عثر عليه في قلادة توت عنخ آمون.. الكاموميل زينة حقول الفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

عثر عليه في قلادة توت عنخ آمون.. الكاموميل زينة حقول الفيوم

عثر عليه في قلادة توت عنخ آمون.. الكاموميل زينة حقول الفيوم

زهور بيضاء يتوسطها اللون الأصفر، تبعث البهجة في قلوب من يراها، تُزين حقول قرى مركز إطسا بمحافظة الفيوم، وتُنذر بقدوم الربيع، فيما تنتشر الأطفال والسيدات في تلك الحقول لجمع زهور «الكاموميل»، أو «البابونج»، ليحصلون على يومية مقابل جمع تلك الزهور.

وتشتهر عزبة «خلف»، بزراعة نبات الكاموميل الطبي والذي يعرف بشيح البابونج، ويدخل في صناعة الأدوية.

ويتم حصاد «الكاموميل»، من خلال فرق جمع من القرية والقرى المجاورة، وغالبا تكون تلك الفرق من السيدات والأطفال الذين يعملون في قطف زهوره من أجل الحصول على بضعة جنيهات تعينهم على صعوبات الحياة، فيما يتولى مسؤولية جمعهم ونقلهم إلى الحقول لجني زهور البابونج ووزن ما جمعوه لمحاسبتهم أحد الأشخاص يُطلق عليه «المشرف».

وتقول شيماء محمد، 8 أعوام، أنّها تأتي من إحدى القرى المجاورة في سيارة ربع نقل لقطف زهور البابونج مقابل جنيها لكل كيلو تقوم بقطفه، لافتةً إلى أنها تجمع 20 إلى 30 كيلو كل يوم لتحصل على يومية تتراوح بين 20 إلى 30 جنيها، يعملون خلالها من الساعة السادسة صباحا وحتى التاسعة.

وأضافت أنّ كل واحدة منهم تُحضر معها طبقا بلاستيكيا أو مشنة "طبق من الخوص" أو أي شئ لتقوم بجمع زهور الكاموميل فيه، وتستخدم تلك الأموال التي تجمعها خلال موسم الحصاد في الإنفاق على دروسها وشراء ما تريده، كما أنها تساعد والدها بجزء من أموالها.

والتقطت مديحة محمود، ربة منزل، طرف الحديث قائلة أنّها مهمة سهلة وتنتهي في وقت قصير لذلك فهي تستيقظ فجرا وتأتي إلى الحقول في القرى المجاورة لقطف زهور الكاموميل وتحصل على يومية تتراوح بين 30 إلى 50 جنيها تساعدها وتعين زوجها على متطلبات أبنائهم وصعوبات الحياة خصوصا أن زوجها عامل باليومية ودخله محدود.

وأوضحت «مديحة»، أنّها تذهب للعمل في حقول القرى المجاورة ولا تخرج للعمل في قريتها لأنّ عمل المرأة في الحقول يُعد «عيبا» في القرى الريفية وتشعر الفتاة وزوجها بالإحراج بسبب العمل في الأراضي الزراعية، لذلك تخرج للعمل في الحقول المجاورة، لذلك تحرص على إخفاء وجهها بشالها.

في سياق متصل، قال الدكتور ربيع مصطفى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الفيوم، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ شيح البابونج أو «الكاموميل»، يُمثل 20% من المساحة المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية بحقول محافظة الفيوم.

وأشار إلى أنّ البابونج هو نبات معروف وكان يتم زراعته في مصر القديمة منذ عصر الفراعنة، وما يثبت ذلك هو العثور على زهرة نبات البابونج في إحدى القلادات النباتية التي عُثر عليها في مقبرة الملك توت عنخ آمون، كما عُثر على ثمره منه في تجويف بطن مومياء الملك رمسيس الثاني، مما يؤكد أنّ الفراعنة كانوا يستخدموه للتخلص من عفونة البطن وهو نفس الشئ الذي يستخدم البابونج لعلاجه في العصر الحالي.


مواضيع متعلقة