سمعة مصر ووصية السيسي لربيع.. كواليس 6 أيام من أزمة «السفينة الجانحة»

03:11 م | الثلاثاء 30 مارس 2021

خلال الأيام الماضية، وتحديدا منذ الثلاثاء، شهدت قناة السويس أزمة بسبب سفينة EVERGIVEN العملاقة التي جنحت بها، جراء رياح قوية، وتسببت في تعطيل الملاحة بالممر المائي، إلى أن تمكن العمال والمهندسون المصريون من تعويمها وتحريكها.

وعلى مدار 6 أيام من الأزمة، شهدت أزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة «إيفرجرين»، بقناة السويس، عدة كواليس كشف عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، خلال تفقده للقناة.

والسفينة EVERGIVEN يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا وتبلغ حمولتها 224 ألف طن، وكانت في طريقها من الصين إلى روتردام.

التواصل يوميا في الخامسة صباحا

منذ الدقائق الأولى لأزمة السفينة الجانحة، كان الرئيس عبدالفتاح السيسي حاضرا في قلب الحدث، لمحاولة سرعة حلها، حيث قال خلال مؤتمر صحفي على ضفاف قناة السويس، اليوم، إنه «كنت بتصل برئيس الهيئة كل يوم والساعة 5 الصبح كنت بعرف النتائج وكنت بكلمه في أوقات غريبة الساعة 4 الصبح.. واليوم الأخير للأزمة كلمته الساعة 5 الصبح طمني إننا اتحركنا»، مضيفا: «طبعا سعيد جدا أنه بلدي بخير وسلام والمرفق رجع يشتغل بإيد رجالتنا».

وتابع: «أول لما حصلت الأزمة بقت الخبر الرئيسي بكل وكالات الأنباء العالمية، وموضوع المد والجزر، والسيناريو الأصعب كان تفريغ الحمولات وقولتلهم جهزوا نفسكو ومش مهم التكلفة».

إدارة الأزمة دون خسائر

كما أشار الرئيس إلى جهد العاملين بقناة السويس على قدم وساق خلال أيام الأزمة، حتى تنتهي الأزمة دون خسائر للسفينة أو الأرواح، موجها التحية لهم: «بشكر العاملين اللي أداروا الأزمة بكفاءة من أول رئيس الهيئة لأصغر عامل باسمي وباسم كل المصريين، لدينا إدارة وفريق عمل بهيئة قناة السويس يتمتع بخبرات تعود لـ150 سنة، بتطوراتها، وقامت قناة السويس بدور رائع وعظيم في نقل التجارة العالمية».

وصية الرئيس لأسامة ربيع

ووجه السيسي رسالة هامة لأسامة ربيع، كدروس مستفادة من واقعة السفينة، قائلا: «مهم أوي الدروس والعبر من الأزمة ولو في معدات ومستلزمات محتاجيت تبقى موجودة نوفرها، ولو في حاجة لصالح العمل تدبر بغض النظر عن الظروف أو التكلفة.. الكراكة مهاب مميش وما سبقها دي كراكات جاية علشان تساهم في قدرة الهيئة على مطالب العمل، ونفس الكلام للقاطرات».

وشدد الرئيس على رئيس هيئة قناة السويس ورئيس مجلس الوزراء: «لو محتاجين معدات تانية نتعاقد ونجيب».

رد فعل المصريين

كما تطرق الرئيس أيضا خلال حديثه بالإسماعيلية عن ردود الفعل الدولية والداخلية لأزمة، حيث قال: «المصريين كانوا متابعين بصمت وكأن ابنهم كلهم وحاجة تخصهم في أزمة.. كانوا بيساندوا بالصمت كله بيتابع ومبيتكلمش وبمجرد انتهاء الأزمة رد الفعل كان لافت أوي أد كده الناس بتحب بلدها.. محبين لبلدهم رغم المشاكل الموجودة وحريصين على بلدهم».

وأشار إلى عرض المساعدات الدولية، قائلا: «كل الأصدقاء والأشقاء كانوا داعمين للجهد وعرضوا المساعدات بكل إخلاص، وهو أمر مقر من الأشقاء في الخليج والمنطقة العربية وجميع أنحاء العالم، بنشكرهم على مساندتهم».

تحقيقات السفينة الجانحة

كما أكد السيسي أنه التحقيقات الخاصة بحادث السفينة البنمية هو أمر متروك لهيئة قناة السويس والجهات المعنية، مشددا على أنه لن يكون هناك تدخل، ولكن سيكون هناك تحقيقات من فنيين متخصصين، كونه أمر فني وقانوني.

سمعة مصر

وبالأمس، كشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، جانبا من كواليس الأزمة، وهي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان مفتاح حل أزمة السفينة البنمية، حيث تواصل معه منذ أول يوم للحادث، مؤكدا: «قال سمعة مصر في رقبتك أنت ورجالة قناة السويس، ونقلت الكلمة دي للناس كلها، وقلت لهم مش هنتحرك من مكاننا قبل إنهاء الأزمة».

وأوضح أن الرئيس كان يتابع يوميا معه أزمة السفينة، بقوله: «كان متابع دقيقة بدقيقة وكان بيتصل بيا مرتين أو ثلاث مرات، كان بياخد تفاصيل دقيقة جدا بالأرقام والصور والحسابات، أقوله يا فندم إحنا هنطمن سيادتك على طول يرد يقول قولي بس قولي الخطوات اللي عملتوها.. الرئيس مش بينام وأبلغته في الساعة الخامسة فجر اليوم بتعويم 80% من السفينة الجانحة، وقالي ألف مبروك اشكر لي الناس كلها».

استعدادات لكل السيناريوهات

ولفت إلى أن الرئيس كان يُتابع معه كافة التفاصيل الخاصة بها لحظة بلحظة، موضحا: «عرضت على الرئيس 3 سيناريوهات لحل الأزمة، ليرد هل السيناريوهات متاحة الآن، وفورًا أدوات السيناريو الثالث يكونوا جنبك، سواء هستخدمهم أو مش هتستخدمهم، عشان البضاعة اللي موجودة في السفن المتوقفة بسبب الحادث، مش عاوزين نشوف مراكب متكدسة ونحل الأزمة بأسرع وقت».

استخدام قاطرات مصرية حديثة

وأوضح أن الهيئة وجهت 5 قاطرات يوم الحادث ثم ارتفع العدد إلى 12 في اليوم الثالث، ووصلت أيضا قاطرتين من هولندا وإيطاليا، بالإضافة إلى قاطرتين ساعدا في عملية تعويم السفينة من صناعة مصر، «اتصنعوا في ترسانة برسعيد، وأول من استعملوها هم عبدالحميد يوسف ومصطفى محمود»، وحققا نجاحا.