، للقضاء على الدودة والعفن وباقي الأمراض التي قد تصيب المحصول.
وبينّ أنّه قام بزراعة البصل بين القطن، وبالتالي حصل على أرباح إضافية، خصوصاً أنّه كان هناك إقبال كبير على شراء البصل الأخضر، نظراً لكونه يتميز بفوائد كثيرة لمكافحة أدوار البرد والإنفلونزا، واعتقاد الكثيرين بفاعليته ضد فيروس كورونا المستجد.
وختم «صميدة» حديثه قائلاً إنّ مشكلته الوحيدة كانت في الحصول على سماد «اليوريا»، الذي يحتاج إليه محصول القطن بكميات كبيرة، وأسعاره مرتفعة جداً، مطالباً وزارة الزراعة بتخفيض أسعار الأسمدة لمزارعي القطن.